لَعَلَّكُم ٱليَومَ صَوتَهُ تَسمَعون يَقولُ: «لا تُقَسّوا قُلوبَكُم كَما جَرى في مَريبا يَوم مَسّا في ٱلبَرِّيَّة هُناكَ جَرَّبَني أَجدادُكُم إِمتَحَنوني وَقَد شَهِدوا ما أَتيتُ مِن فِعال»
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس .14-13.8-6:1 لِذلِك أُنَبِّهُكَ على أَن تُحْيِيَ الهِبَة، الَّتي وَهَبَها اللهُ لَكَ بِوَضْعِ يَدي. فإِنَّ اللهَ لم يُعطِنا رُوحَ الخَوف، بل رُوحَ القُوَّةِ والمَحبَّةِ والفِطنَة. فلا تستحي بالشهادة لربنا، ولا تستحي بي أنا سجينه، بل شاركني المشقات في سبيل البشارة، وأنت متكل على قدرة الله إِمتَثِلِ الأَقوالَ السَّليمَةَ الَّتي سَمِعتَها مِنِّي، اِِمتَثِلْها في الإِيمانِ والمَحبَّةِ الَّتي في المسيحِ يسوع. إِحفَظِ الوَديعةَ الكَريمةَ بِالرُّوحِ القُدُسِ الَّذي يُقيمُ فينا.
جان بيار دو كوساد (1675-1751)، راهب يسوعي الإستسلام للعناية الإلهيّة إيمان الخدّام المتواضعين، إيمان الخادمة المتواضعة
إنّ رؤية الربّ في أصغر الأشياء كما في أكبرها، يعني التمتّع بإيمان غير عادي أي بإيمان كبير وعجيب. الإكتفاء بالوقت الحاضر يعني تذوّق إرادة الله وعبادتها في كلّ ما يصادف المرء في الأعمال وفي الآلام، أي في كلّ ما يكوّن الوقت الحاضر. هذه النفوس البسيطة، من خلال حيويّة إيمانها، تعبد الله أيضًا في الأوقات الأكثر إذلالاً؛ فلا شيء يحجبه عن نظر إيمانها الثاقب... لا يفاجئها شيء، ولا يزعجها شيء.
سترى مريم الرسل يهربون، وستبقى تحت أقدام الصليب وستتعرّف إلى إبنها المشوّه نتيجة التعذيب والجروح... ما هي حياة الإيمان إلاّ مطاردة دائمة لله بالرغم ممّا يشوّهه ويدمّره ويمحيه. هذه هي حتمًا حياة مريم، من المغارة إلى الجلجلة: كانت دائمًا تجد الله الذي يجهله الجميع وينبذونه ويضطهدونه. كذلك، تتخطّى النفوس المؤمنة سلسلة من الموت والظلال والأوشاح والمظاهر التي تسعى إلى حجب إرادة الربّ؛ هذه النفوس تتبع إرادة الربّ وتحبّها حتّى الموت على الصليب. هي تعرف أنّه يجب التخلّي عن الظلال للركض خلف ذاك الشمس الإلهي؛ من شروقه حتّى غروبه، مهما كانت سوداء ومتلبّدة الغيوم التي تخبّئه، فهو ينير ويدفّئ القلوب المؤمنة التي تباركه وتمجّده وتتأمّله.
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/ الأحد 06 تشرين الأوّل/أكتوبر 2013