بعدما انطوت قضية مخطوفي اعزاز، بقيت العيون شاخصة على مصير المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابرهيم، اللذين خطفا في حلب، على أمل اطلاق سراحهما قريباً. واذا كان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم، الذي له الدور الكبير في المفاوضات وتحرير اللبنانيين التسعة، صرّح فور وصوله الى مطار رفيق الحريري مع المحررين، انه "لدينا عمل كثير نقوم به، إذ ما زال المطرانان وغيرهما (مخطوفين) الموضوع لم ينته انما جزء منه". فأين أصبح هذا الملف؟ وهل من نهاية سعيدة قريبة لخطف المطرانين؟
تتقاطع كل المعلومات المتوافرة ان ملف خطف المطرانين يختلف عن ملف خطف اللبنانيين التسعة في اعزاز. ويقول مصدر معني للـ"النهار" انه في الاصل هما ملفان مختلفان، "ولم نكن نتوقع ان يكونا في صفقة التبادل عينها، اذ ان الجهة الخاطفة ليست عينها. مع ذلك، لدينا تأكيدات ان المفاوضات الجارية يمكن ان تؤدي الى جو ايجابي في الوقت القريب". علماً ان اللواء ابرهيم ودولاً اخرى يتابعون الموضوع.
اذاً، المعطيات والمعلومات المتوافرة عن ملابسات خطف المطرانين، من مكان احتجازهما الى الجهة الخاطفة التي هي قطعاً ليست لواء عاصفة الشمال، الى ظروف اعتقالهما وطلبات الجهة الخاطفة للافراج عنهما هي معطيات ضئيلة بالمقارنة مع المعلومات المتراكمة التي تحصّلت للمفاوض اللبناني في موضوع اختطاف اللبنانيين التسعة. في هذا السياق، يتفهّم رئيس اللجنة الوزارية المكلفة حلّ مسألة المخطوفين اللبنانيين في أعزاز وزير العمل سليم جريصاتي موقفين أحدهما روحي وآخر زمني. "الموقف الروحي هو الذي عبّر عنه بطريرك الروم الارثوذكس ابرهيم اليازجي عندما قال انه يكلّ أمر المطرانين الى العناية الالهية، ما يعني ان شح المعلومات ينسحب عليه كجهة معنية روحياً وكنسياً بمصير المطرانين واحدهما شقيقه. اما الموقف الزمني فهو الذي عبّر عنه اللواء عباس ابرهيم بأن الدولة اللبنانية ستثابر في موضوع مكان وجود المطرانين والدخول في مسالك التفاوض المطلوبة مع الجهة الخاطفة بالوساطات المعهودة كي نتقدم في هذا الملف ونبدأ في عملية تكوينه".
اما وزير العدل شكيب قرطباوي فموقفه ليس بعيداً من موقف جريصاتي في "ان الخاطفين يختلفون عن خاطفي اللبنانيين التسعة". علماً انه كان يأمل، ككثيرين، ان يؤدي هذا الجهد الكبير في اطلاق المخطوفين الى تحرير المطرانين ايضاً.
من جهته، يشير الوزير جريصاتي الى ان روسيا الاتحادية اصبحت معنية بموضوع خطف المطرانين وانها تسعى من جهتها وبوسائلها المتاحة الى جمع المعطيات والمعلومات عنهما، لا سيما في ظل ما تردد عن ان الجهة الخاطفة قد تكون من الاسلاميين المتشددين الذين تعامل معهم الروس في اكثر من موقعة عسكرية بعد تفكك الاتحاد السوفياتي السابق". ويشدد على "اننا لن نترك مصير المطرانين الى القدر، واننا سنثابر في هذا السياق، وسيتم التواصل مع اللواء ابرهيم، ليس فقط من اجل تقويم المرحلة السابقة للافراج عن المخطوفين التسعة، بل ايضاً للمباشرة في ملف المطرانين الجليلين".
اما قرطباوي فيؤكد من جهته ان الوزراء الذين كانوا في المطار في استقبال اللبنانيين التسعة شكروا وزير خارجية قطر على جهوده "وتمنينا عليه متابعة الجهد من اجل اطلاق سراح المطرانين. علماً اننا لن ندخل في تكهنات، لكن العمل مستمر من اجل اطلاقهما".
في سياق آخر، ما مصير الموقوفين في قضية خطف الطيارين التركيين؟ يؤكد وزير العدل للـ"النهار" ان الموضوع بيد القضاء، "وهو وحده الذي يقرر في هذا الملف".
هل من نهاية سعيدة قريبة لخطف المطرانين؟ ملابسات خطفهما تختلف والعمل مستمر لإطلاقهما