||الأحـزاب العراقيـة .. المال الحلال والمال الحرام ... ||
كاتب الموضوع
رسالة
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: ||الأحـزاب العراقيـة .. المال الحلال والمال الحرام ... || الخميس 7 نوفمبر 2013 - 19:18
بقلم ناصر الحجاج : ليس خافيا على من يتابع الشأن العراقي أن البلاد تتخبط في أبسط معاني إدارة الدولة ، بحيث لا تكاد تجد شيئا في مكانه الطبيعي في العراق ، ولعل أهم ما يجعل العراق بلدا هو أن كل من يشارك في إدارة الدولة من أبسط الموظفين بالأجر اليومي ( المياومين ) إلى رئيس البلاد يقبضون راتبهم الشهري دون انقطاع ، ولولا هذا الراتب لما كانت هناك دولة عراقية ، ببساطة لأن أبسط مقومات الدولة غير متوفرة في هذا التجمع البشري الموجود في داخل ( الأراضي العراقية ) . يتحدث الفقه الإسلامي عن الكسب الحلال ، ويشترط أن تكون التجارة مبنية على تراض من طرفي العقد التجاري ( إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم ) ، وبغير هذا التراضي يكون المال مغصوبا ، لأن الغصب قد يتحقق حتى مع سكوت الطرف الأول للطرف الثاني ولو بالحياء ، لأن ( المأخوذ حياءً كالمأخوذ غصباً ) ، وعلى هذه القاعدة يجب على من يأخذ راتبه من المال العام ( مال الشعب ) في الدولة العراقية أن يتأكد تماما من رضا الطرف الأول عن أداء ( الطرف الثاني ـ الإداري برلمانيا كان أم مديرا عاما أم رئيسا ) وتسليمه بأن كل دينار يؤخذ مقابل ( العمل في الدولة ) يأتي مقرونا برضا الشعب عن العمل الإداري . لقد تعالت أصوات العراقيين ( الشعب العراقي ـ الطرف الأول ) مطالبين بعدم صرف الراتب التقاعدي للنواب ( البرلمانيون ـ الطرف الثاني ) ولأجل القاعدة القرآنية ( إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم ) يكون أخذ الراتب التقاعدي حراما أو شبه حرام ( على تزلزل الحكم ـ فقهيا ) حتى يتم ترضية الطرف الأول من قبل الطرف الثاني ، وفي خلاف ذلك تثبت حرمة المال العام الذي يأخذه أعضاء البرلمان الذين أعطاهم الشعب ( شرعية الحكم والصلاحيات ) ـ بحسب الدستور العراقي ـ المادة الخامسة . إن وصول الغالبية العظمى من أعضاء مجلس النواب العراقي إلى قبة البرلمان ، ومن ثم أخذهم للمال العام على شكل ( رواتب ومخصصات مختلفة التخريجات القانونية ) لن يكون في خانة الحلال حتى تتوافق مع الشريعة الإسلامية ، لأن الدستور ينص على عدم شرعية أي قرار يتخذه النواب العراقيون في مجلسهم النيابي ما لم يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية ، وهنا بالتحديد يتفق الدستور العراقي والشريعة الإسلامية على ( حرمة ـ وجريمة ) أخذ المال العام ما لم يكن صادرا عن طريق رضا الشعب أولا ، ومن ثم عبر قانون لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية ـ الدستور العراقي في آن معا . ولكن وصول غالبية أعضاء مجلس النواب العراقي جاء عن طريق أحزاب وكتل وتشكيلات حزبية لم يتم بعد إقرار قانون يمنحها شرعيتها ألا وهو ( قانون تشكيل الأحزاب الوطنية ) ، وعلى هذا ليس من الحق إعطاء المال العام دون وجود عقد ( دستوري ـ شرعي ) يحدد هوية هذه الأحزاب وينظم طرق عملها ، وكيفية تشكيلها وأسس بنائها ومحتواها التنظيمي وواجباتها تجاه الوطن والمواطن . إن إقرار ( قانون الأحزاب الوطنية ) لن يصب في خدمة توضيح العلاقة بين الشعب وأحزابه الوطنية ، فيعرف الحزب ما عليه تجاه شعبه وحسب ، بل ويخدم مسألة ( شرعنة ) الراتب الذي يتقاضاه ( أعضاء ) هذا الحزب الذين وصلوا إلى سدة ( إدارة الدولة ) ، فيكون راتبهم حلالا طيبا مرضيا عنه من جهة ، وقانونيا يمكن أن يسهم في عمران البلاد وخدمة مشاريعها العامة من جهة ثانية . لهذا صار لزاما على كل النواب أن يسرعوا في إقرار ( قانون الأحزاب الوطنية ) لا لأن المال الذي سيتقاضونه سيصبح حلالا طيبا ، بل لأن الأموال التي تقاضوها والتي ما زالت ( متزلزلة ـ بين الحرمة والشبهة ) ستكون حلالا أيضا . وهنيئا عندئذ على كل من يستلم راتبه من ( مال الشعب ـ المال العام ) أن يتصرف بماله ما يشاء ، وكيف يشاء . المصدر / منتدى العالم الجديــــــد .
||الأحـزاب العراقيـة .. المال الحلال والمال الحرام ... ||