الطوباويّ يوحنّا بولس الثاني (1920-2005)، بابا روما الرسالة العامة" " الرّب واهب الحياة " (Dominum et vivificantem)، الأعداد 20 و21 "أَحمَدُكَ يا أَبَتِ، رَبَّ السَّماءِ والأَرض، على أَنَّكَ أَخفَيتَ هذِه الأَشياءَ على الحُكَماءِ والأَذكِياء، وَكَشَفْتَها لِلصِّغار"
"في تِلكَ السَّاعَةِ تَهَلَّلَ بِدافِعٍ مِنَ الرُّوحِ القُدُس فقال: أَحمَدُكَ يا أَبَتِ، رَبَّ السَّماءِ والأَرض، على أَنَّكَ أَخفَيتَ هذِه الأَشياءَ على الحُكَماءِ والأَذكِياء، وَكَشَفْتَها لِلصِّغار. نَعَم، يا أَبَتِ، هذا ما حَسُنَ لَدَيكَ". لقد تهلّل الرّب يسوع بسبب الأبوّة الإلهيّة: تهلّل لأنّه أُعطي له أن يكشف هذه الأبوّة؛ تهلّل لأنّ هناك ثمّة شعاع خاص لهذه الأبوّة الإلهيّة على "الصغار". يصف الإنجيلي لوقا كلّ هذا بـ "التهلّل بدافع الروح القدس"...
هذا ما أظهره ظهور الثالوث الأقدس على ضفاف نهر الأردن (لو3: 22)، أي أنّ ما يأتي من "الخارج"، من العلي، ينبعث هنا من "الداخل"، من صميم الرّب يسوع. إنّه ظهور آخر للآب والابن باتّحاد الروح القدس. تكلّم الرّب يسوع فقط عن أبوّة الآب وبنوّته الخاصة له؛ لم يتكلّم بالتحديد عن الروح القدس الّذي هو المحبّة أي وحدة الآب والابن. إنّما، ما قاله عن الآب وعن ذاته كابن ينتج عن امتلائه بالروح الّذي هو فيه ويملأ قلبه ويخترق ذاته ويُلهم ويُحيي عمله بالعمق. لذلك تهلّل يسوع فرحًا. إنّ وحدة المسيح بالروح القدس، الّذي يعيها كلّ الوعي، تظهر في تهلّل الفرح هذا، ممّا يكشف مصدره الخفي. ينتج عن كلّ ذلك إظهار وتهلّل مميّزان خاصّان بابن الإنسان، الرّب يسوع المسيح المخلّص الّذي تعود إنسانيّته إلى شخص ابن الله المتّحد بالجوهر مع الروح القدس في الألوهيّة.
من خلال اعترافه الرائع بأبوّة الله، يُظهر يسوع الناصري ذاته أيضًا، يُظهر "ذاته" الإلهيّة: إنّه، بالفعل، ابن "الجوهر ذاته" (قانون الإيمان)، لذلك "فما مِن أَحَدٍ يَعرِفُ مَنِ الِابْنُ إِلاَّ الآب، ولا مَنِ الآبُ إِلاَّ الِابنُ ومَن شاءَ الِابنُ أَن يَكشِفَهُ لَه"، هذا الابن الّذي "من أجلنا ومن أجل خلاصنا" (قانون الإيمان) تجسّد من الروح القدس ووُلد من عذراء تُدعى مريم.
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/ السبت 05 تشرين الأوّل/أكتوبر 2013