القدّيس كيرِلُّس (380 - 444)، بطريرك الإسكندريّة وملفان الكنيسة عن إشعيا، الفصل الثالث «وإِذا أَخذَت تَحدُثُ هذِه الأُمور، فانتَصِبوا قائمين وَارفَعوا رُؤُوسَكُم لِأَنَّ اِفتِداءَكم يَقتَرِب» (لو 21: 28)
«جَعَلتَ مِنَ المَدينَةِ كَومةً ومِنَ البَلدَةِ الحَصينَةِ خَراباً. قَصرُ الغُرَباءَ لم يَعُدْ مَدينة فلا يُبْنى لِلأَبَد. فلِذلك يُمَجِّدُكَ الشَّعبُ القَوِيّ وتَتَّقيكَ مَدينَةُ الأُمَمِ المُخيفة». (إش 25: 2-3). لأن هذا الشعب ينتمي «إلى الأمانة والصدق» (إش 25: 1) اللتان يتميّز بهما الله القدير وإلى نصائحه بأنّه حتى «المدن الحصينة» ستنقلب وتتحوّل إلى «كومة" وتهتزّ "من أساساتها» ومن دون أي أمل بأن تُبنى يومًا من جديد: «إنها لن تُبنى إلى الأبد». هذه المدن المنقلبة بالنسبة إلينا هي ليست تلك التي نراها بأعيننا إنها لا تعني البشر الذين يسكنون فيها. وإنما وبحسب رأينا، إنها إحدى القوى السيئة والمعادية، إنها الشيطان قبل كلّ شيء الذي يُرمز إليه هنا بـ«البلدة الحصينة»... عندما أتى عمانوئيل وأشرق على العالم، دُمِّرت مملكة الشيطان وقُلب من «أساساته»؛ لقد تعثّر وضعُف إلى الأبد ولن يكون لديه أملٌ يومًا بأن يظهر أو أن يرفع رأسه. «فلِذلك يُمَجِّدُكَ الشَّعبُ القَوِيّ وتَتَّقيكَ مَدينَةُ الأُمَمِ المُخيفة». لقد دُعي إسرائيل لكي يعرف الله من خلال الإيمان. لقد غمره الله بكلّ الخير. نعم، لقد خلّصه الله فورث أرض الميعاد. إنما الكثير من الدول الأخرى على الأرض قد حُرمت من هذه الخيرات الروحية... عندما ظهر الرّب يسوع المسيح بشخصه وطرد طغيان الشيطان، حملهم إلى أبيه السماوي وأنارهم بنور الحق ليشاركوه في المجد الإلهي وعظمة حياة الإنجيل. لهذا قاموا بإنشاد تراتيل الشكر لله والآب: «أَيُّها الرَّبُّ أَنتَ إِلهي أُعَظِّمُكَ وأَحمَدُ اسمَكَ لِأَنَّكَ صَنَعتَ تَدابيرَ عَجيبة هي مُنذُ القِدَم أَمانَةٌ وصِدْق» (إش 25: 1) من خلال الرّب يسوع المسيح. «فقَد ظَهَرَ لِلمُقِيمينَ في الظُّلمَةِ وَظِلالِ الـمَوت لِيُسَدِّدَ خُطانا لِسَبيلِ السَّلام» (لو 1:79) بإسقاط «أَصحابِ الرِّئاسةِ والسُّلْطانِ ووُلاةِ هذا العالَم، عالَمِ الظُّلُمات، والأَرواحِ الخَبيثةِ في السَّمَوات» (أف 6: 12) «فلِذلك يُمَجِّدُكَ الشَّعبُ القَوِيّ وتَتَّقيكَ مَدينَةُ الأُمَمِ المُخيفة».
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/ الثلاثاء 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2013