صناعة الرؤساء وأيدى الإعلام الماكِرة بقلم : أشرف محمد اسماعيل : من يستمع لأغنية حليم الوطنية (صورة ) وهى من كلمات الرائع صلاح جاهين من قبل موت ناصر سيجدها تختلف عنها من بعد موتِه .. الأولى كانت بها كوبليه غنائى قد تم حذفه بعد وفاتِه يقول : ((ناصر ناصر ناصر .. واحنا كلنا حواليه .. ناصر ناصر ناصر .. وعيون الدنيا عليه .. ناصر ناصر ناصر .. والنصر بيجرى عليه .. ناصر ناصر ناصر .. والشعب دليله وإلهامه ... قربوا من فكره وأحلامه .. ياللى عليكم كل كلامه.. فى الصورة طريقكم قدامه .. قيادات شعبية قلتم إيه .. قلنا يازعيمنا قلوبنا اهه .. أيامنا أهه .. ليالينا أهه .. فى يوم الدم .. وهبنا الدم .. هنبخل بالليالى ليه .. والصورة اكتمات بالرواد مع ناصر وإديهم ف إديه .. الشعب إو وطنه وزمنه إو عمله .. إو أمله إو وطنه أبو الشجعان)) .. إلى هذا الحد كان يتم تسويق الرئيس إعلاميَّاً .. فقد كانت تلك الأغنية فى أعقاب هزيمة يونيو بينما فحليم يصف الرئيس بقولِه : ( والنصر بيجرى عليه ) .. وإلى هذا الحد كذلك كان يخاف الرئيس اللاحق من الإشارة لمن سبقه فى أغنيةٍ وطنية إرتبطت عنه بوجدان المصريين.. فحذفوا الكوبليه لأجل عيون الرئيس السادات .. هكذا كانت صورة لجاهين .. وياجمال ياحبيب الملايين .. بينما السادات فعاش اللى قال للرجال عدوا القنال .. وغيرها وغيرها من الأغانى الوطنية التى نجح الاعلام بها من رسم صورة زعمائنا السابقين بوجداننا حتى التصقت بتاريخنا الوطنى رغم هزائمهم حينا وانكساراتهم حيناً ونجاحاتِهِم وانتصارهم حيناً آخر .. الآن قد إنتهى عصر تخديم الإعلام على رؤساء الدول وقد جعلهُم يوماً فى عيونِ شعوبِهِم ملائكةً معصومين وأنبياء مُرسلين .. حتى أننا لم نكُن لنتخيل أنهم يعيشون كما نحنُ .. تخلَّى الإعلامُ عن دورهِ الخادِع .. فبتنا نراهُم اليوم من دون وريقات التوت لتوارى سوءاتِهِم .. فعلمناهم اليوم كبشر ليسوا ملائكةً ولا أنبياء .. هُنا توضَّأتُ للصلاة ورفعتُ أكُفِّى للسماء شاكياً للرب مَن خدعونا من قبل فمرَّروا هزائمنا إنتصارات .. وصاغوا ممن حكمونا أُغنية حبٍ فى ضمائرنا لم نقدر على التحلُّلِ منها وحتى الممات !! نسيت أغنية اخترناه .. اخترناه يوم ماعبر وقلوبنا معاه .. اخترناه .. اخترناه لمبارك..