الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/ الأربعاء 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2013
كاتب الموضوع
رسالة
siryany عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8408مزاجي : تاريخ التسجيل : 13/09/2012الابراج :
موضوع: الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/ الأربعاء 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 الأربعاء 20 نوفمبر 2013 - 7:23
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)
الأربعاء 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2013
الأربعاء الثالث والثلاثون من زمن السنة
أنظر إلى التعليق في الأسفل
أوريجينُس : عطايا الله وحريّة الإنسان
سفر المكابيّين الثاني .31-20.1:7
في تلك الأيام: قبض على سبعة اخوة مع امهم، فاخذ الملك يكرههم عل تناول لحوم الخنزير المحرمة، ويعذبهم بالمقارع والسياط. وكانت امهم اجدر الكل بالعجب والذكر الحميد، فانها عاينت بنيها السبعة يهلكون في مدة يوم واحد، وصبرت على ذلك بنفس طيبة، ثقة بالرب، وكانت تحرض كلا منهم بلغة ابائها، وهي ممتلئة من الحكمة السامية، وقد القت على كلامها الانثوي بسالة رجولية قائلة لهم: «اني لست اعلم كيف نشاتم في احشائي، ولا انا منحتكم الروح والحياة، ولا احكمت تركيب اعضائكم، على ان خالق العالم الذي جبل تكوين الانسان، وابدع لكل شيء تكوينه، سيعيد اليكم برحمته الروح والحياة، لانكم الان تبذلون انفسكم في سبيل شريعته». وان انطيوكس، اذ تخيل انه يستخف به، وخشي صوت معير يعيره، اخذ يحرض بالكلام اصغرهم الباقي، بل اكد له بالايمان، انه يغنيه ويسعده اذا ترك شريعة ابائه، ويتخذه خليلا له ويقلده المناصب. ولمل لم يصغ الغلام لذلك البتة، دعا الملك امه، وحثها ان تشير على الغلام بما يبلغ الي خلاصه. والح عليها، حتى وعدت بانها تشير على ابنها، ثم انحنت اليه، واستهزات بالملك العنيف، وقالت بلغة ابائها: «يا بني، ارحمني انا التي حملتك في جوفها تسعة اشهر، وارضعتك ثلاث سنين، وعالتك وبلغتك الى هذه السن وربتك. انظر يا ولدي الى السماء والارض واذا رايت كل ما فيهما فاعلم ان الله صنع الجميع من العدم وكذلك وجد جنس البشر فلا تخف من هذا الجلاد، لكن كن مستاهلا لاخوتك واقبل الموت، لاتلقاك مع اخوتك بالرحمة». وفيما هي تتكلم قال الغلام: «ماذا انتم منتظرون؟ اني لا اطيع امر الملك، وانما اطيع امر الشريعة، التي القيت الى ابائنا على يد موسى». وأَنتَ أَيُّها المُختَرعُ كُلَّ شَرٍّ على العِبرانِيِّين، إِنَّكَ لَن تَنجُوَ مِن يَدَيِ الله.
أوريجينُس (نحو 185 - 253)، كاهن ولاهوتيّ عظات عن سفر العدد، العظة 12، الفقرة 3 عطايا الله وحريّة الإنسان
هل يملك الإنسان شيئًا ما، يقدّمه لله؟ نعم، إيمانه ومحبّته. هذا ما يطلبه الله من الإنسان، فقد كُتِب: "والآنَ يا إِسْرائيل، ما الَّذي يَطلبُهُ مِنكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إلاَّ أن تَتَّقِيَ الرَّبَّ إِلهَكَ سائِرًا في جَميعَ طرُقِه ومُحِبًّا إيّاه، وعابدًا الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ كلِّ نَفسِكَ" (تث10: 12). هذه هي التقدمات، وهذه هي المواهب التي يجب إهداؤها للربّ. ولكي نقدّم له هذه الهبات من قلبنا، علينا أن نعرفه أوّلاً؛ علينا أن نكون قد شربنا معرفة طيبته من مياه بئره العميقة... عند سماع هذه الكلمات، يجب أن يحمرّ خجلاً أولئك الذين يُنكرون أنّ خلاص الإنسان يَكمُن في قوّة حريّته! فهل يُمكن أن يطلب الله من الإنسان أمرًا إن كان هذا الأخير عاجزًا عن تلبيته، وعن تقدمة ما يجب عليه أن يقدّمه له؟ إذ أنّ هناك هبة الله، ولكن هناك أيضًا مساهمة الإنسان. ومثالاً على ذلك، إنّ الإنسان قادر على جعل القطعة الذهبيّة الواحدة تدّر عشر قطع أو خمس قطع، لكن على الله أن يضع بين يديّ الإنسان قطعة الذهب هذه التي تمكّن بواسطتها من إنتاج عشرة أخرى. وعندما قدّم لله هذه القطع العشر التي ربحها، تلقّى عطيّةً جديدة، ولم تكن المزيد من المال هذه المرّة، وإنّما السُلطة والمُلك على عشر مدن. كذلك، طلب الله من إبراهيم أن يقدّم له ابنه اسحق على الجبل الذي أراه إيّاه. ووهب إبراهيم ابنه الوحيد بدون أيّ تردُّد: فوضعه على المذبح وأخرج السكّين ليذبحه، ولكن سرعان ما أوقفه صوتٌ، وأُعطي له كبشُ فداءٍ بدلاً من ابنه (تك22). وها أنتَ تَرى: إنّ ما نقدّمه لله يبقى لنا؛ وإنّما تُطلَب منّا هذه التقدمة لنُظهر من خلالها مدى محبّتنا لله وإيماننا به.
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/ الأربعاء 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2013