بمناسبة مرور ثلاث وثلاثون عاماً على بداية الحرب الايرانية العراقية يطيب لي استذكار الدور المهم للقوة الجوية والدفاع الجوي باسناد قواتنا المسلحة وتهيئة الاجواء لتحقيق اهم اهداف الصفحة الاولى في استعادة كافة الاراضي التي احتلتها ايران منذ مجيئ نظام خميني ، هذه الحرب التي بدئها هذا النظام منتهكاً كافة الاعراف والقوانين الدولية رغم ماقام به العراق من جهود وسبل دبلوماسية وسياسية لانهائها منذ ايامها الاولى ولكن ايران أصرت على مواصلتها لاسقاط النظام وتصدير الثورة الايرانية البغيضة معبرة عن حقدها الدفين تجاه العراق والامة العربية والاسلامية .
منذ مجيىء النظام الايراني الجديد في شباط ( فبراير ) 1979 بادر العراق الى الاعراب عن ابتهاجه بهذا النظام موجهاً مذكرة الى الحكومة الايرانية المؤقتة بتاريخ 13 / 2 / 1979 توضح سياسة الجمهورية العراقية في اقامة اوثق الصلات الاخوية وعلاقات التعاون مع الشعوب والبلدان المجاورة للعراق على أساس احترام السيادة وعدم ألتدخل في الشؤون الداخليه وأحترام التطلعات المشروعة للشعوب وفق المبادىء التي تختارها بإرادتها الحرة ، وقد وجه الرئيس أحمد حسن البكر البرقية التالية الى الخميني في 5 / 4 / 1979 ( يسعدني بمناسبة إعلان الجمهورية الاسلامية الايرانية أن أبعث باسم العراق حكومه وشعباً وباسمي شخصياً باصدق التهاني لكم وللشعب الايراني الجار الصديق متمنين لكم التوفيق .آملين ان يفتح النظام الجمهوري الجديد فرصا واسعة لخدمة الشعب الايراني الصديق وبما يعزز دور إيران لخدمة السلام والعدل في العالم وأقامت أوثق علاقات الصداقه والجيرة مع الدول العربية عموماً والعراق بشكل خاص والله ولي التوفيق ) . غير ان جواب الخميني كان بعيد عن المجاملة ومجافيا لروح حسن الجوار متعمداً الامعان في دفع علاقات البلدين الجارين على طريق الجفاء والتدهور ، وختم جوابه بكلام الله سبحانه ( والسلام على من اتبع الهدى ) .
خلفية تاريخية مهمة .شهدت المرحله بعد الثوره الإيرانية و تولي الخميني حكم إيران وحتى أيلول 1980 سلسله من التحرشات والاعتداءات ضد العراق لكنها لم تتخذ في بداياتها صفة الحرب وكان العراق يحاول أن يحل المشاكل بالطرق الدبلوماسية والقوانين الدولية وكمثال على الاعتداءات ( منذ الثورة الايرانية وحتى 22 / 9 / 1980 ) قام سلاح الجو الايراني بخرق الاجواء العراقية ( 249 ) مره وبَلغ عدد حوادث أطلاق النار على المخافر الحدودية العراقية والقصف المدفعي وعرقلة الملاحة والتصدي لسفننا المدنية والعسكرية في شط العرب وقصف الاهداف المدنية ( 244 ) حادثاً ، أما عدد مذكرات الاحتجاج الرسمية فبلغت ( 147 ) مذكره ناهيك عن التجاوزات من قبل الاعلام الايراني بغرض أثارت الفوضى داخل العراق .
في الرابع من ايلول ( سبتمبر ) 1980 وما بعدها قصف الجيش الايراني بشده مناطق خانقين ومندلي وزرباطية ونفط خانه مستخدماً المدفعية الثقيلة عيار 175 ملم والطائرات مسبباً أضرار بالغه بالارواح والممتلكات ، وفق هذه المعطيات وما سبقها كما اشرت ان الحرب قد بدأت فعلا وانه لاسبيل أمام العراق الا الدفاع عن أرضه وشعبه ، في صباح يوم 7 / 9 / 1980 استدعت وزارة الخارجية العراقية القائم بالاعمال الايراني في بغداد وسلمته مذكره حول تجاوزات القوات الايرانية المشاراليها آنفاً و المناطق المحتلة من قبل ايران مؤخراً متجاوزه لخط الحدود الدولية ومطالبته بردود فعل عمليه من إيران بسحب قواتها خارج الحدود العراقية فوراً .
بالنظر لتسارع الاحداث وعدم اتخاذ اي رد فعل رسمي او عملي من قبل إيران ففي الساعة 1500 من يوم 7 ايلول 1980 قامت القوات العراقية بعملية عسكرية لتحرير الاراضي العراقية المستولى عليها من ايران وتمكنت من أستعادة مناطق ( زين القوس ، الشكره ، وبيرعلي ، وسربنت ) وفي يوم 10 أيلول 1980 شرعت القوات العراقية تحريرواستعادة مخفري ( هيله و ماي خضر ) ، وفي يوم 16 ايلول 1980 حررت مخافر ( الطاووس والرشيدة والسفرية القديم والجديد في نفس القاطع ) في يوم 17 ايلول 1980 باشرت القوات العراقية بالتقدم نحو مخفري ( شور شيرين وهنجيرة ) في قاطع مندلي ...اما عمليات القوة الجوية في هذه الفتره اقتصرت على مهام الاستطلاع التصويري والبصري المسلح بطائرات السوخوي / 22 والميج / 21 الاستطلاعية اضافه الى الدوريات القتالية بطائرات الميج / 21 و23 تحسباً لاي خرق جوي ايراني متوقع يبدأ من الساعة السادسة صباحاً وحتى السادسة مساءً .
في 17 ايلول ( سبتمبر ) 1980 ونتيجة لعدم اتخاذ اي رد فعل ايجابي من ايران واستمرارها التدخل بشؤون العراق الداخلية وقصفها الشديد للمناطق الحدودية في زرباطية ، نفط خانه وخانقين ومندلي بشكل متكرر وتعرضها للسفن العراقية في الخليج العربي وشط العرب قرر العراق الغاء أتفاقية الجزائر لعام 1975 واعادة السيادة الكاملة على شط العرب على اعتبار ان ايران الغتها بشكل عملي خرقاً لبنودها المتعارف عليها في هذه الاتفاقية لكنها وكعادتها لاتعترف بذلك معتبرة الالغاء تم من طرف واحد .
تدخل القوه الجويه الايرانيه للفتره 7 – 22 ايلول 1980.كان تدخل القوة الجوية الايرانية سافراً قبل و بعد استعادة القوات البرية العراقية للمخافر الحدودية العراقية حيث بدأت عملياتها المتمثلة بالقصف الشديد للقوات العراقية والمناطق الآهلة بالسكان المشار اليها آنفاً منذ 4 / 9 / 1980 وحتى 22 / 9 / 1980 مسببه خسائر في الارواح والممتلكات وقد بلغ معدل الطلعات اليومية حوالي 20 طلعة قتالية مستخدمه طائرات ف / 4 وف / 5 اضافة الى الطائرات السمتية وقد تم اسقاط احداها يوم 7 / 9 / 1980 نوع ف / 5 ،وأسر قائدها الملازم الاول الطيار حسين لشكري ، بواسطة طائرة الميج 21 من السرب التاسع اسقطها الرائد الطيار كمال عبد الستار البرزنجي كما اسقطت طائرة عراقيه نوع سوخوي 22 يوم 14 / 9 / 1980من السرب 44 يقودها النقيب الطيار نوبار عبد الحميد الحمداني عندما كانت مكلفة بواجب استطلاع مسلح لرصد المدفعية الثقيلة التي كانت تقصف المدن والقرى الحدودية بقاطع سربيل زهاب ، في الحقيقة منذ الثورة الايرانية في شباط 1979 كان تدخل القوة الجوية الايرانية كثيف و غير مقبول ولم تعتد عليه القيادة السياسية العراقية في عهد النظام السابق رغم الفتور السياسي مابين الدولتين حيث لم ياخذ طابع المواجهة العسكرية والتدخل السافر في الشان الداخلي للعراق .
لقد اعطت هذه التدخلات السريعة للقوة الجوية الايرانية دلائل واضحة للقيادة السياسية العراقية وقيادة القوة الجوية والدفاع الجوي بما لاتقبل الشك بكفاءة القوة الجوية الايرانية ومنظومة دفاعها الجوي ونواياها المبيته تجاه العراق حيث اخذ هذا المبدأ بنظر الاعتبار عند أتخاذ قرار الحرب و التخطيط لاستخدام القوة الجوية والدفاع الجوي العراقي لاحقاً .
القوة الجوية الايرانية 1980 . أتسمت القوة الجوية والدفاع الجوي الايراني منذ تاسيسهما وحتى قيام الثورة الايرانية في شباط 1979 بالقوة وحسن الاستخدام والتنظيم العالي وهي بذلك تشكل تهديداً للمنطقة ودول الخليج العربي والشرق الاوسط بصورة عامة وجاء تسلسلها بالمرتبة الثانية بعد القوة الجوية الاسرائيلية ، بلغ تعداد الافراد العاملين فيها ( 50000 ) الف فرد وعدد طائرات القتال في بداية الحرب العراقية الايرانية حوالي 473 طائرة متعدد المهام من الانواع ( ف / 4 ، ف / 5 ،ف / 14 ) إضافه الى عدد من اسراب النقل الثقيل والمتوسط من الانواع ( يوينغ / 707 ، 747 ،سي / 130 ، فالكون / 50 ، فالكون / 20 ) واكثر من 700 طائرة سمتية من الانواع ( بيل / 205 ، 206 ،212 ، 214 ، شينوك ، كوبرا ) وحوالي 100 طائرة تدريب وعدد من طائرات التزود بالوقود جواً ... موزعة على القواعد الجوية والمطارات التالية :-
قاعدة مهرآباد ، قاعدة تبريز ، قاعدة شاهروخي ، قاعدة كرمنشاه ، قاعدة بوشهر، قاعدة شيراز ، قاعدة خاتمي ، قاعدة بندرعباس ، قاعدة جاسك ، قاعدة الاميدية ، قاعدة حيدري اما المطارات الثانوية فهي .هناك العديد من المطارات الثانوية تستخدم كمطارات احتياطية تقع ضمن مسرح عمليات القوة الجوية الايرانية وخارجه احياناً وهي ( فرح آباد ،كوت عبد الله ، شاه آباد ،الاحواز ،عبادان ،خرج ،سنندج ،الرضائية ،سقز ،اردبيل ، خرم آباد ، قزوين،شوشتر..الخ ) .
الدفاعات الجوية الايرانية * المتصديات في وقت السلم توضع طائرتان بالاستعداد في جميع الاوقات تقلع بانذار ( خمس دقائق ) . في الاحوال الغير اعتياديه يزيد عدد الطائرات الى زوجين ( 4 طائرات ) . في اثناء الحركات يوضع زوج من المتصديات في حالة حوم طوال النهار وفي الطوارىء يجري تخصيص 60% من الطائرات لأغراض الدفاع الجوي .
القواطع وغرف الحركات * القاطع الشمالي . يقع مركز حركات الدفاع الجوي وغرف الحركات في باب سر. * القاطع الوسطي . يقع مركز حركات الدفاع الجوي وغرف الحركات في سوباشي. * القاطع الجنوبي .يقع مركز حركات الدفاع الجوي وغرف الحركات في بندر عباس. * الصواريخ ارض / جو . صواريخ ارض- جو هوك / 3افواج + بطرية ، رابير / 13بطرية ، تايكر كات / 4 بطريات . * مدفعية مقاومة الطائرات ارض – جو . 100 مدفع فالكون عيار 35 ملم ثنائي السبطانة مسحوب ، 576 مدفع23 ملم ثنائي السبطانة روسي الصنع ، 128 مدفع 57 ملم ثنائي السبطانة روسي الصنع ، 36 مدفع 40 ملم ( 1 ) .
هذه الاسلحة موزعة بشكل جيد حول الاهداف الاستراتيجية المهمة بضمنها القواعد الجوية ، بمعنى ان الدفاع الجوي الايراني في بداية الحرب كان يتمتع بكفاءة قتالية عالية ، عليه كان طيارو المقاتلات القاذفة يحسبون حساباتهم الخاصة لتجنب الكشف الراداري اولا وعدم تعرض طائراتهم لتهديدها ثانياً مع تجنب اي اشتباك جوي قدر الامكان لكون المدى التعبوي لهذه الطائرات لايسمح بذلك لمحدوديته وقد يتسبب في افشال المهمة وبالتالي احداث خسائر غير مقبوله بطائراتهم ، ولتجنب وسائل الدفاعات الجوية الايرانية اُستخدم اسلوب الطيران المنخفض جدا ( 10 – 30 ) متر فوق سطح الارض وتجنب الاتصالات اللاسلكية بين الطائرات اضافه الى تجنب المناطق المأهولة بالسكان وقد ساعدت المناطق الجبلية ايض التخفي من هذه الوسائل اثناء التقرب للهدف وتحقق تنفيذ الضربات الجوية العراقية بنجاح تام .
القوة الجوية العراقية كان سلاح الجو العراقي يتالف من 325 طائره قتال من الانواع والاعداد الاتية ( المقاتلات القاذفه 33 سوخوي / 7 ، 30سوخوي / 20 ، 52 سوخوي / 22 ، 25 هنتر ، 43 ميج / 23 طائرة ، المتصديات 86 ميج / 21 ،25 ميج / 23 ، الاستطلاع16 ميج / 21 ، القاصفات / 5 تي- يو / 16 ، 10 تي –يو22 ) . تتمركز هذه الطائرات في القواعد الجوية الاتية ( قاعدة الرشيد الجوية ، قاعدة تموز ( الحبانية ) الجوية ، قاعدة الحرية ( كركوك ) الجوية ،قاعدة الوليد الجوية ، قاعدة ابي عبيدة ( الكوت ) الجوية ، قاعدة الامام علي ( الناصرية ) الجوية ، قاعدة فرناس ( الموصل ) الجوية ، قاعدة الوحدة ( الشعيبة ) الجوية ، قاعدة المثنى الجوية ، المطار الدولي ، كلية القوة الجوية ) .
بالاضافة الى طيران الجيش الذي بلغ تعداده حوالي 33 سرب مختلف الانواع والاغراض من طائرات ( مي / 4 ، مي / 6 ،مي / 8 ،مي / 17 ، مي / 25 ، الوت / 3 ، غزال ، سوبرفرلون ، بي او / 105، هيوز / 300 ،هيوز / 500 ،هيوز / 530،اس تي / 214 ،بي سي / 7 ، بي سي / 9 ،بي كي / 117 ،بوما ،اوكستا ،سيكورسكي ... ) وقد تجاوز عددها 700 طائرة .
معدلات الكفاءة العددية للقوتين الجويتين كما يلي : ايران 1.7 . العراق 1.3 .
اما معامل التفوق الجوي العام ( المقصود به ادخال كافة العوامل المؤثرة مثل ( عدد الطائرات المحتمل اشراكها فعلا بالقتال ، النسبة المئوية للطائرات الصالحة ،كفاءة الطيارين القتالية ، متوسط الطلعات اليومية للطيار المقاتل ،كفاءة وسائل الدفاع الجوي المتوفرة بطائرات الضربة الجوية الشاملة ، وسائل الحرب الالكترونية..الخ )
وبعد اجراء العمليات الحسابية نحصل على معامل تفوق = 1 :436 ،0 لصالح القوة الجوية الايرانية ( اي القوة الجوية الايرانية تتفوق بمقدار اكثر من الضعف على القوة الجوية العراقية ) .
الدفاع الجوي العراقي كان الدفاع الجوي العراقي قبل الحرب مع ايران يمتلك خبرة لاباس بها من خلال دروسة المستنبطة من حربي 1967 و1973 ، وحركات الامن الداخلي ناهيك عن المتابعة المستمرة للخروقات الايرانية منذ ستينات القرن الماضي بالاضافة لخروقات سلاح الجو الاسرائيلي العديدة في المنطقه الغربية من العراق ، عليه يعتبر الدفاع الجوي العراقي قوة لايستهان بها في هذه المنطقة من الوطن العربي بعد الدفاع الجوي المصري والسوري الذي استفاد من تجاربهما العديدة في مواجهة التهديدات الجوية الاسرائيلية . التنظيم
تعتبر القوة الجوية والدفاع الجوي كتله تنظيمية واحدة على راسها قائد القوة الجوية والدفاع الجوي ، كما يعتبر معاون قائد القوة الجوية للدفاع الجوي على راس هرم منظومة الدفاع الجوي يرتبط به مركز عمليات الدفاع الجوي ومديرية حركات الدفاع الجوي ومديرية الانذار والسيطرة وآمرية مقاومة الطائرات وآمرية مشاة الدفاع الجوي واربعة قواطع دفاع جوي هي : -
* قاطع الدفاع الجوي الاول . يقع في منطقة التاجي ( 25 ) كم شمال بغداد مسؤوليته وسط وشرق العراق باتجاه العمق الايراني يشمل العاصمة بغداد والمقرات والمشاريع الحيوية ومباني مقرات القيادة السياسية فيها ، ومحافظات ديالى والحلة وكربلاء والنجف والديوانية شرقا وحديثة غرباً وسامراء شمالا .
* قاطع الدفاع الجوي الثاني . مقره في منطقة الوليد ( غرب العراق ) مسؤوليته المنطقة الغربية من العراق باتجاه العمق السوري والاردني وجزء من العمق السعودي.
* قاطع الدفاع الجوي الثالث . مقره في قاعدة علي الجوية ( قرب محافظة الناصرية ) مسؤوليته المنطقه الجنوبية من العراق البصرة ، العمارة ، الناصرية ، المثنى ، باتجاه العمق السعودي والكويت وإيران وجزء من محافظة الكوت .
* قاطع الدفاع الجوي الرابع . مقره في قاعدة الحرية ( كركوك ) الجوية مسؤوليته المنطقة الشمالية من العراق كركوك والسليمانية واربيل والموصل وصلاح الدين ودهوك .
بلغ أجمالي أسلحة الدفاع الجوي ( القطري والميداني ) قبل الحرب مع ايران كما ياتي ( 35 كتيبة مدفعية م / ط موجهة ، 43 كتيبة مدفعية م / ط غير موجهة ، 15 بطرية صواريخ ارض – جو محمولة على الكتف - سترلا- ، 12 بطرية مدفعية رباعية - شلكا- ، 5 كتيبة مدفعية كفادرات منقول ، 6 الوية صواريخ ارض - جو مؤلفة من 22 بطريه بيجورا و10 بطرية فولكا ، 250 رشاشة رباعية واحادية وثنائية الالوية - 145 ، 146 ، 147 ، 148، 149 ، 195 ) .
خصص للدفاع الجوي في بداية الحرب مع إيران سبع أسراب متصدية من طائرات الميج 21 و23 أضيف لها أسراب أخرى من طائرات الميراج / ف1 والميج / 25 والميج / 29 خلال سنوات الحرب وبلغ عدد اسراب التصدي 12 سرب ، إضافة الى ازدياد اعداد بطريات صواريخ ارض – جو وكتائب مدفعية م / ط كل هذه الاسلحة ساهمت بتحقيق موقف جوي ملائم في كافة قواطع العمليات كما سنرى ذلك لاحق
الخيارالانسب المتاح لقيادة القوة الجوية والدفاع الجوي بتصاعد المواقف السياسية بين العراق وايران وقيامها بغلق الاجواء والمياه الاقليمية والتهديد باسقاط النظام وتصدير الثورة، بات واضحاً لدى القيادة العراقية ان الحرب واقعه لامحال وهناك احتمال تاكد لدى قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي العراقية هوأحتمال ( قيام ايران باستخدام قوتها الجوية المتفوقه بشل القوة الجوية العراقية والاهداف الحيوية الاخرى، وقد اكد ذلك احد الطيارين الهاربين من ايران الى العراق عن طريق احد الزوارق النهرية يدعى الرائد الطيار نعمتي ) عندها سيفرض واقعاً يزيد من تهديداتها الاخيرة التي طالت المدن والقرى القريبة من حدودها الى احتلال اجزاء مهمة اخرى من العراق .لقد كان الخيار الانسب والاسرع والاكثر تاثيراً لدى القوة الجوية العراقية بامكاناتها المتاحة هو محاولة شل القوة الجوية الايرانية باي ثمن والعمل على تحقيق المباغتة الاستراتيجية للحد من تاثيرها المحتمل تجاه القوة الجوية العراقية والاهداف الحيوية وعمليات القوات البرية بعد رفع كفاءة طياريها ونسب صلاحية طائراتها بمعدلات عالية وباسرع ما يمكن .
ألفكرة العامة لاستخدام القوة الجوية والدفاع الجوي في العملية الهجومية الاستراتيجية بعد تصاعد الاستفزازات الايرانية وظهور دلائل تشير الى احتمال قيام إيران بشن عدوان واسع على العراق تم المباشرة باعداد خطة أستخدام القوة الجوية والدفاع الجوي لمجابهة التهديدات الجوية الايرانية جاء في غايتها ( تحييد القوة الجوية الايرانية والحصول على موقف جوي ملائم ) وعليه تم بناء خطة استخدام القوة الجوية والدفاع الجوي في العملية الهجومية الاستراتيجية بهدف شل / تدمير القوات الجوية الايرانية وتهيئة الموقف الجوي الملائم للحد من تاثيرها تجاه عمليات القوات البرية العراقية اثناء تقدمها في العمق الايراني لتحقيق الهدف السياسي العسكري و هزيمة القوات الايرانية المتواجدة على الحدود المشتركة واستعادة شط العرب وفرض امر واقع على نظام خميني بعدم التدخل في الشان العراقي . وقد وضعت قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي العراقية خطة استخدامها وفق ما متوفر من معلومات وبيانات عن القوة الجوية والدفاع الجوي الايراني آنذاك ، و تبين لها عند موازنة النتائج بين الدفاع والهجوم، فيما لو قامت إيران بالتعرض الجوي فذلك سيشل قدرات سلاحها الجوي ويجعله غير قادر على ألقيام بمهامها اللاحقة ، لذا تقرر سبق إيران بتعرض جوي شامل يستهدف القواعد الجوية والمطارات الرئيسة والدفاعات الجوية للحصول على موقف جوي ملائم وادامته مع الاحتفاظ باحتياط ستراتيجي من الطائرات يستخدم لاغراض الدفاع الجوي .
الاهداف الايرانية المثبته في خطة قيادة القوة الجوية العراقية . الاهداف الحيوية الممثله بطائرات القتال التعرضية والدفاعية المتمركزة في القواعد الجوية والمطارات الثانوية الايرانية التالية:-
( قاعدة مهرآباد في طهران / قاعدة اصفهان / قاعدة وحدتي في ديزفول / مطار الاميدية او اغاجاري / قاعدة شيراز / قاعدة شاهروخي / قاعدة بوشهر / قاعدة تبريز / قاعدة كرمنشاه / مطار همدان / مطار الرضائيه / مطار سقز / مطار سنندج / مطار شاه آباد / مطار الاحواز / رادار دهلران / رادار ودفاعات كرمنشاه / رادار ودفاعات ديزفول ) .
فكرة و تسلسل تنفيذ المهام وتركيز الجهود الرئيسة لقد خُطِط للقوة الجوية العراقية ان تقوم بكامل جهدها الجوي بتوجيه ضربتين جويتين شاملتين لشل القوة الجوية الايرانية يعقبها ضربات جوية مفردة ( 4 – 8 ) طائرة لافشال تحضيراتها اللاحقة ، مركزة في بداية الحرب الحصول على السيطرة الجوية وشل القوات البرية الايرانية المستعدة للهجوم ، ومع تقدم عمليات القوات البرية العراقية تنتقل القوة الجوية بجزء من جهدها الجوي لاسنادها واسناد القوة البحرية ، وبجزء آخر لمعالجة الاحتياطات الايرانية ( اعمال تجريد قصير وطويل الامد ) وحماية القوات والاهداف الحيوية والقيام باعمال الاستطلاع الجوي والقصف الاستراتيجي وقطع طرق المواصلات البحرية .
زخم الهجوم المخصص في خطة قيادة القوة الجوية العراقية ضد الاهداف الايرانية خصص للضربة الجوية الشاملة الاولى الجهد الجوي الاتي ( قاعدة مهرآباد . 4طائرة تي يو / 22 من السرب / 36 في قاعدة تموز الجوية ، قاعدة اصفهان 4 طائرة تي يو / 16 من السرب / 10 في قاعدة تموز الجوية ، قاعدة وحدتي - ديزفول - 4 طائرة ميج / 23-B من السرب / 29 في قاعدة ابي عبيدة الجوية ، قاعدة الاوميدية -اغا جاري - 8 طائرة ميج / 23 - B من السرب / 49 في قاعدة تموز الجوية ، قاعدة شيراز 2 طائرة تي يو / 22من السرب 36 في قاعدة تموز الجوية ، قاعدة شاهروخي 12 طائرة سوخوي / 22 من السرب الاول والسرب / 44 في قاعدة الحرية الجوية و 6 طائرة ميج / 23 B من السرب / 59 في قاعدة ابي عبيدة الجوية ، قاعدة بوشهر 12 طائرة سوخوي / 22 من السرب 109 في قاعدة الوحدة الجوية ، قاعدة تبريز 16 طائرة سوخوي / 22 من السرب الخامس في قاعدة فرناس الجوية ، قاعدة كرمنشاه 12 طائرة ميج / 23 MS من السرب 39 من قاعدة تموز الجوية ، مطار همدان 4 طائرة سوخوي / 22 من السرب الاول في قاعدة الحرية الجوية ،مطار الرضائيه 8 طائرة ميج / 21 من السرب 11 في قاعدة فرناس الجوية ، مطار سقز 8 طائرة ميج / 21 من السرب 47 في قاعدة الحرية الجوية ،مطار سنندج 6 طائرة ميج / 21 من السرب 47 في قاعدة الحرية الجوية ، مطار شاه آباد 8 طائرة ميج / 21 من السرب 17 في قاعدة ابي عبيدة الجوية ،مطار الاحواز 4 طائرة ميج / 23 B من السرب 49 و 4 طائره ميج / 21 من السرب 14 في قاعدة على الجوية ،رادار دهلران 2 طائره سوخوي / 7 من السرب 8 في قاعدة ابي عبيدة الجوية .رادار كرمنشاه 2 طائرة سوخوي / 7 من السرب 8 في قاعدة ابي عبيدة الجوية ، رادار دفاعات ديزفول . 4طائرة سوخوي / 7 من السرب 8 في ابي قاعدة عبيدة الجوية .
سير العمليات التعرضيه لكافة القواعد الجوية العراقية تجاه الاهداف الايرانية يوم 22 / 9 / 1980 والنتائج المتحققة
حسب ما جاء بتقرير قيادة القوة الجوية – الحركات ص 13 – 19 حول نتائج الضربة الجوية الشاملة الاولى والضربات المفرده يوم 22 / 9 / 1980 اوضح الاتي ( مطار الاميدية - آغا جاري-. تم استهدافه بالساعه 1200بقوة خمس طائرات ميج / 23 وتم اصابة مدرجي المطار اصابة مباشرة وتعطيلهما ، رادار دهلران تم استهدافه بالساعة 1200 بقوة طائرتين سوخوي / 7 واصابته إصابة مباشرة ، مطار ديزفول - الطريق العام - تم استهدافه بالساعه 1209 بقوة ثلاث طائرات ميج / 23 و تم تعطيل مدرج المطار اضافه الى اصابة هناكر الطائرات ، مطار الاحواز تم استهدافه في الساعه 1210 بقوة 2 طائرتين ميج 23 +4 طائرات ميج 21 وتم تعطيل المدرج الرئيس للمطار ، الدفاعات الجوية في كرمنشاه تم استهدافها بالساعه 1210 ، 1215 بقوة أربع طائرات هنتر وتم اصابة الرادارات اصابه مباشرة ، قاعدة وحدتي ( ديزفول ) تم استهدافها بالساعه 1215 بقوة تسع طائرات ميج 23 اصيب مدرج القاعدة ومنطقة وقوف الطائرات وكانت كافة الطائرات بالملاجىء ، شوهدت مقاومه كثيفة في القاعدة ، اصيبت ثلاث طائرات من التشكيل ، قاعدة تبريز الجوية تم استهدافها بالساعه 1216 بقوة 11 طائرة سوخوي 22 وتم اصابة المدرج الرئيسي في منتصفه اصابه مباشره واصيب الثلث الاول من المدرج الثانوي واصيب طريق الدرج في ثلاث مناطق واحتمال اصابة طائرة نقل بوينغ ( 747 ) كانت جاثمه على ارض المطار ، قاعدة شاهروخي الجوية . تم استهدافها بالساعة 1218 بقوة ست طائرات ميج 23 ، وبالساعه 1230 بقوة 12 طائره سوخوي 22 ، اصيب المدرج الرئيسي وساحة وقوف الطائرات ومخازن العتاد ، شوهدت مقاومة كثيفه في القاعدة ، مطار شاه آباد . استهدف بالساعه 1218 بقوة خمس طائرات ميج 23 MC ولم يشاهد الهدف لسوء الاحوال الجوية في المنطقه ، قاعدة بوشهرالجوية تم استهدافها بالساعه 1226 بقوة 12 طائرة سوخوي 22 حيث استهدف المدرج الرئيسي وطرق الدرج في عدة اماكن وتدمير جزء من منشآة القاعدة ، رادار ودفاعات ديزفول . تم استهدافها بالساعه 1228 بقوة ثمان طائرات سوخوي 7 وتم اصابة الرادار اصابه مباشرة ، قاعدة كرمنشاه .تم استهدافها في الساعه 1230 بقوة 11 طائره ميج 23 MC وتم تدمير المدرج تدميراً كاملا كما استهدفت مناطق وقوف الطائرات ، قاعدة مهر آباد ( طهران ) الجوية . تم استهدافها بالساعه 1243 بقوة أربع طائرات تي يو / 22حيث استهدف المدرج الرئيس وطرق الدرج والطائرات الموجودة في المطار ، مطار همدان .تم استهدافه بالساعه 1240 بقوة اربع طائرات سوخوي 22 وتمت اصابة المدرج في نهايته ومنتصفه ، قا عدة شيرازالجوية ، تم استهدافها في الساعه 1250 بقوة طائرتين تي يو22 وتم شل المطار تماماً ، مطار خاتمي ( اصفهان ) . استهدف في الساعه 1251 بقوة ثلاث طائرات تي يو16 تم اصابة ملاجىء المطار والقسم الايسر من المدرج ( فقدت طائره واحدة قبل الوصول الى الهدف ) ، مطار سنندج ، تم استهدافه في الساعة 1250 بقوة 16 طائرة ميج 21 حيث اصيب المدرج وطريق الدرج الفرعي اصابه مباشرة ( فقدت طائرة من التشكيل ) ، مطار سقز تم استهدافه بالساعه 1253 بقوة خمس طائرات ميج 21 وقد كان عباره عن شقة نزول متروكه تم استهدافها وتخريبها ، مطار الرضائية نفذ الواجب بالساعة 1210 بقوة ست طائرات ميج 23 ولم تتمكن الوصول الى الهدف بسبب الغيوم الكثيفة في المنطقه وقد تم استهداف تجمعات للقوات الايرانية في المنطقة ) . لقد اكتفت قيادة القوة الجوية بالضربة الجوية الشاملة الاولى لهذا اليوم واستعاضت عن الضربة الثانية المقرره في تقدير الموقف الجوي بالضربات الجوية المنفردة بسبب تحقق اهداف الضربة الاولى .
الضربات الجوية المفردة التي تم توجيهها لبعض الاهداف الايرانية بعد الضربة الجوية الشاملة الاولى يوم 22 / 9 / 1980 . ( قاعدة بوشهرالجوية . استهدفت للمره الثانية بالساعه 1552 بقوة ست طائرات سوخوي 22 حيث أستهدف المدرج الرئيسي وطرق الدرج بعدة أماكن ، شوهدت دفاعات جويه مكثفة ، قاعدة كرمنشاه تم اعادة الضربة على القاعدة بالساعة 1652 و الساعة 1655 بقوة سبع طائرات ميج 23 MC استهدفت المدرج والمواضع الدفاعية شمال شرق المطار ، شوهدت اعمال تصليح على المدرج ، قاعدة وحدتي الجوية تم اعادة الضربة على هذه القاعدة بالساعة 1710 بقوة ست طائرات ميج 23 حيث اصيب المدرج وطرق الدرج باصابات مباشرة ، مطار الاحواز استهدف للمرة الثانية بالساعة 1430 بقوة طائرة واحدة ميج 23 و أربع طائرات ميج 21 كما استهدف ايضاً عدد من الاوكار ومرسلة رادار ومنشآت اخرى ، مطار الاميدية ( آغا جاري ) استهدف للمرة الثانية بالساعة 1650 بقوة خمس طائرات ميج 23 حيث قصف المدرج ومخازن العتاد والوقود و4 ملاجىء للطائرات ، قاعدة شاهروخي الجوية استهدفت للمرة الثانية بالساعه 1621 بقوة أربع طائرات سوخوي 22 وبالساعة 1625 بطائرتين سوخوي 22 حيث عولج المدرج الرئيس للقاعدة ، شوهدت أعمال تصليح للمدرج من نتائج الضربه الاولى كما عولجت ملاجىء الطائرات وشوهدت الانفجارات داخلها، اسلحة مقاومة الطائرات كثيفه جداً في القاعدة ) .
الضربة الجوية الشاملة الثانية 23 / 9 / 1980 في مقابلة مع آمر جناح طيران قاعدة الحرية الجوية الذي قاد جزء من تشكيلات الضربة الجوية الشاملة الاولى أكد ماياتي .. ( ظهور نتائج ايجابية واخرى سلبية اثناء التنفيذ ، الايجابية هو ارتفاع الروح المعنوية للطيارين الاحداث ممن لم يسبق لهم اية مشاركة فعلية سابقاً وعدم ظهور اي تلكأ في التنفيذ وسبب ذلك هو انعكاس او رد فعل قادة التشكيلات وشجاعتهم العالية امامهم وعدم تنحي اياً منهم في التنفيذ بدءاً من آمر الجناح وحتى اصغر قائد تشكيل فيه مما سهل أمر اعدادهم للطلعات القادمة كثيراً ، نجاح المباغتة ضد الاهداف الايرانية بشكل مطلق ، النشاط المميز للمهندسين والفنيين في سرعة إعادة الملىء وتصليح الاعطال ومعالجة اصابة الطائرات بالاسلحه المعادية والحفاظ على نسبة صلاحيات أكثر من 85% اما السلبية فهي عدم توفر معلومات كافية عن الاهداف الايرانية ولولا كفاءة الطيار العراقي لما تمكنا الوصول الى اهدافنا لان طائرات الضربة الروسية ليست لديها اية امكانية لمساعدة الطيارفي تحقيق ذلك ... بنفس اسلوب تنفيذ الضربة الجوية الشاملة الاولى تم التحضير للضربة الثانيه ولكن التوقيت كان صباحاً وقبل الشروق لمباغتة القوة الجوية الايرانية قبل تمكنها الطيران تجاه قواعدنا الجوية الا ان ذلك لم يتحقق حيث قامت القوة الجوية الايرانية بالاقلاع مبكراً مستهدفة بعض قواعدنا الجوية ( قاعدة الرشيد الجوية ) وبعض الاهداف المدنية داخل بغداد وذلك لفارق الوقت الكبير بين توقيتات الشروق بيننا وبينهم ( 30 دقيقه ) مما يتطلب منا الطيران ليلا حتى الهدف وهذا لم نعتد عليه في تدريباتنا بتشكيلات كبيرة ومع ذلك اقلعت تشكيلات الضربة الشاملة الثانية قبل الضياء الاول بقليل في الساعه 0530 باتجاه اهدافها المحددة في أمر التنفيذ وهو تكرار الضربة الاولى لشل القوة الجوية الايرانية ...أنتهت المقابلة مع آمر جناح قاعدة الحرية الجوية ) .
لقد حققت النتائج العامة للضربات الجوية الشامل والمفردة ليومي 22 – 23 / 9 / 1980 . تامين موقف جوي ملائم وشل القوة الجوية الايرانية بشكل محدود ومنعها من التدخل الفعال والمؤثر على سير عمليات القوات البرية العراقية نتيجة المباغتة الاستراتيجية الناجحة والاهم من ذلك تفويت الفرصة على ايران من المبادءة في ضربتها الجويه ضد العراق رغم استعدادها لها هذا ما بينه الرائد الطيار الايراني نعمتي ( طيار على طائرات الفانتوم ف / 4 ) المشار اليه آنفاً .
كانت خسائرنا في الضربة الجوية الشاملة الاولى طائرتان تي يو 16 ارتطمت باحد الجبال القريبة من اصفهان واستشهد طاقمها المؤلف من ست افراد ، وطائرة واحدة ميج / 21 فوق مطار سنندج اسر قائدها الملازم علاء من السرب 47.
بعد تنفيذ الضربتين الشاملتين الاول والثانية ليومي 22 – 23 / 9 / 1980 اصبحت الحرب سجال بين القوتين الجويتين ، وقد استمرت فعاليات القوة الجوية العراقية في تنفيذ ضربات جوية منفرده بقوه 2 -4 طائره بغرض احباط الاستعدادات الايرانية والاستمرار في ادامة الزخم الجوي لشل القواعد الجوية الايرانية وارباك سياقات عملها التقليدية اضافة الى توجيهها ضد المعسكرات والتحشدات الايرانية بعد ان خُصص لهذا النوع من المهام عدد من الاسراب العاملة في القواعد الجوية العراقية ، في نفس الوقت حاولت القوة الجوية الايرانية ان تسلك نفس سلوك القوة الجوية العراقية ولكن بشكل محدود وقد تكبد الطرفان بعض الخسائر بالطائرات والطيارين واختلطت هذه المهام بمهام القوة الجوية الاخرى كالتجريد والاسناد الجوي القريب نتيجة لسرعة المعركة ومتطلباتها النهائية في تحقيق الهدف القومي واستعادة كامل الاراضي المستولى عليها من قبل ايران .
هذا الذي جرى خلال اليومين 22- 23 / 9 / 1980 اما ماتبقى من حرب الثمان سنوات قد نتطرق لادوار قوتنا الجوية العظيمة في مناسبات اخرى ان شاء الله
مع شكري وتقديري لكل القراء الاعزاء
اللواء الطيار الركن علوان العبوسي - القوة الجوية والدفاع الجوي العراقي في الرد الشامل ٢٢ - ٢٣ ايلول ( سبتمبر ) ١٩٨٠