الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7038مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: يا دولة الرئيس .. لكن العراق ليس هولندا الجمعة 25 يونيو 2010 - 13:00
يادولة الرئيس .. لكن العراق ليس هولندا
موفق حداد
شاهدت وسمعت المؤتمر الصحفي لدولة رئيس الوزراء نوري المالكي بتاريخ22-6-2010 كغيري من العراقيين واستغربت تشبيه دولته مايجري من تاخير في تشكيل الحكومة باللاأهمية اسوة بهولندا التي تاخر تشكيل وزارتها مئتين وخمسين يوما ولم يحدث ما يعكر صفو وأمن المواطن الهولندي..لعمري انها مقاربة ومقارنة غير منصفة يادولة الرئيس ..نحن في العراق ولسنا في هولندا ..نحن ننام ليالينا على اصوات الانفجارات والاطلاقات النارية والمفخخات المتلاحقة .. هذا اذا نمنا ..فالكهرباء اصبح ضيفا زياراته خاطفة وحر العراق لايرحم وزوار الليل من اسراب الحشرات لاتنتهي ..والمواطن العراقي اعتاد يوميا على سماع اخبار سقوط العشرات من الشهداء والجرحى والعثور على جثث مجهولة الهوية وحوادث الخطف والتهجير والسطو على المصارف الاهلية بل والحكومية ايضا واكتشاف اختلاسات بالملايين من العملة الصعبة (والحمد لله على سلامة عملتنا الوطنية) والفاعل مجهول.. واطلاق التهمة على القاعدة وازلام النظام السابق اصبحت نغمة جاهزة يرددها القادة الامنيون تبريرا لعجزهم الواضح وفشلهم في ادائهم الوظيفي ..والاكثر من هذا اننا اصبحنا نستغرب الاستماع الى نشرة اخبارية او متابعة قناة فضائية تخلو من اطلاعنا على مثل هذه الاخبار المفجعة ..كل هذا يجري ونحن لانسمع عن عقوبة بحق مجرم او لص او مختلس بل وصل الامر الى حد القبض على رجال قضاء متلبسين باستلام رشاوي...وبعد هذا ايشبه العراق هولندا ؟ هولندا يادولة الرئيس عبارة عن حديقة غناء مكسوة بالزهور والمواطن الهولندي ينعم بالخير والامان والتامين الصحي والدراسة المتطورة وليست كالعراق التي تتناثر فيه الابنية المهدمة بفعل التفجيرات وتعلو اكوام النفايات والقمامة لتنشر الامراض بين اطفالنا ولا من معالج الا لمن فتح الله عليه بقدرة دفع اجور الاطباء الفاحشة او انتظار رحمة السماح له بدخول احدى المستشفيات او المستوصفات الحكومية البائسة معدومة الدواء والعلاج.. وبلدنا يادولة الرئيس تباع فيه الشهادات الدراسية والالقاب الاكاديمية وبمختلف مستوياتها وتشترى وتمنح للاشخاص بحسب مكانتهم الحزبية وقربهم من رجال السلطة وانتمائهم الطائفي أوبقوة التهديد والوعيد.. ان كل يوم يمر دون تشكيل حكومة عراقية قوية قادرة على الامساك بزمام الامور بقبضة من حديد يعني المزيد من التردي الامني واستهداف حياة الابرياء والمسالمين من ابناء العراق فهل ما يجري في العراق يمكن ان يحدث في هولندا؟لابد ان مكتب معاليكم يمتلك وثائق عن اعداد الارامل اللواتي استشهد ازواجهن وعن اعداد الايتام والمتسولين والهاربين من جحيم العنف لتحتضنهم دول عدة بينها ..هولندا وهي ارقام مخيفة واستغربت اكثر عندما لم اسمع تعليقا من اي من الصحفيين بتذكير دولتكم بهذه الحقيقة .... واخيرا اسمح لي ان اقول يا دولة الرئيس...(لكن العراق ليس هولندا ). عن موقع عينكاوا كوم