الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8408مزاجي : تاريخ التسجيل : 13/09/2012الابراج :
موضوع: تشرين الأول: شهر عابق برائحة القداسة والوردية الخميس 3 أكتوبر 2013 - 16:12
تشرين الأول: شهر عابق برائحة القداسة والوردية
الأب رائد أبو ساحلية
لا أدري لماذا احب شهر تشرين الاول؟
ليس فقط لانه نهاية الصيف وبداية الخريف وموسم القطاف والزيتون ولكن لانه شهر القداسة والوردية:
انه يبدأ بعيد القديسة تريزيا للطفل يسوع هذه الزهرة اليانعة الفواحة بالقداسة التي وعدت بأن "تقضي سماءها تنثر ورود النعم على بني البشر".
بعد رؤساء الملائكة نحتفل بالملائكة الحراس تلك الخلائق الروحية التي خصصها الله لحراستنا كما جاء في سفر الخروج: "ها أنا مسير أمامك ملاكا، يحفظك في الطريق، ويأتي بك الى الموضع الذي أعددته. فتحفظ له، وامتثل له"
ونعرج على القديس فرنسيس الاسيزي، ذلك الوجه "الاقرب شبهاً بالمسيح" الذي أنشد نشيد الخلائق: "يا رب الأعالي، الكلي القدرة، الصالح، كل المجد لك، والبهاء، والعزّة والمباركة. نمجّدك يا الله لكل مخلوقاتك، خاصة لأختنا الشمس.. نمجّدك يا الله لأخينا القمر وأخوتنا النجوم.. نمجّدك يا الله لأختنا الريح وأخينا الهواء.. نمجدك يا الله على أختنا المياه... نمجّدك يا الله على أختنا النار.. نمجدك يا الله من أجل أختنا الأرض... نمجّدك يا الله من أجل الناس التي ترحمها، من أجل المحبة التي تحملها للمرضى والمحتاجين...نمجّدك يا الله لأخينا الموت، الذي لا يمكن لأحد حي أن يهرب منه...نمجّدك ونقدّسك يا الله ونشكرك ونخدمك بكل تواضع ومحبة".
وبما أنه شهر الوردية نحتفل بعيد سيدة الوردية المقدسة تخليدا للانتصار في معركة ليبنته 1571 بمعونة السبحة ولا ننفك من ترديد: "السلام عليك يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الرب معك، مباركة أنت في النساء ومباركة ثمرة بطنك يسوع" كما نصلي من أجل راهبات الوردية اللواتي يخدمن في رعيتنا وأبرشيتنا.
مرورا بأبي الأباء ابراهيم الخليل ونشعر بأننا كلنا في هذه الأرض المقدسة أبناء ابراهيم من اسحق واسماعيل ونأمل بأن يجتمع الجميع تحت خيمة ابراهيم المتقوضة.
أما القديس فيلبس الشماس فيذكرنا بضرورة خدمة الموائد وخدمة البشارة هو الذي كان احد الشمامسة السبعة الذين أقامهم الرسل لمعاونتهم في خدمة الفقراء والمحتاجين ليتفرغوا لخدمة البشارة.
كما أن للص اليمن عيد في هذا الشهر لانه اللص الذي كان لصا في حياته وفي مماته اذ أنه اللص الذي سرق السماء وهو على الصليب ونال من السيد الوعد: "الحق الحق اقول لك: اليوم ستكون معي في الفردوس"
وكبيرة معلمات الكنيسة القديسة تريزا الافيلية تتربع على منتصف الشهر تلك القامة الكرملية الشامخة التي يقال عنها بأنها أعظم امرأة في التاريخ وأول معلمة للكنيسة جمعاء.
وعيد القديسة مرغريتا مريم الكوك التي حظيت بظهورات عديدة للمسيح وايحاءات منه حول عبادة قلبه الأقدس وأدخلت في الكنيسة ممارسة مناولات أول جمعه من الشهر اكراما للقلب الاقدس.. وهذا العيد مرتبط أيضا بعيد القديس لونجينس قائد المائة الذي اعترف بألوهية المسيح على الصليب عندما لفظ الروح: "كان هذا الرجل ابن الله حقا"... أو الجندي الذي طعن جنب يسوع بحربة "فنزل لوقته دم وماء" وهذا دليل على عظمة الحب لأخر رمق ونقطة دم.
وماذا نقول عن القديس أغناطيوس الانطاكي الاسقف والشهيد الذي اقتيد مكبلا بالسلاسل الى روما وهو يردد: "أنا حنطة المسيح: فلتطحني أنياب الوحوش الضارية، لأصبح حبزا نقيا وقربانا طهورا".
أما القديس لوقا الانجيلي وكاتب سفر اعمال الرسل فهو كاتب وداعة المسيح وأنجيله انجيل الصلاة والروح القدس والحنان.
وحتى قائد المائة كورنيليوس له مكان في هذا الشهر هو الذي اعتمد واهل بيته على يد بطرس الرسول في يافا وفتح الباب على مصرعية لدخول الوثنيين في الديانة المسيحية.
أما قمة هذا الشهر فهو عيد القديسة مريم العذراء سيدة فلسطين أهم شفيعة للأبرشية البطريركية حيث نكرمها في مزارها في دير رافات طالبين "نعمة السلام المنشود لوطنها الارضي" هي التي "أقيمت لنا أما وشفيقة وموزعة للنعم".
وينتهي الشهر بعيد القديسين سمعان ويهوذا الرسولين.. والرسول يهوذا غير الاسخريوطي الذي ألقى على يسوع في العشاء الاخير هذا السؤال: "يا رب ما الامر حتى أنك تظهر نفسك لنا ولا تظهرها للعالم؟" فاستحق من يسوع هذا الجواب الواعد: "اذا احبني أحد حفظ كلامي، فأحبه ابي، فنجعل لنا عنده مقاما".
هذا الشهر الحافل بالقداسة يقودنا الى شهر تشرين الثاني الذي يبدأ بعيد جميع القديسين والمخصص الى جميع الموتى المؤمنين.. يعلمنا بأن لنا في السماء قدوة وشفعاء ويحثنا على السير في نفس الدرب بحسب قول المعلم الذي يدعونا الى القداسة: "كونوا قديسين كما أن اباكم السماوي هو قدوس".
الأب رائد أبو ساحلية كاهن رعية العائلة المقدسة برام الله