أكملت المطربة اللبنانية الكبيرة "فيروز" عامها الثامن والسبعين وقد سطرت مسيرة فنية وإنسانية ممتدة لأكثر من ستين عاماً قدمت خلالها حوالي 800 أغنية يحفظ كل عشاق الغناء العرب منها الكثير.
وبدأت علاقة "نهاد رزق وديع حداد" الشهيرة باسم "فيروز" الغناء عام 1940 عندما كانت على أعتاب السادسة من عمرها حيث انضمت لكورال الإذاعة اللبنانية لكن بدايتها الحقيقية كمطربة كانت عام 1952 عندما بدأت تقدم أغنيات من ألحان الموسيقار اللبناني "عاصي الرحباني" الذي تزوجت منه بعد هذا التاريخ بثلاث سنوات وأنجبت منه أربعة أبناء.
وعلى صفحة "فيروز" الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" التي أُنشئت في يناير من عام 2011 وتضم حاليا أكثر من مليوني معجب كان آخر ما نشر فيديو لأحد حفلاتها القديمة التي تغني فيها أغنيتها الشهيرة "وطني" التي اختيرت بمناسبة ذكرى يوم مولدها.
وظلت "فيروز" حتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي تغني من كلمات وألحان "عاصي" و"منصور الرحباني" وبعد وفاة زوجها "عاصي" عام 1986 عملت مع ملحنين عرب كبار أبرزهم "فلمون وهبة" و"زكي ناصيف" إضافة إلى ابنها "زياد" الذي قدم لها مجموعة كبيرة من الأغاني المغايرة لكل ما قدمته سابقا مع "الرحابنة". وعاشت المطربة الكبيرة أزمة حقيقية نهاية عام 2010 عندما تفجرت خلافات مالية وقضائية بين ورثة زوجها "عاصي الرحباني" وورثة شقيقه "منصور الرحباني" على الحقوق التجارية للأعمال التي قدماها معاً مما دعا عدداً كبيراً من الفنانين والإعلاميين العرب لتنظيم وقفة احتجاجية أمام وزارة العدل اللبنانية للمطالبة بوقف هذا الصراع حفاظاً على اسم "فيروز". وأحيت المطربة التي تعد الوحيدة الباقية من جيل الكبار في الغناء العربي حفلات في معظم الدول العربية وكثير من دول العالم مثل فرنسا والمملكة المتحدة وهولندا واليونان وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا والبرازيل والأرجنتين والمكسيك. وقدمت المطربة الملقبة أيضاً بـ"جارة القمر" و"جارة القدس" على مدار مسيرتها الفنية 15 عملاً مسرحياً غنائياً وثلاثة أفلامٍ سينمائية هي "بياع الخواتم" إنتاج 1965 و"سفر برلك" إنتاج 1967 و"بنت الحارس" إنتاج 1968 و قدمت برنامجاً تليفزيونياً غنائياً بعنوان "الإسوارة" عام 1963، وكان آخر ألبومات "فيروز" الغنائية بعنوان "إيه في أمل" الذي صدر نهاية عام 2010 و ضم 12 أغنية.