يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)
الخميس 26 أيلول/سبتمبر 2013
الخميس الخامس والعشرون من زمن السنة
في الكنيسة الرومانيّة اليوم : تذكار إختياريّ للقدّيسَين قُزما ودَميانُس، الشهيدَين
أنظر إلى التعليق في الأسفل،
التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة: «على أَنَّ هيرودُسَ قال: ...مَن هذا الَّذي أَسمَعُ عنه مِثلَ هذِه الأُمور؟ وكان يُحاوِلُ أَن يَراه»
سفر حجّاي .8-1:1 في السنة الثانية لداريوس الملك، في الشَّهر السَّادِسِ، في اليوم الأولِ من الشَّهر، كانت كلمة الرب على لسانِ حجَّاي النبي الى زربابل، بن شألتيئيل، حاكم يهوذا؛ والى يشوع بن يوصاداق، الكاهن العظيم قائلا: هكذا تَكَلَّمَ ربُّ الجُنودِ قائِلاً: إِنَّ هَؤلاءِ الشَّعبَ قد قالوا: إِنَّه لم يبلغ الوقت بَعدُ، وقت بناءِ بيت الرب». فكانت كلِمةُ الرّبِّ على لِسانِ حَجّايَ النَّبيِّ قائِلاً: «أفَحانَ لكُم أَن تَسكُنوا في بُيوتكم المُسَقَّفَة، وهذا البَيتُ خَرِب؟ والآن هكَذا قالَ ربُّ الجُنود: وجِّهوا قلوبَكُم إِلى طُرُقِكُم. لقد زَرَعتُم كثيرًا واستَغَللتُم قليلا أكلتُم لم تَشبَعوا، شَرِبتُم ولم تَرتَووا. اكتَسَيتُم ولم تَستَدفِئوا. والَّذي يأخُذُ أجرةً يأخذها في صرة منقوبة. هكذا قالَ ربُّ الجنود. وجهوا قلوبكم إِلى طرقكم. إصعدوا الى الجبل، واتوا بِخَشَب وابنوا البيتَ، فأرضى بِهِ وأتَمَجَّد، قال الرَّبّ.
سفر المزامير .9b.6a-5.4-3.2-1:(148)149 أَنشِدوا لِلرَّبِّ نَشيدًا جَديدا فَإِنَّ ٱلأَولِياءَ يُسَبِّحونَهُ في مَحفِلِهِم لِيُسَرَّ بَنو ٱلشَّعبِ بِخالِقِهِم وَليَبتَهِجوا بِٱلرَّبِّ مَليكِهِم
التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة الفقرات 31-35 «على أَنَّ هيرودُسَ قال: ...مَن هذا الَّذي أَسمَعُ عنه مِثلَ هذِه الأُمور؟ وكان يُحاوِلُ أَن يَراه»
إن الإنسان الّذي خُلِق على صورة الله، ودعي إلى معرفة الله ومحبّته، يجد عند التماسه الله بعض "السّبل" للدّخول في معرفة الله؛ وهي تُدعى أيضًا "شواهد على وجود الله"، لا بمعنى البراهين الّتي تطلبها العلوم الطّبيعيّة، بل بمعنى "الأدلّة المتلاقية والمُقنعة" الّتي تتيح الوصول إلى حقائق ثابتة. هذه "السّبل" لمقاربة الله تنطلق من الخليقة: العالم المادّي والشّخص البشري. العالم: انطلاقًا من الحركة والصّيرورة، من إمكان الحدوث، من نظام العالم وجماله، يصبح من الممكن معرفة الله كمبدأ وغاية الكون. لقد أثبت القدّيس بولس، في شأن الأمم، "أنَّ ما يُعرَفُ عنِ اللهِ بَيِّنٌ لَهم، فقَد أَبانَهُ اللهُ لَهم فمُنْذُ خَلْقِ العالَم لا يَزالُ ما لا يَظهَرُ مِن صِفاتِه، أَي قُدرَتُه الأَزَلِيَّةُ وأُلوهَتُه، ظاهِرًا لِلبَصائِرِ في مَخلوقاتِه. فلا عُذْرَ لَهم إِذًا" (رو 1: 19-20) ... الشّخص البشريّ: مع انفتاح الإنسان على الحق والجمال، ومع تحسسه للخير الأدبي، وحرّيته وصوت ضميره، ومع توقه إلى ما لا ينتهي وإلى السّعادة، فهو يتساءل عن وجود الله. وهو في كل ذلك يلمح إشارات من نفسه الرّوحانيّة... إن نفسه لا يمكن أن يكون مبدأها في غير الله وحده. العالم والإنسان يثبتان أن ليس لهما في ذاتهما مبدأهما الأول ولا غايتهما الأخيرة، لكنّهما يشتركان في الكائن بذاته الّذي لا مبدأ له ولا نهاية. وهكذا يستطيع الإنسان بهذه السبل المختلفة أن يدخل في معرفة وجود حقيقة، هي المبدأ الأوّل والغاية الأخيرة لكل شيء وهذه الحقيقة "يسمّيها الجميع: الله" (القدّيس توما الأكويني). إن قوى الإنسان تجعله قادرًا على وجود إله شخصي. ولكن لكي يتمكّن الإنسان من الدّخول في ألفة الله، أراد الله أن يكشف له عن ذاته، وأن يمنحه النّعمة الّتي تمكّنه من تقبّل هذا الوحي بالإيمان. وعلى كلّ حال، فالأدلّة على وجود الله من شأنها أن تُعِدّ للإيمان وأن تساعد على التّثبّت من أن لا خلاف بين الإيمان والعقل البشريّ.