عشرات القتلى بتفجير مقر امني في اربيل وعزاء شيعي في المسيب
هجمات انتحارية تضرب شمالي العراق وجنوبه وبغداد لا تستبعد تأثير تنظيمات متشددة سورية
September 29, 2013
اربيل – ا ف ب: قتل ستة عناصر امن اكراد في تفجيرات انتحارية الاحد استهدفت مقرا امنيا رئيسيا وسط مدينة اربيل شمال
العراق، في هجوم نادر في الاقليم الكردي المستقر عادة، لم تستبعد الحكومة العراقية ان يكون مرتبطا بالاحداث السورية.
في موازاة ذلك، قتل 27 شخصا واصيب 35 بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف مجلس عزاء شيعيا اقيم داخل مسجد في المسيب، فيما قتل 14 شخصا في هجمات متفرقة اخرى، ليرتفع الى 800 عدد الذين قتلوا منذ بداية ايلول/سبتمبر.
وقال مسؤول امني كردي رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان هجوما بسيارة مفخخة استهدف مبنى مديرية الامن التابعة لقوات ‘الاسايش’، مضيفا ‘نعتقد ان انتحاريين كانوا يتواجدون في السيارة’.
وفي وقت لاحق، اكد المسؤول نفسه ان انتحاريا كان يقود السيارة المفخخة، بينما ذكر مسؤول امني اخر ان سيارة اسعاف مفخخة استهدفت عناصر الامن الذين تجمعوا في موقع الهجوم بعد الانفجار الاول.
واعلن محافظ اربيل نوزاد هادي ان اربعة عناصر امن اكراد قتلوا في هذا الهجوم الدامي، قبل ان يؤكد وزير الصحة في الاقليم ريوكت محمد رشيد ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الى ستة قتلى من عناصر الامن و39 جريحا.
وذكرت بيان صادر عن الاسايش ان اربعة انتحاريين حاولوا دخول مبنى المديرية عقب التفجير الاول، غير انه ‘تم التصدي لهم وقتلهم. وبعد دقائق جاءت سيارة اسعاف وحاولت اقتحام المبنى لكن عند توقيفها عند المدخل الرئيسي قام انتحاري بتفجير نفسه بالسيارة’.
وقال في المكان انه سمع دوي ثلاثة انفجارات على الاقل، بينها انفجاران قويان، واصوات اطلاق نار كثيف في موقع الهجوم الذي تصاعدت منه اعمدة دخان.
واغلقت قوات الامن الكردية الطرق المؤدية الى المكان الذي توافدت اليه سيارات الاسعاف.
وقال فرحان صمد كامل (24 عاما) احد عناصر الاسايش الذي فقد اثنين من اصابع يده اليمنى في مستشفى اربيل ‘كنا داخل بناية في مقر الاسايش عندما وقع انفجار كبير جدا، ولما حاولنا الخروج وقع اطلاق نار وزحام كبير’.
وتابع ‘بعدها بوقت قصير وقع انفجار كبير اخر، وهذا كل ما اتذكره’.
وهذا اول هجوم من نوعه يستهدف عاصمة اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي والمستقر امنيا، منذ ايار/مايو 2007 حين استهدفت شاحنة مفخخة المقر ذاته في هجوم قتل فيه 14 شخصا.
وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي في تصريح لفرانس برس ‘ندين بشدة الهجوم وهذا يؤكد ان الارهاب لا يتقيد بساحة معينة انما يستهدف الجميع′، مشددا على ان ‘التعاون موجود ويجب ان يتعزز اكثر لمواجهة الارهاب’.
واضاف ‘
سورية اثرت علينا جميعا وليس ببعيد ان يكون (الهجوم) احد شظايا الازمة السورية، ونحن ندعو لحل سياسي بأقرب وقت ووقف تدفق الاسلحة التي بدأت تشكل خطرا على الدول المحيطة والمجاورة لسورية’.
من جهته رأى المحلل الامني العراقي علي الحيدري ان الهجوم ‘مرتبط بخلاف الاكراد مع جبهة النصرة في سورية’.
وقال ‘هناك معارك بين الاكراد وجبهة النصرة، والجبهة هجرت الاكراد من اراضيهم وهي تنتمي الى تنظيم
القاعدة، واليوم تنتقم من الاكراد داخل اراضيهم’ في اقليم كردستان.
وكان رئيس الاقليم مسعود بارزاني هدد في وقت سابق بالتدخل للدفاع عن اكراد سورية في حال ثبوت تعرضهم للقتل على ايدي الجماعات ‘الارهابية’ في سورية.
واوضح بارزاني ‘اذا ظهر ان المواطنين ونساء واطفال الكرد الابرياء هم تحت تهديد القتل والارهاب، فان اقليم كردستان العراق سوف يسخر كل امكانياته للدفاع عن النساء والاطفال والمواطنين الابرياء الكرد في كردستان الغربية’ في سورية.
ودارت في الفترة الماضية اشتباكات عنيفة بين مجموعات جهادية واكراد في مناطق واسعة من شمال سورية، حيث تمكن الاكراد الذين اعلنوا ‘النفير العام’ من طرد المقاتلين الاسلاميين من عدد من المناطق، ابرزها مدينة رأس العين.
ووقع الهجوم في اربيل بعد يوم من اعلان نتائج انتخابات البرلمان المحلي في الاقليم عقب فرز 95 بالمئة من الاصوات، والتي فاز حزب رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بأكبر عدد من الاصوات فيها.
وحلت حركة التغيير ‘غوران’ خلفه متفوقة للمرة الاولى على حزب الرئيس العراقي جلال طالباني الذي يتلقى العلاج في المانيا من جلطة دماغية اصيب بها نهاية العام الماضي.