تعليق على الإنجيل : القدّيسة تيريزيا الآبِليّة "أَنا والآبُ واحِد"
حالاً من بعد أن تناولت القربان يوم عيد القدّيس أوغسطينُس، فهمت، لا بل يمكنني أن أقول "لقد رأيت" (لن أستطيع ربّما الشرح بأيّ طريقة، أعلم فقط بأن الأمر حصل في فكري وبشكل خاطف) فهمت ورأيت كيف أنّ الأقانيم الثلاثة في الثالوث الأقدس والّتي أحملها محفورة في نفسي هم واحد. لقد استبان لي الأمر من خلال صورة غير عاديّة على الإطلاق وفي نور شديد الإشراق. اختلف وقع ذلك في نفسي عن تأثير ما تحدثه فينا رؤية الإيمان. منذ ذلك الحين، لا يمكنني أن أفكّر في أحد الأقانيم الثلاثة بدون أن يتبادر إلى ذهني سريعًا بأنّهم ثلاثة. كنتُ أتسأل كيف أنّ الابن وحده صار بشرًا في حين أنّ الثالوث يشكّل وحدة كاملة. لقد أفهمني الربّ كيف أنّ الأقانيم الثلاثة هي متمايزة في حين أنّها واحد. أمام هذه الروائع، تشعر النفس برغبة جديدة في تخطّي حواجز الجسد الّتي تمنعها من التمتّع بها. وبالرغم من أنّه يصعب على ضِعَتنا الوصول إليها، فالنفس تأخذ منها منفعة كثيرة ولا تقارن مع ما تحصل عليه خلال سنين طويلة من التأمّل، وهي لا تعلم كيف.
الأحد 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 أحد تجديد البيعة
مقدِّمة القراءات
يعود تاريخ تجديد البيعة إلى الأجيال الأولى من تاريخ الكنيسة. وهو يقابل عيد الاحتفال بذكرى تجديد العبادة في هيكل أورشليم، بعد أن دنّسه الأمبراطور المضطهد أنطيوكس أبيفانيوس مدّة ثلاث سنوات ونصف (1مك4 /36-59). كذلك الكنيسة تتطهّر دومًا وتتجدّد بالمسيح هيكلها الجديد.
تختار كنيستنا المارونيّة لهذا الأحد القراءات التقليديّة التالية:
1 - الرسالة (عب 9/11-15): مقطع أساسي من قلب الرسالة إلى العبرانييّن، التي تتمحور كلّها حول سرّ كهنوت المسيح الجديد. لقد تعمّق كاتبها الملهَم في فهم هذا السرّ، ومن خلاله فهم طقوس العهد القديم في الهيكل فهمًا جديدًا، وبدّل جذريًّا وجدّد مفهوم الذبيحة والكهنوت والهيكل: كان دور اللاويّين يقوم جوهريًّا بالوساطة على ثلاث مراحل: أولاً، بتقديم الذبائح الحيوانيّة؛ ثانيًا، بالدخول كلّ يوم إلى قدس الهيكل للشفاعة من أجل الشعب؛ ثالثًا، بالحصول على الغفران والبركة. إنّ هذا الدور الكهنوتيّ قد حقّقه يسوع بنوع أكمل بما لا حدّ له: أولاً، قدَّم ذاته مرّة واحدة ذبيحة جديدة أبديّة؛ ثانيًا، دخل قدس أقداس السماء شفيعًا ووسيطًا أوحد للشعب؛ ثالثًا، حقّق لجميع المؤمنين ملء النعمة والخلاص الأبديّ.
أما قراءات الأسبوع فقد تمّ انتقاؤها من الفصول (8-10) من الرسالة عينها، وهي الإطار المباشر لرسالة الأحد: اللاويّون يخدمون في هيكل أورشليم خدمة موقَّتة ناقصة، ترمز إلى خدمة يسوع الكاملة. المسيح وسيط عهد جديد أفضل من العهد الذي أبرمه الله مع نوح وابراهيم وموسى. وقد بشّر به الأنبياء (إر31/31-34؛ حز 36/25-28)، وهذه قمّة من قمم الوحي النبويّ القديم. والعلاقة الجذريّة بين العهد والموت والدم، في شريعة العهد القديم حقّقها يسوع على أكمل وجه بموته الحرّ ودمه الخلاصيّ وقيامته، فأعطى الطقوس القديمة قيمتها ومعناها، وقد حدث هذا مرّة واحدة، وفعاليّته تبقى إلى الأبد. لذلك فإن كهنوت المسيح الكامل الجديد هو سبب خلاص أبديّ لجميع المؤمنين. أمّا قراءة السبت (عب3/1-6) فتركّز على سموّ يسوع بالنسبة إلى موسى في أمرين: موسى مؤتَمَن في بيت الله، أمَّا يسوع فهو باني البيت؛ موسى خادم، أمّا يسوع فهو الابن!
2 - الإنجيل (يو 10/22-42): يعلن فيه يسوع سرّه الكامل الجديد بوضوح: إنّه المسيح ابن الله، وذلك أمام السلطة اليهوديّة في أورشليم، في ساحة الهيكل، وفي مناسبة الاحتفال بذكرى تجديد العبادة فيه. هو المسيح، أي الشخص المنتظَر الموعود في الأنبياء، الذي كرّسه الله ليرعى شعبه ويقوده إلى الخلاص. وهو ابن الله، أي الشخص الآتي من قلب الله، أسمى ممّا كان موعودًا ومنتظرًا! هذا الإيمان بيسوع المسيح وابن الله هو الإيمان المسيحيّ الرسوليّ الكامل، كما أعلنه تلاميذه الأوائل (يو1/41،49) وبطرس (متى16/16)، ويوحنّا الإنجيليّ (يو20/31)، والرسل جميعهم، والكنيسة التي تجدّد اليوم هذا الإيمان نفسه.
أمّا قراءات الأسبوع فقد تمّ انتقاؤها من الفصل (10) من إنجيل يوحنّا، وهي تتمحور جميعها حول يسوع الراعي الصالح، كما جاء في إنجيل الأحد، لأنّه يعرف خرافه بأسمائها، والخراف تتبعه لأنّها تعرف صوته، بعكس الغرباء والسارقين، وهم قادة الشعب اليهوديّ، الذين اصطدم بهم يسوع مرارًا ودعاهم عميانًا (يو 9/39-41)، وهو الراعي الحق الذي بذل نفسه بحرّيّة ومحبة كاملة ليخلّص المؤمنين به من جميع الشعوب، ويعطيَهم بموته حياة جديدة أبديّة. وهو أيضًا ابن الله الآب، وقد قدّسه وأرسله إلى العالم ديانًا ومخلّصًا. كلّ هذا بشهادة الأنبياء الأقدمين، وشهادة يوحنّا السابق خاتمة الأنبياء.
وقد تمَّ أيضًا انتقاء نَصَّين من الإنجيل بحسب القدِّيس مَرْقُس، ليَومي الجمعة والسبت، وفيهما تشديد على تعليم يسوع الجديد، بالنسبة إلى شريعة موسى القديمة (مر 2/18-22)، وبالنسبة إلى تعليم الكتبة (مر 1/21-28).
من كتاب الإنجيل الطقسيّ (بكركي-2005)
*****
الأحد 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 مُرت مورا المعترفة
ان تيموثاوس شاباً صغيراً قارناً بالكنيسة بأنصنا تزوج بفتاة تقية تدعى مورا , وبعد زواجها ب 20 يوماً " طلب الوالى أريانا من تيموثاوس أن يسلم ما لديه من كتب الكنيسة لحرقها وأن يجحد مسيحه وأستدعى زوجته كى تثنيه عن رأيه كى يجحد ايمانه فسمعت منه مورا وحاولت تجتذبه لكى ينكر حتى لو بالظاهر , فوبخها وقال لها أنه توقع أن تأتى لتشاركه أكليل المجد , فتأثرت وبكت كثيراً وأعلنت ايمانها فصلبها مقابل زوجها ليزيد الامها فعذبها عذابات شديدة وامر الوالى بصلبها مقابل بعض ليزود الامهم لكنهما تمتعا برؤية سماوية مجيدة وبعد 9 ايام اسلما الروح. صلوتهم تكن معنا جميعا امين
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس الماروني السرياني/أحد تجديد البيعة/الأحد 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2013