كينيدي اغتيل وهو صحبة زوجته جاكلين في سيارة مكشوفة
دالاس (الولايات المتحدة) – وضع الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الأسبق بيل كلينتون وزوجتاهما إكليلا من الأزهار على قبر الرئيس الأسبق للولايات المتحدة جون كينيدي مساء الأربعاء. والرئيس الـ35 للولايات المتحدة الذي لا تزال صورته وأسطورته محاطتين بهالة من السحر، قضى حتفه برصاص أطلقه عليه لي هارفي أوزوالد (24 عامًا)، كما أفاد التحقيق الرسمي الذي لا تزال تحيط به الشكوك. وأكد أوباما على الإنجازات العظيمة التي قدمها كينيدي للولايات المتحدة، وقال "سيعيش في ذاكرتنا ليس لأنه رحل في القريب لكن لأنه جسد شخصية الشعب الذي قاده. فهو مرن، حازم، لا يعرف الخوف، وعاشق للدعابة، ويتحدى المستحيل، والأهم من ذلك أنه كان عازما على خلق عالم جديد وليس القبول بما كان قائما. إن مثاليته تذكرنا بأن القدرة على تغيير هذا البلد تكمن فينا". وفي أجواء واشنطن الباردة، وضع الديمقراطيون الثلاثة ترافقهم زوجة الرئيس الأميركي ميشال أوباما، إكليلا كبيرا من الورود الزرقاء والبيضاء بالقرب من الشعلة أمام ضريح الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة، في وسط المقبرة العسكرية في ارلينغتون وقد أصغوا بصمت للنشيد الخاص بمراسم الشرف العسكرية، قبل أن يلتزموا دقيقة صمت.
شارع "ايلم – ستريت" الذي اغتيل فيه كينيدي في دالاس
وكانت أرملة كينيدي جاكلين كينيدي قامت خلال تشييعه في 1963 بإشعال الشعلة الأبدية بالقرب من ضريحه. وبعد وفاتها في 1994 دفنت بالقرب منه. ويقول ثلاثة أرباع الأميركيين إن جون كينيدي سيبقى في التاريخ رئيسًا "مميزًا"، يحتل المرتبة الأولى في لائحة الزعماء الأميركيين منذ دوايت أيزنهاور (1953-1961)، كما أفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه مؤسسة جالوب. ولم يتمكن جون كينيدي، المنتمي إلى عائلة ميسورة وواسعة النفوذ في بوسطن (شرق)، وأصغر رئيس ينتخب وأول رئيس كاثوليكي، من إنهاء ولايته الأولى التي بدأت في 1961. لكن أسطورة كينيدي التي لا تزال حية، تعود أيضًا إلى الأسلوب الحديث الذي عكسه التلفزيون الذي بدأ ينتشر آنذاك وإلى جاذبية زوجته جاكلين. ولا تزال صور ومشاهد مقتل الرئيس في سيارة مكشوفة وإلى جانبه جاكلين التي كانت ترتدي فستانًا وردي اللون جزءًا من الذاكرة الجماعية العالمية. وقد أعلنت هذه اللحظة نقطة تحول في تاريخ الولايات المتحدة في القرن الـ 20، حيث عرضت تغطية تليفزيونية على مدار الساعة لهذا الحدث. ومدينة دالاس التي لاحقها فترة طويلة لقب "مدينة الكراهية" بسبب الاغتيال، قررت أن تنظم في 22 نوفمبر احتفالا بسيطًا في ديلي بلازا الذي أطلقت منه الرصاصات القاتلة، "تكريمًا لحياة وولاية وإرث" الرئيس. وستقرع أجراس المدينة حزنًا لحظة إطلاق النار، على أن تليها دقيقة صمت، ثم تتلى مختارات من خطابات الرئيس وترفع الصلوات وتعزف الموسيقى. وبعد مرور 50 عاما على وفاة كينيدي، لا تزال هناك العديد من نظريات المؤامرة حول كيفية اغتيال الرئيس، حيث أن أشهرها يتحدث عن وجود أكثر من قاتل. لكن رغم تعدد النظريات فقد فشلت عقودٌ من التحقيقات وجلسات الاستماع والوثائق والسجلات والكتب والمقابلات على مدى نصف قرن في إشباع فضول العالم وحل لغز ذلك الاغتيال. وقد يكون الجواب موجوداً في وثائق المخابرات الأميركية التي لا تزال ممنوعة من التداول، حيثُ تحتفظ "دار المحفوظات الوطنية الأميركية" حالياً بعدد من وثائق المخابرات المركزية غير المعلنة التي تخص عملية الاغتيال. هذه الوثائق ستصبح قيد التداول العام 2017، كجزء من قانون "مجموعة سجلات قضية اغتيال "كينيدي" الصادر في 1992".
نصف قرن على اغتيال كينيدي واللغز لايزال يحير العالم