تعليق على الإنجيل القدّيس يوحنّا الدمشقيّ (نحو 675 - 749)، راهب، ولاهوتيّ وملفان الكنيسة شرح عن الإيمان المستقيم
صلاة راعٍ إلى الراعي الصالح
أيّها الرّب يسوع، يا إلهي، لقد انحدرتَ لتحملني على كتفيك، أنا الخروف الضال (لو15: 5)، ووضعتني "في مَراعٍ نَضيرةٍ" (مز23(22): 2). لقد أرويتني من مياه العقيدة الحقيقيّة (المرجع السّابق) بواسطة رعاتك الّذين كنت أنت نفسك راعيهم قبل أن توكل إليهم قطيعك... والآن، يا ربّ، لقد دعوتني... لخدمة رسلك؛ بأيّ تدبير من عنايتك؟ أنا أجهل ذلك؛ أنت وحدك تعرفه.
ولكن، يا ربّ، خفِّف الحِمل الثقيل النّاتج عن خطاياي الّتي أهانتك كثيرًا؛ طَهِّر نفسي وقلبي. "إِلى سُبُلِ البِر اهْدني" (مز23(22): 3)، كسراج يضيئني. اجعلني أقول كلمتك بجرأة؛ وليُعطِني لسانُ نارِ روحِك (أع2: 3) لسانًا حُرًّا تمامًا، وليجعلني منتبهًا دائمًا لحضورك. يا ربّ، كُن راعيَّ، وكُن معي راعيًا لخرافك، لكيلا يجعلني قلبي أحيد يمنةً أو يسرةً. ليرشدني روحك الصالح في الطريق المستقيم لكي أتمّم أعمالي وفقًا لإرادتك – إلى النهاية.
********************************************
الأربعاء 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2013
مار يوحنّا فم الذهب المعترف (407)
وُلِدَ هَذا القِدِّيس العَظيم في إنطاكية عاصِمَة سوريا الأولى حَولَ سنة 345. كان والِدُهُ قائِداً في الجَيش الروماني، وأمُهُ مَعروفَةً في تَدَيُنِها وإيمانِها الراسِخ. بَعد ثَقافَة عاليَة وتَربيَة مَسيحيَة حَقيقيَة إقْتَبَلَ العِماد المُقَدَّس لَيلةَ الفِصح سنة 369 مِن يَد مَلاتيوس البَطِريَرك. وَذَهَبَ بَعدَ ذَلِك الى البَرِّيَة لِلزُهِد والعِبادَة. رَسَمَهُ البَطِريَرك شَماساً، وكَلَّفَهُ بِالوَعِظ وَنَشِر كَلمَة الحَق في الكَنيسَة حَتى سنة 386 حَيثُ رُقِّيَ الى دَرَجَة الكَهنوت. وعِندَ مَوتِ بَطريَرك القِسطَنطينية سنة 396 أُخْتيَر لِيَكونَ خَلَفاً لَه، وكانَت شُهرَتُهُ وقَداسَتُهُ قَد بَلغَتا عَاصِمَة الامبراطوريَة فإستَلَمَ مُهِمَتَهُ وقَامَ بِها بِجُرأة وشَجاعَة يُدافِع عَن الحَق والانجيل ولا يَخاف الاّ الله. وكانَ رَدُّ الفِعلِ قَويًّا مِن جِهَةِ البَلاط المَلكي وخاصَة الامبراطورة أڤدوكيا. فنُفيَ سنة 403 وأَخَذَ يَتَعَذَّب في مَنفاه مُتَنَقِلاً مِن بَلَدٍ الى بلدٍ حَتى إنتَقَلَ الى الحَياة الأَبَدية في 14 ايلول سنة 407. إنَّ مَواعِظَهُ وخُطَبَهُ لا تَزال تُدوي في كَنائِسِنا عَلى مَرِّ الاجيال، ولا يَزال ذِكرَهُ حيًّا، وَقَد لُقِّبَ بالفَم الذَهَبي لِجودَة كَلامِه. وَقَد أَعلَنَهُ البابا بيوس العاشِر شَفيع الواعِظين والخُطباء المسيحيين. فلتكُن صلاتَه معنا، آمين.