- الخطية هي موت ! حقيقي أن " أجرة الخطية هي موت " ( رو 6: 23 ) ، " والخطية إذا كملت تنتج موتًا " ( يع 1: 15 ) . ولكن بالإضافة إلي أن عقوبة الخطية هي الموت ، نقول عن الخطية ذاتها هي حاله موت، موت أدبي وروحي . والشواهد علي ذلك كثيرة : ففي مثال الابن الضال ، قال الآب " لأن ابني هذا كان ميتًا فعاش ، وكان ضالًا فوجد " ( لو 15: 24 ) . فوصفه بأنه في حالة الخطية " كان ميتًا " . ولم يصبح إلا بعد رجوعه .. والقديس بولس الرسول يقول عن الأرملة المتنعمة إنها "ماتت وهي حية (1 تي 5: 6 ). كما يقول عنا جميعًا " كنتم أمواتًا بالذنوب والخطايا " ( أف 2: 5 ) . وعندما اخطأ ملاك ( راعي ) كنيسة ساردس ، أرسل إليه الرب رسالة علي فم القديس يوحنا الرائي يقول له فيها " أنا عارف أعمالك ، أن لك اسمًا انك حي وأنت ميت " ( رؤ 3: 1 ) . فالإنسان الخاطئ هو شخص ميت ، لأنه انفصل عن الحياة الحقة بانفصاله عن الله ، والله هو الحياة .. ألم يقل السيد المسيح " أنا هو القيامة والحياة " ( يو 11: 25 ) . " أنا هو الطريق والحق والحياة " ( يو 14: 6 ) . حقًا " فيه كانت الحياة ، والحياة كانت نور الناس " ( يو 1: 4) . فالذي ينفصل عن المسيح بالخطية ، إنما ينفصل عن الحياة فيعد ميتًا ، مهما كانت فيه أنفاس تتردد . لذلك صدق القديس أوغسطينوس عندما قال : موت الجسد ، هو انفصال الروح عن الجسد ، وموت الروح ، هو انفصال الروح عن الله . فالخاطئ إذن هو إنسان ميت ، مهما ظن أنه حي وانه يتمتع بالحياة !! إن الخطاة لا يفهمون فهمًا سليمًا . يظنونها مجرد تمتع بالعالم ولذاته . وهكذا عندما تتحدث إلي أحد الخطاة عن التوبة ، يجيبك قائلًا " أتركني أتمتع بالحياة يظن هذه المتعة الجسدية حياة وهي موت ! كما قيل عن الأرملة المتنعمة إنها ماتت وهي حية . فإن كانت الخطية موتًا ، ألا يجدر بنا أن نسأل أنفسنا . أحقًا نحن أحياء ؟ ! كم هي إذن سنو حياتنا علي الأرض ؟ غالب الظن أننا سنجيب علي هذا السؤال بنفس إجابة أبينا يعقوب ، عندما قال لفرعون " أيام سني غربتي .. قليله وردية .. ولم تبلغ إلي أيام سني حياة آبائي " ( تك 47: 9 ) . حياتنا تقاس فقط بالأيام التي قضيناها مع الرب ثابتين في محبته . أما فترات الخطية في حياتنا فهي فترات موت . لا تقل إذن " أنا في الأربعين من عمري " ! فربما حياتك كلها لم تبلغ عشر سنوات مع الله . يا أخي اسأل نفسك : هل أنت حي أم ميت ؟ ! أخشي ما أخشاه أن تنطبق علي أحد فينا العبارة التي قالها الرب لملاك كنيسة ساردس : " أن لك اسمًا إنك حي وأنت ميت " .. ! ( رؤ 3: 1 ) . تري إن نزل ملاك الآن ليعد الأحياء الموجدين في الكنيسة ، من منا يجده حيًا ، ومن منا يجده ميتًا ؟ ! يا للخجل ، عندما نعرف حقيقتنا ، أحقًا نحن أحياء أم أموات بالخطية ؟ بهذا يحكم كل منا علي نفسه : كل يوم مثمر وثابت في الرب ، هو يوم حي وكل يوم مر في الخطية ، هو يوم ميت . وبهذا يمكن أن تعرف عمرك وكم سنة لك .. فلا تسمح يا أخي أن يضيع يوم من أيام حيات ك ، ويموت ويدفن إلي الأبد لأن الأيام التي تذهب لا يمكن أن تعود . أما الأيام الحية فهي خالدة .. ( انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى ) . هناك لحظات في حياة الإنسان تقتدر كثيرًا في فعلها . الدقيقة تساوي سنوات أو قد تساوي أجيالًا.. لذلك عش حياتك كاملة ، دسمة ، غنية ، مثمرة .. تصور ساعة في حياة بولس الرسول ، لها ولا شك قيمتها وقوتها ، وربما تكون هذه الساعة أطول من حياة إنسان آخر بأكملها . يا أخي ، لا تفتخر باطلًا ، ولا تقل بغير حق : أنا ابن الله ، أنا صورته ومثاله . أنا هيكل للروح القدس ، أنا شريك للطبيعة الإلهية ، أنا عضو في جيد المسيح ..!! كلا ، إن كنت خاطئًا فأنت ميت ، ولست شيئًا من هذا كله .. تقول لله " أنا ابنك " ، فيقول لك " اذهب عني .. لا أعرفك " .. إن الخطية هي موت .. وهي أيضًا ضلال ، وضياع ، وتوهان .. المصدر / الأنجيل الأجبيّــة | مواقــع |