| | كتب لوقيانوس السميساطي (ت 192 م) على لسان الفيلسوف ديوجين في مؤلفه الطريف (مسامرات الأموات)، وهو رحلة متخيَّلة الى العالم الآخر على طراز (رسالة الغفران) لأبي العلاء المع | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
كريمة عم مرقس عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 24429 مزاجي : تاريخ التسجيل : 31/01/2010 الابراج :
| موضوع: كتب لوقيانوس السميساطي (ت 192 م) على لسان الفيلسوف ديوجين في مؤلفه الطريف (مسامرات الأموات)، وهو رحلة متخيَّلة الى العالم الآخر على طراز (رسالة الغفران) لأبي العلاء المع الثلاثاء 29 أكتوبر 2013 - 10:39 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] شاعرية العلم إكسير ليثي جمال جمعة شهدتُ محاضرة لغورو هندي تحدث فيها عن الآلية "اللاعقلانية" التي يعمل بها العقل في بعض الأحيان، وضرب مثلاً يستدعي التفكير فعلاً، يقول: إن الإنسان إذا استمع لتسع كلمات مديح وإهانة واحدة فسيظل عقله يتذكر من هذه الكلمات العشر الإهانة فقط وينسى كلمات المديح. يحفل أرشيف العقل بذكريات مؤلمة تربك النظام السايكولوجي عند الإنسان حتى ولو مضت عليها عقود عديدة، فمن منا لا يحتفظ في دواخله بذكريات مُرّة أو مؤلمة من مراحل الطفولة أو المراهقة، ذكريات تطل برأسها بين الحين والآخر لتربك سلوك الإنسان اليومي وتعرقل اندماجه في وسطه الاجتماعي ككائن سوي؟ لا أحد تقريباً. لذا فإن أول مهمة للمعالِج السايكولوجي الذي يقوم بعلاج المصابين بالفوبيا أو الصدمات هي القيام ببناء حوافز نفسية جديدة لديهم وإزالة الذكريات السيئة، أو آثارها، من أدمغتهم. أي محوها تماماً من أرشيف العقل كما تمحى الملفات الرقمية من ذاكرة الحاسوب: كليك .. ديليت! *** كتب لوقيانوس السميساطي (ت 192 م) على لسان الفيلسوف ديوجين في مؤلفه الطريف (مسامرات الأموات)، وهو رحلة متخيَّلة الى العالم الآخر على طراز (رسالة الغفران) لأبي العلاء المعري أو (الكوميديا الالهية) لدانتي، كتب أن على الإسكندر المقدوني أن يشرب من نهر "ليثي" إذا أراد نسيان الأحزان التي سببتها له فلسفة معلمه أرسطو في حياته. وكلمة (ليثي Lethe) إغريقية قديمة، تعني حرفياً "النسيان" أو "الإخفاء". ونهر ليثي أو (نهر النسيان)، وفقاً للمثيولوجيا الإغريقية، أحد أنهار الجحيم التي تصيب من يشرب منه بالنسيان التام، إذ كان الإغريقيون القدماء يعتقدون أن الأرواح تشرب منه لنسيان حيواتها السابقة قبيل خلقها من جديد. ومنذ ذلك الحين حفل الأدب الإنساني بالاستعمال الرمزي لنهر ليثي، فنجد ذكره على سبيل المثال في (الكوميديا الإلهية) لدانتي، وفي (قصيدة عن الكآبة) لجون كيتس، وعمل (دون جوان) للورد بايرون، وقصيدة (النائم) لأدغار آلان بو، كما أن لبودلير قصيدة تحمل إسم هذا النهر. أما شكسبير فقد خصه بالذكر في ثلاث من كبرى مسرحياته (هاملت، يوليوس قيصر، وأنطوني وكليوباترا). وبخصوص الأدب الحديث فسوف تكفينا الإشارة الى وروده في مسرحية (الجمرة) للكاتب الأيرلندي صموئيل بيكيت. *** يمتلك عقار "بيتا بلوكر" الذي توصل إليه مؤخراً باحثون هولنديون من جامعة أمستردام خاصية الشرب من نهر ليثي، لأنه ببساطة عقار يزيل الذكريات المخيفة من عقل الإنسان. ونقلاً عن BBC، فإن الباحثين توصلوا الى هذه النتيجة بعد إجراء تجربة على مجموعة من ستين متطوعاً عرضت عليهم صور عناكب جعلوها ترتبط في مخيلتهم بصدمات كهربائية خفيفة في معاصمهم، وفي اليوم التالي قُسم المتطوعون الى مجموعتين، واحدة تناولت عقار "بيتا بلوكر" بينما أعطيت الثانية عقاراً مزيفاً ومن ثم عُرضت عليهم صور العناكب مرة أخرى ليكتشف الباحثون أن المجموعة التي تناولت "بيتا بلوكر" أبدت خوفاً أقل من المجموعة الثانية، وهكذا تم تحويل النهر الأسطوري الى حبة. الخبراء، ومنهم د. دانيال سوكول من جامعة لندن، يناقشون الآن ليس فاعلية هذا العقار، بل أخلاقية التأثير في عمل الدماغ، ويؤكدون، وربما كانوا على حق، أن الذكريات السيئة ضرورية جداً للخبرة البشرية، إذ بدونها لا يتعلم الناس من أخطائهم شيئاً. ولكن متى تعلمت البشرية من أخطائها؟ سؤال لا ينبغي نسيانه. | |
| | | | كتب لوقيانوس السميساطي (ت 192 م) على لسان الفيلسوف ديوجين في مؤلفه الطريف (مسامرات الأموات)، وهو رحلة متخيَّلة الى العالم الآخر على طراز (رسالة الغفران) لأبي العلاء المع | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |