"إِلهُنا يأتي ولا يَصمُت. قُدَّامَه نارٌ آكِلَة وحَولَه عاصِفَةٌ شَديدة" (مز50(49): 3). لقد أتى الرّب يسوع المسيح إلهنا، ابن الله، بطريقة خفيّة في مجيئه الأوّل؛ لكنّه سيأتي بطريقة علنيّة في مجيئه الثاني. عندما أتى في الخفاء، لم يعرفه سوى خدّامه؛ أمّا عندما سيأتي في العلن، سيعرفه الأخيار والأشرار. عندما أتى في الخفاء، كان ذلك ليُحاكَم؛ عندما سيأتي في العلن، سيكون هو الدّيّان. في المجيء الأوّل، حُكم عليه وبقي صامتًا وقد تنبّأ النبيّ بهذا الصمت قائلاً: "سيقَ إِلى الذَّبْحِ كنَعجَةٍ صامِتَةٍ أَمامَ الَّذينَ يَجُزُّونَها ولم يَفتَحْ فاهُ" (إش53: 7)، لكنّ "إِلهُنا يأتي ولا يَصمُت. قُدَّامَه نارٌ آكِلَة وحَولَه عاصِفَةٌ شَديدة"... إنّ ما يُسمّى سعادة هذا العالم في هذه الأيّام هو ملك للأشرار أيضًا؛ وما يسمّى بؤس هذا العالم هو ملك للأخيار أيضًا. إن كان أناس لا يؤمنون سوى بالحقائق الحاليّة ولا يؤمنون بالحقائق المستقبليّة، فهذا لأنّهم يرون أنّ الخيرات والمآسي الموجودة في هذا العالم الحالي هي ملك للأخيار والأشرار بدون تمييز. وإن كانوا يسعون إلى الغنى، فهم يرون أنّه ملك للأشرار كما للأخيار. وإن كانوا يشمئزّون من الفقر ومن مآسي هذه الحياة، فهم يرون أنّها تعذّب ليس فقط الأشرار، بل أيضًا الأخيار ويقولون في سرّهم: " إِنَّ الرَّبَّ لا يُبصِر" (مز94(93): 7)، وهو لا يهتم بالمسائل الإنسانيّة. هو يتركنا نمشي عشوائيًّا في قعر هاوية هذا العالم، ولا يُرينا عنايته الإلهية بشيء. وإن كانوا يحتقرون تعاليم الله، فذلك لأنّهم لا يرون حكمه يتجلّى. يحتفظ الربّ بأمور كثيرة للدّينونة الآتية، لكنّه يدين بعض الأمور منذ الآن، حتّى يخاف أولئك الذين ينتظرون الدّينونة الأخيرة فيتوبوا. لأنّ الربّ لا يحبّ أن يعاقب بل أن يخلّص، ولهذا السبب هو يصبر على الأشرار حتّى يصبحوا أخيارًا.
*************************************************
الجمعة 06 كانون الأوّل/ديسمبر 2013
تذكار إختياريّ للقدّيس نقولا، الأسقف
تذكار إختياريّ للقدّيس نقولا، الأسقف
أسقف على مدينة ميرا (في تركيا اليوم). توفي في أواسط القرن الرابع. انتشر إكرامه في الكنيسة منذ القرن العاشر. ذخائره محفوظة في مدينة باري في جنوب ايطاليا منذ 1087.
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/تذكار إختياريّ للقدّيس نقولا، الأسقف/الجمعة 06 كانون الأوّل/ديسمبر 2013