الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: º مُســـتقبل أكراد العراق وســـورية ! º الجمعة 22 نوفمبر 2013 - 12:54
مستقبل أكراد العراق وسورية ؟ صوفيا بارباراني ومايكل ستيفنز * الأربعاء ٢٠ تشرين الثاني ٢٠١٣ إعــــداد الصّحافيّــــة / منال نحاس : في منطقة تعمها الانتفاضات السياسية والإضطراب ، يبدو إقليم كردستان واحة سلام في عين العاصفة . وعدد سكان الإقليم المزدهر نحو 4 مليون كردي . والشوارع تتكاثر في العاصمة أربيل وتتثنى حول المباني القديمة والجديدة . وأينما تلفَّتَ المرءُ ألفى مولات وأبراجاً . ولكن حكومة إقليم كردستان ترى أن المخاطر الأمنية تتهددها على وقع تفاقم الحرب في سورية . وفي مطلع الجاري ، أوقفت قوات الإستخبارات انتحاريين قبل أن يفجرا مقر الإستخبارات العامة ، وتبين أن أحدهما سوري والثاني عراقي عربي . ولكن الحظ لم يحالف القوات الأمنية في 29 ايلول / سبتمبر الماضي ، ودوت سلسلة آنفجارات في اربيل راح ضحيتها 6 قتلى وسقط عشرات الجرحى . ووراء هجمات أيلول هذه « الدولة الاسلامية في العراق والشام » . واستهدفت هذه الحركة إقليم كردستان رداً على دعم حكومته أكراد سورية ، ففي آب / أغسطس المنصرم ، اشتدت المعارك بين المقاتلين الأكراد و« داعش » ، وسرت معلومات عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى في صفوف المدنيين الأكراد . فأعلن الرئيس مسعود برزاني بأن كردستان العراق لن يتوانى عن الدفاع عن الكرديات والأطفال ومواطني غرب كردستان . وثمة انعطاف سكاني ضخم يطاول بنية إقليم كردستان إثر تدفق 235 الف لاجئ إليه من سورية هرباً من النزاع . وارتفع عدد سكان دهوك 15 في المئة في أقل من عام، وزاد « الضغط » على المرافق العامة والمدارس والمستشفيات . وفي شوارع أربيل ، يتناهى إلى المسامع اللهجة الكردية السورية ، كرمنجي ، وهي صارت شائعة . وتشيد مخيمات جديدة على مشارف العاصمة لآستقبال النازحين الجدد . ويقول هيمين هورامي ، مسؤول العلاقات الخارجية في حزب « كردستان الديموقراطي » ، إن الإقليم يستقبل اللاجئين ويوفر لهم الخدمات الأساسية والتعليم ، ولكنه لا يريد أن يستوطن اللاجئون كردستان العراق فتخلو المناطق الكردية في سورية من السكان ويحل محلهم آخرون . وبذلت حكومة كردستان العراق نحو 65 مليون دولار مساعدات للاجئين . ولكن المجتمع الدولي يتجاهل أزمتهم ، في وقت تنفد قدرات الإقليم . وقد يساهم تفاقم حِمل اللاجئين في بروز توتر بين السوريين والأكراد العراقيين أو قد يعزز اختلاط أكراد العراق بأكراد سورية الوحدة الكردية . وتتمسك حكومة الإقليم بوحدة العراق ، وتعلن أنها لن تنفصل عن عراق فيديرالي ديموقراطي إلاّ إذا لم يفلح العراقيون في تذليل خلافاتهم . ولا يبـدو أن دواعي انفصال أكراد سورية أو أكراد العراق عن الدولة – الأمة الـســورية أو الـعراقيـة للإلتحام في بلد واحد ، يـعـتد بـها . فالمـشـاعر القـومـية الــكردية لا تشد لحمة الاكراد على نحو ما يحـسب كثـر في الغـرب . والـنـزاع الـسـوري سـلـط الضوء على الشقاق في الحركة الكردية . وخـير مثـل علـى ذلـك هو خـلافات أبـرز الأحـزاب الكردية السورية ، « حزب الإتحاد الديموقراطي » ، مع الأحزاب الكردية العراقية . ويطعن الحزب هذا في نمـوذج كردسـتان العراق ، ولا ينـتخـبه قـدوة لـه ، علـى نـحـو ما يـدعو بارزاني . ويشـعر أكـراد سـورية أن « أشــقاءهـم » في الـعراق يفـرضـون عليـهم نموذجاً سياسياً . وينظر « حزب الاتحاد الديموقراطي » بعين الريبة الى المساعدات العسكرية والإنسانية الكردية العراقية المرسلة إلى المناطق الكردية السورية . ومأخذ كردستان العراق على هذا الحزب هو استئثاره بالقرار الكردي . ولم تسمح إدارة الإقليم الكردي العراقي لمسؤولي الحزب بدخول أراضيها ، ومنهم رئيس الحزب صالح مسلم . وفي 11 الجاري ، غـرّد « حزب الإتحاد الديموقراطي » خارج السرب الكردي العراقي ، وأعلن مشروع إنشاء حكومة آنتقالية في سورية الكردية . وتعاظم نفوذه يتزامن مع تقاقم التوتر مع حكومة كردستان العراق . وليس العجز عن تحسين العلاقات بين اكراد سورية واكراد العراق حجر العثرة الوحيد الذي يحول دون توحد الجبهة الكردية ، فالقوى الخارجية تتوسل هشاشة العلاقة بين الأكراد . وعلى رغم أن العلاقات الإقتصادية بين كردستان العراق وتركيا وإيران قوية ، تؤازر أنقرة مجموعات المقاتلين الإسلاميين التي تتواجه مع أكراد سورية ، وتدعم طهران النظام السوري الذي يرمي إلى إحكام قبضته ، عاجلاً أم آجلاً ، على المناطق الكردية . ولا يخفى على المسؤولين في كردستان العراق أن آثار الحرب السورية في العراق المقطع الأوصال قد ينجم عنها فرصة لإرساء دولتهم الطرية العود وتمتين أسسها والبروز قوة إقليمية . وجولات المجابهة مع « القاعدة » في سورية والعراق سترسم وجه مستقبل الأكراد في البلدين .