بين حمودي عذاب والصحافة علاقات قديمة فهو رسام كاريكاتير ولكنه رسم للصحافة اذ قضى الكثير من سنوات عمره رساما فيها، وتولى مسؤولية عدد من الروابط الصحفية لرسامي الكاريكاتير العراقيين، واشترك في اصدار صحف مكرسة للسخرية والفكاهة عن طريق الرسوم الكاريكاترية، وكان طوال حياته الفنية الكاريكاترية يوظف الصحافة لنشر رسومه المعنية بتناول المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ومعاناة المواطنين من مواقف السلطة والدوائر الرسمية تجاهها. محاولا التعبير عنها برسوم معبرة عن اصالة الانسان العراقي وميله الى المزج بين المعاناة والسخرية، بين ما هو محزن وبين الميل للفكاهة. وعلى خلاف اغلب معارضه السابقة التي وصل عددها الى اكثر من تسعين معرضاً اقام الفنان حمودي عذاب هذه المرة معرضاً ضد نقابة الصحفيين، اذ جاء المعرض الذي اقيم تحت شعار (لا لتكميم الافواه وتهميش الكاريكاتير) العراقي.. نقابة الصحفيين لا تريد الحقيقة) مندداً بمواقف النقابة تجاه حريات الراي والتعبير. ولم يتركز هذا المعرض الذي اقيم في شارع المتنبي- ساحة القشلة على وقائع محددة، ولكنه كما هو حال رسوم الكاريكاتير الاخرى، يبني موضوعاته واحكامه على ما ينبغي ان تكون عليه النقابة من دفاع عن حرية التعبير، وما تمارس من مواقف تجاهها. ويبدو ان حمودي عذاب لا ينطلق من مواقف النقابة تجاه دور الرسوم الكاريكاترية في الصحف العراقية، فهي ليست لديها اي سلطة ما تنشره هذه الصحف من رسوم ولم تسجل اي اعتراض على اي رسم في اية صحيفة عراقية او غير عراقية، ولا تتدخل في العلاقة بين الصحف ورسامي الكاريكاتير، ولكنه ينطلق من موقف النقابة تجاه لجنة الكاريكاتير، اذ يقول: ان المعرض يضم 25 عملاً كاريكاتيرياً يوضح تهميش نقابة الصحفيين للكاريكاتير العراقي بعد ان كانت لجنته المهنية منضوية تحت مظلة النقابة، لكننا فوجئنا بتهميش هذا الفن الراقي من النقابة، مضيفا : ان اغلب اللوحات لم تقف عند حدود هذا الموقف فقط، وانما تناولت مظلومية الصحفي العراقي وهو يعاني الامرين بسبب الوضع الامني وخطورة هذا الوضع، وبسبب تهميشه وعزله عن الصحافة العربية الاجنبية. والحقيقة ان التعميم في الوقت الذي يقدم تفاصيل وحالات كثيرة من المواضيع المطروحة في الرسوم الكاريكاتيرية، فانه يدل في الوقت نفسه على سعة خيال الفنان، وذلك ما ينطبق على المعرض الذي اقامه الفنان حمودي عذاب في شارع المتنبي – ساحة القشلة، فالمعرض اقيم للتنديد بموقف النقابة الذي ادى الى تجميد عضوية عدد من الرسامين وتجميد رابطتهم في النقابة، ولكنه يحاول تعميم تهميش الصحفي، حيث يكون حالة يشترك فيها العديد من الاطراف، ولاسيما الحكومة ودوائرها الرسمية. وسواء كان الفنان حمودي عذاب محقا او غير محق في هذا المعرض فان المعرض نفسه يشير الى قدرة كبيرة في اغناء الموضوع بالتفاصيل والتنوع، ويشير الى اختيار موفق للالوان والشخصيات، والى اخيتار رائع للقطات بحيث تاتي معبرة عن المعاناة وعن الطرافة وعن بواعث الضحك. وللفنان حقه في اختيار موضوعه ، ويمكن لمثل هذا المعرض ان يفتح المجال للحوار بين المنظمات واعضائها، ويمكن لنقابة الصحفيين ان توضح موقفها ازاء ما طرحه الفنان حمودي عذاب عن قيامها بتجميد رابطة الكاريكتير.