القدّيسة تيريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس (1873 - 1897)، راهبة كرمليّة وملفانة الكنيسة مخطوطة السّيرة الذّاتيّة "فطوبى لَكَ إِذ ذاكَ لِأَنَّهم لَيسَ بِإِمكانِهِم أَن يُكافِئوكَ فتُكافَأُ في قِيامَةِ الأَبرار"
لقد لاحظتُ – وإنّه لأمرٌ طبيعيّ – أنّ الراهبات الأكثر قداسةً هنّ محبوبات أكثر، لذلك نبحث عن محادثتهنّ ونسارع إلى خدمتهنّ حتّى قبل أن يطلبن... في حين أنّ النفوس غير الكاملة لا يبحث عنها أحدٌ. فلا شكّ أنّنا نلتزم تجاههنّ بحدود الكياسة الدّينيّة غير أنّه خوفًا من أن نقول لهنّ عباراتٍ غير محبّبة فإنّنا نتفادى رفقتها... والخلاصة التّي أستنتجها من هذا أنّه عليّ أن أبذل جهدي لأرافق، كلّما سنحت الفرصة، الراهبات الّتي أجدُهنّ غير لطيفات معي، ولأؤدّي تجاه هذه النّفوس الكئيبة عمل السامريّ الصالح. فغالبًا ما تكفي كلمةٌ واحدةٌ أو ابتسامةٌ ودودةٌ لمواساة نفسٍ حزينةٍ. غير أنّي لا ألتمس تلك الغاية من خلال قيامي بهذه الخدمة لأنّي أعرف أنّ عزيمتي ستُثبط. فالكلمة التي قد أقولها عن نيّةٍ حسنةٍ قد تُفهم بطريقةٍ خاطئةٍ. وبغية ألّا أضيع من وقتي، سأكون لطيفةً مع الجميع (وعلى الأخصّ مع الرّاهبات غير اللطيفات) فأُبهج الرّب يسوع وأعمل بالنّصيحة التي قدّمها لنا في الإنجيل: " فَي ذَلكَ الزَّمَان: قالَ يسوع لأحد رؤساء الفريسين الذي دَعاه: "إِذا صَنَعتَ غَداءً أَو عَشاءً، فلا تَدْعُ أَصدِقاءَكَ ولا إِخوَتكَ وأَقرِباءَكَ ولا الجيرانَ الأَغنِياء، لِئَلاَّ يَدْعوكَ هُم أَيضًا، فتَنالَ المُكافأَةَ على صنيعِكَ. ولَكِن إِذا أَقَمتَ مَأَدُبَة فادعُ الفُقَراءَ والكُسْحانَ والعُرْجانَ والعُمْيان فطوبى لَكَ إِذ ذاكَ لِأَنَّهم لَيسَ بِإِمكانِهِم أَن يُكافِئوكَ... فأَبوكَ الَّذي يَرى في الخُفْيَةِ يُجازيك". فأيّ وليمةٍ تقدر أن تقدّمها راهبةٌ كرمليّةٌ إلى أخواتها ما لم تكن وليمةً روحيّةً ملؤها المحبّة والفرح؟ وإنّي لا أعرف أيّ وسيلةٍ مغايرةٍ فأريد أن أتشبّه بالقدّيس بولس الذي كان يفرح مع الفرحين. وصحيحٌ أنّه كان يبكي أيضًا مع الباكين وأنّ الدّموع يجب أن تظهر في الوليمة التي سأقيمها، إلّا أنّي سأبذل دائمًا جهدي لأستبدل الدموع بالفرح لأنّ الربّ يحبّ مَن يعطي بسرورٍ.
ولد في شمال ايطاليا عام 1538. سيم كاهنا ونبغ في العلوم اللاهوتية. وعينه البابا بيوس الرابع أسقفاً على ميلانو وكاردينالا. كان راعيا ساهراً على أبرشيته، فتفقدها مرارا، وجمع سينودساً أبرشياً واتخذ القرارات الكثيرة في سبيل خلاص النفوس وترسيخ الأخلاق المسيحية. توفي في 3 تشرين الثاني عام 1584.
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/تذكار القدّيس كارلُس بروماس، الأسقف/الاثنين 04 تشرين الثاني/نوفمبر 2013