أمريكا وإيران تبديان تفاؤلا حذرا بعد لقاء نادرالجمعة, 27 أيلول/سبتمبر 2013 12:52
[متابعة ـ أين]
أجرت إيران والولايات المتحدة أرفع مستوى من المحادثات بينهما في نحو 30 عاما يوم الخميس وقالتا إن اللقاء كان إيجابيا لكنهما التزمتا الحذر بشأن امكانية حل الخلاف الطويل حول برنامج إيران النووي.
والتقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف بعد ان أجرى ظريف محادثات أوسع نطاقا مع الولايات المتحدة وقوى كبرى أخرى لتهدئة شكوك الغرب من ان تكون إيران تسعى لامتلاك سلاح نووي.
ووصف دبلوماسيون من الدول الكبرى المناخ العام للمحادثات الموسعة بعبارات إيجابية لكنهم وكذلك وزيرا خارجية الولايات المتحدة وإيران أكدوا على صعوبة انهاء الخلاف الذي استعصى على الحل طوال نحو عشر سنوات.
وقال كيري للصحفيين بعد المحادثات التي جرت في الأمم المتحدة "عقدنا اجتماعا بناء للغاية" وقال مسؤول أمريكي بارز إن الوزيرين الأمريكي والإيراني جلسا متجاورين وتصافحا في بادرة تشير إلى رغبة الجانبين في استكشاف امكانية التقارب بعد نحو ثلاثة عقود من التباعد.
لكن كيري اضاف "غني عن القول ان اجتماعا واحدا وتغيرا في نبرة الحديث - وهو شيء مرحب به - لم يجب على تلك الأسئلة بعد ومازال هناك عمل كثير يتعين القيام به".
وتريد الولايات المتحدة من إيران الرد على أسئلة تتعلق ببرنامجها النووي الذي تشتبه واشنطن وحلفاؤها في انه غطاء لتطوير أسلحة نووية. وتنفي إيران ذلك قائلة ان برنامجها لأغراض سلمية واستخدامات مدنية.
وتحدث ظريف وهو دبلوماسي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة كذلك بنبرة حذرة وأكد على ضرورة التخفيف السريع للعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة على إيران لرفضها تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وقال للصحفيين "اشعر بالرضا عن الخطوة الأولى. الآن يتعين علينا معرفة ما إذا كان باستطاعتنا دعم كلماتنا الإيجابية بأفعال جادة لكي نحرز تقدما".
وأضاف "بالطبع مع مضينا قدما يتعين رفع العقوبات وفي نهاية المطاف. يجب ان يكون هناك إلغاء كامل لجميع العقوبات الثنائية والأحادية ومتعددة الأطراف وعقوبات الأمم المتحدة ونأمل أن نتمكن من السير في هذا الاتجاه في إطار فترة زمنية قصيرة".
وطرح كيري وظريف بعض "الاحتمالات" لكنهما أكدا على انه مازال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به.
وقال مسؤول أمريكي بارز بعد الاجتماع إن إيران اقترحت التنفيذ الكامل لاتفاق بخصوص برنامجها النووي خلال عام. وأضاف المسؤول إن ظريف قدم مقترحات لكن "مازال هناك الكثير بحاجة للفهم."
وقال كيري في حديث قبل محادثات يوم الخميس إن الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات حتى تظهر إيران انها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي.
وقال في برنامج [60 دقيقة] على شاشات محطة تلفزيون [سي.بي.اس] ان من الخطوات الملموسة التي يمكن لايران ان تتخذها لاظهار جديتها في عدم السعي لامتك اسلحة نووية فتح منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم امام مفتشي الامم المتحدة.
وأضاف "الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات الي ان يصبح واضحا ان هناك عملية شفافة وملزمة ويمكن التحقق منها تماما نعرف بواسطتها بالضبط ما الذي ستفعله ايران في برنامجها (النووي)".
وأعلن الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني أنه يرغب في ابرام اتفاق مع القوى العالمية الست في فترة ما بين ثلاثة وستة أشهر.
وقال كيري لمحطة [سي.بي.اس] إنه سيكون "من الممكن التوصل إلى اتفاق في وقت أقرب من ذلك وان هذا سيعتمد على مدى استعداد إيران للتعامل بوضوح وصراحة."
والاجتماع بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين كبار هو اجتماع نادر بعد تباعد الدولتين منذ الإطاحة بشاه ايران عام 1979 واحتجاز رهائن أمريكيين في السفارة الأمريكية في طهران.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن هذا أرفع لقاء "رسمي" بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين منذ ما قبل الثورة الإسلامية الإيرانية رغم عقد اجتماعات "غير رسمية" على المستوى نفسه في فترة السنوات العشر أو الأثنتي عشرة الماضية.
ووصف كيري ونظراؤه من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا الاجتماع مع ظريف على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة بأنه يمثل "تغيرا في نبرة الحديث" عن اللقاءات مع حكومة إيران السابقة.
وقالت كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي التي رأست الاجتماع للصحفيين إنه "اجتماع مهم. مناخ جيد وحيوي."
واشارت إلى ان الجانبين اتفقا على "جدول زمني طموح" لمعالجة المخاوف الغربية وسيجتمعان مرة أخرى في جنيف يومي 15 و16 أكتوبر تشرين الأول "لمتابعة جدول الأعمال واستكمال ما تم في اجتماع اليوم ولاحراز تقدم مأمول في هذه العملية."
ولكن آشتون بدت حذرة بقولها إن من المهم التركيز على "العمل الفعلي الذي نقوم به على الأرض."
وشملت المحادثات التي عقدت في نيويورك الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي بريطانيا وفرنيا وروسيا والصين والولايات المتحدة بالإضافة إلى ألمانيا.