القدّيسة تيريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس (1873 - 1897)، راهبة كرمليّة وملفانة الكنيسة الرسالة 142 مصرف الحبّ
"إِنَّ أَفكاري لَيسَت أَفْكارَكم ولا طرقُكم طُرُقي، يَقولُ الرَّبّ" (إش55: 8). إن الاستحقاق لا يقوم على كثرة العمل ولا على كثرة العطاء، بل على كثرة الأخذ وكثرة الحبّ. لقد قيل إنّ "السَّعادَة في العَطاءِ أَعظَمُ مِنها في الأَخْذ" (أع20: 35). وهذا صحيح، لكن إذا ما شاء الرّب يسوع أن يخصّ نفسه بعذوبة العطاء، فلن يكون لائقًا رفض طلبه. فلندعه يأخذ ويعطي كلّ ما يشاء، لأنّ الكمال يقوم على العمل بمشيئته، والنفس التي تستسلم بكلّيتها إليه، يسمّيها الرّب يسوع بنفسه "أمّه وأخته" وكلّ عائلته (مت12: 50). ويقول في موضع آخر: " إذا أَحَبَّني أَحَد (أي عمل بمشيئتي) حَفِظَ كلامي فأحَبَّه أَبي ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقامًا" (يو14: 23). آه! ما أسهل أن نرضي الرّب يسوع وأن نُسعِد قلبه، فما علينا إلاّ أن نحبّه من دون الالتفات إلى ذواتنا ومن دون التشدّد في تفحّص عيوبنا...
إنّ تيريزيا لا تتواجد في الأعالي، لكنّ الرّب يسوع يعلّمها "أن تستمدّ فائدةً من كلّ شيء وبما تجد بذاتها من خير وشرّ". ويعلّمها أن تضارب في مصرف الحبّ، لا بل هو نفسه يضارب لأجلها من دون أن يقول لها كيف يقوم بذلك، لأنّ هذا شأنه وليس شأن تيريزيا، فما يعنيها هو الاستسلام والتخلّي عن ذاتها من دون أن تحتفظ بشيء حتّى ولا بمتعة أن تعرف ما يؤتيها المصرف من ربح.
في الواقع، يدفع المرشدون الرّوحيون الإنسان إلى التقدّم في الكمال، بإتمام عدد كبير من أعمال الفضيلة، وإنّهم على حقّ. أمّا مرشدي، وهو الرّب يسوع، فلا يعلّمني إحصاء أعمالي، بل يعلّمني أن أعمل كلّ شيء بمحبّة وألاّ أرفض له شيئًا، وأن أسرّ حين يمنحني فرصة لأبرهن له عن حبّي له، لكنّ هذا يتمّ في سلام وفي تسليم، ومَن يعمل كلّ شيء، إنّما هو الرّب يسوع. أمّا أنا فلا أعمل شيئًا.
***************************
بحسب الطقس السرياني عيد رؤساء الملائكة ميخائيل وروفائيل وجبرائيل
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/ ميخائيل وجبرائيل وروفائيل رؤساء الملائكة/الجمعة 08 تشرين الثاني/نوفمبر 2013