هل من مانديلا عراقي او عربي ينقذ شعوبنا من محنتهم ؟
ججو متي موميكا
كندا
((جنوب افريقيا تبكي زعيمها المناضل نيلسون مانديلا ودول العالم تنكس اعلامها احتراما له ))
اليوم غيّب الموت الرجل الاسطوره والبطل الافريقي الاسود الذي حارب التمييز العنصري في
جنوب افريقيا بعد ان امضى معظم حياته في غياهب السجون والمعتقلات متحديا
ّ
السلطات الحاكمه والظالمه فكان ندّا قويا للسلطه ولم يهاب السجون والمعتقلات صمد
حتى تحررت بلاده من ظلم الحكام وقوانين الفصل العنصري والتمييز العرقي التي سادت .
بعد ان كانت حكرا على البيض ورغم اضطهادهم للسود انذاك .
حتى تحقق حلم مانديلا واصبح حقيقة وانتصرت ارادته ضد الظلم والتمييز العنصري فنالت
بلاده حريتها ومساواتها مع البيض فانتهىت اعتى حقبات التفرقه والتمييز العنصري بالعالم
وانتقلت الثوره والتغيير من جنوب افريقيا الى انحاء المعموره وزالت التفرقه واصبح للاسود كما
للابيض من حقوق وواجبات فاقتدى العالم بمنهاج مانديلا ودستوره ومنها امريكا التي انتخبت
باراك اوباما كاول رئيس امريكي اسود كما حذت دول اخرى حذوه وهكذا انتشرت الديمقراطيه
والعداله بين ابناء شعب واحد وبلد واحد فكان مانديلا بركانا فجّر اعظم ملحمه سياسيه هزّت
العالم باسره ليعلمهم كيف تكون الديمقراطيه وما شكلها ونوعها حين تفرض الشعوب ارادتها...
اذا مانديلا صنع التاريخ ودخله من اوسع ابوابه وحرر العقول واجج ثورات وصنع المعجزات
حتى جنت بلاده ثمرة نضاله عدة عقود دون ان يكل او يمل او ترهبه السجون فنالت بلاده
استقلالها وتخلصت من العبوديه وتجارة الرقيق والمتاجرة بالبشر واستعبادهم وعلى يده انتهى
التمييز العنصري وهاهو شعبه يتنعم بالديمقراطيه والعداله والمساوات بين جميع فئاته والوانه
وانتهى الفصل العنصري والتمييز العرقي الى الابد.
اذا مانديلا الرجل الحديدي الذي صنع معجزة يذكرها التاريخ ابد الدهر مفخرة له .يامعالي حكام
افلا تتعظون وترعووا وتحكموا شعوبكم كما امر الله فلا سلطان على الارض غير الله .
نناشدكم بالله عليكم هل عقرت سوريا او الصومال او تونس عن انجاب مانديلا عربي ينقذ شعبهم
وهل عقمت امهاتنا في لبنان ومصر والعراق والخليج العربي عن ولادة مانديلا يرسي مراكبنا
الى بر الامان ؟ هل خلت ساحاتنا في بلدان الشرق الاوسط من ظهور قائد محنك يحب شعبه
ولا يفكر في متاع الدنيا او سحتها الحرام ويسرق قوت شعبه فيموت ميتة قارون بعد ان خسفت
به الارض ولم يهنأ بما جناه من مال وجاه ...فكل من عليها فان ويبقى وجه ربك فماذا تنفعهم
الاموال في اخرتهم وشعوبهم تتضور جوعا وحرمانا من ابسط نعم الله . فمن يرث ذكرا طيبا
ينال رضا الله ورضا شعبه و يكون سعيدا في مماته كما في حياته والسيرة التي يتركها
لشعبه ستخلده الى يوم الدين .
متى يقتدي حكامنا ورؤوسائنا بمانديلا ويتعلمون منه العبر والدروس بعد ان طفح الكيل وغرقت
بلداننا في ظلامات دامسه بالفقر والجوع والتشرد والاميه والتخلف وهي اغنى واغلى واقدس
بقاع العالم حباها الله بخيراته الكثيره فمتى تراجعون انفسكم وتعيدون حساباتكم ؟
اليوم اخوتي القراء:
رقد مانديلا مأسوفا عليه خالدا ليدوّن اسمه في سفر الخالدين بعد ان حرر شعبه من الظلم
فوحد وطنه و تكللت نضالاته واثمرت جهوده مع رفاقه والرجال الذين دافعوا عن
قضيته فاصبحت قانونا دوليا ومعيارا تؤسس عليها امارات ومملكات وتبنى دولا وحكومات
نظامها وفق مباديء مانديلا تسير عليها في سياساتها ...
هكذا صاغ البطل الراحل دستور بلاده بعد نضال مرير ومشقه ذاق الماسي من اجل توحيد
ابناء بلده التي مزقتها العنصريه والتفرقه قرونا حتى وضع الحق في نصابه وجمع ابناء
وطنه لا فرق بين ملة وملة او بين معتقد واخر ولا فرق بين اسود وابيض وغني وفقير ورجل وامرأه فكلهم من ادم
سواسيه وامراه كلهم من ادم وادم من تراب امام القانون وهكذا اصبح نيلسون مانديلا رمزا
كله وايقونة يفتخر بها شعبه والعالم كله فالرحمة والخلود لبطل جنوب افريقيا وله كل المجد
عزيزي القاريء :
ونحن نقرا نبا وفاة نيلسون مانديلا في وسائل الاعلام بحزن والم يتبادر الى اذهاننا علامات
الاستفهام بعد تاسفنا على هذا الرجل لنحسد شعبه وامته بما انجزه من مفخرة سرمديه لا
تمحوها السنون ريثما تحرك ضمائر واحاسيس قادتنا وحكامنا الغيره ويلتفتوا الى
شعوبهم ويعطفون على فقراء بلدانهم من اجل كرامة وعيش نبيل مقتدين بصانع التاريخ مانديلا
الذي هزّ العروش وغيّر التيجان ونشر الديمقراطيه في ارجاء المعموره ...لنحني رؤوسنا ونرفع
اذرعنا مبتهلين لله الواحد الاحد ان يمنّ شعوبنا بمانديلا يرحمنا وينقذ شعوبنا من مصائبهم .
((رحمتك يارب وعنايتك بان ترزقنا بمانديلا عراقي او عربي ينقذ بلداننا من الاحتراب والطائفيه
ويوقف نزيف دماء الفقراء ليس في بلدنا العراق فحسب ولكن في معظم بلدان شرقنا المنكوب ))
يارب اهدي شعوبنا برجل حكيم يوقف مسلسل القتل الجماعي وسيلان دماء عزيزه في بلداننا ...
يارب هل عقمت نسائنا ان تنجب بطلا كمانديلا عربي ؟ اسودا كان ام ابيضا يقول كفاكم قتلا
وتهجيرا وبطشا لشعوبكم ونهب خيراتكم ...طوبى لشعب لاينام اطفالهم ملء جفونهم وسط
ازيز الرصاص وشحيح الغذاء وخراب البنيان فمنهم من يسكن العراء ومنهم تشرد ومنهم مات
مكمودا على عزيز فقده ... طوبى لشعوب جائعه لاتاكل غير وجبة واحدة يارب احم بلداننا من
الظلمة عن اخوتنا واعد البسمة في شفاه اطفالنا فلقد تشابه ليلهم بنهارهم وصيفهم بشتائهم ولم
يشعروا بقيمة الحياة ولم يهناوا بنعمة الحياة بعد ان فقدوا بصيصها .
شعوبنا تتحسر على الحكم الوطني ولاتراه لكنها تتغنى به وتشاهده في الاعلام ولا تقبض عليه
فهو جمر يحرقهم ...حكامنا ينادون بالعداله ويشتمون العنصريه والطائفيه بكل الوانها لكن في
شفاههم وليس بقلوبهم ...يتكلمون بالمليارات في ارقام ميزانياتهم وشعوبهم تتضّور جوعا وعطشا
يتكلمون عن العلوم والتكنولوجيا والثقافه لكن الاميه تتعشعش في ثنايا مدنهم وقراهم وتنخر
عقولهم فالمدارس ليست متاحه لعامة الناس ...قادتنا يصرخون باعلى صوتهم كما صرخ مانديلا
لكن صراخهم خافت وباهت لايسمعه المسغيثون ولا الجياع ولا العراة فهو هراء هراء في هراء
شعوبنا بحاجة الى صرخات مانديلا رحمه الله وبحاجه الى غضب وعنفوان وتضحيه وايثار
كلام مانديلا لكن لا حياة لمن تنادي كلام معسول ووعود واهمال .
ندائي الى الشعب العربي والى المشرقيين عامة وخاصة بلدان الشرق الاوسط ...والشعوب
المسحوقه ... هل رايتم كيف يكافأ الابطال والعظماء في مماتهم وكما في حياتهم ؟
هل سمعتم كيف اعلن الحداد العام لمدة ثلاثة ايام في دول عديده على فقدان هذا البطل ؟
هل شاهدتم كيف بكى العالم على مانديلا وذرف دموعا غزيره على فقدانه وعمره تجاوز 95
من السنين بمّرها وحلاوتها في المعتقلات والسجون والتعذيب ثم الى قصور الرئاسه وفي
احضان شعبه...هل شاهدتم كيف نكست معظم دول العالم اعلامها احتراما لهذا البطل ؟
كيف وكيف رفعت اللافتات وصور الفقيد ؟ وستشاهدون كيف يشيع بعد يومين ؟
هكذا يكافأ الابطال حرروا شعوبهم من انظمه دكتاتوريه فاشيه لترتقي صروح ومنابر
الديمقراطيه ...هؤلاء لن يموتوا وان غابوا جسدا لان ارواحهم تصعد الى السماء مغفورة
هانئة لانها اصبحت ايقونه يعلقها الافارقه سود وبيض لا بل العالم كله تعلقها كرمز وستزين
مدنهم بنصب وتماثيل تخلدهم .
اخوتي القراء :
مانديلا دخل التاريخ من اوسع ابوابه ودوّن اسمه في سفر الخالدين ابد الدهر واصطفّ في قافلة
العظماء والابطال والمحررين والخالدين امثال المهاتما غاندي و مارتن لوثر كينك وماوتسي
تونغ وجيفارا وكثيرون غيرهم حملو رايات وعناوين تفتخر بها شعوبها .
هكذا خرج ابناء مانديلا مدثرون باعلام جنوب اقريقيا وهم يرقصون ويغنون حين سماعهم نبا
وفاته ...لقد رحل الاسطوره والمعجزه يا قادة الدول فهل انتم معتبرون ومقتدون ؟
ليكن مانديلا مشعلا مضيئا ينير درب الحكام ليسعدوا شعوبهم ويوحدوها بعد ان فقدت افريقيا
والعالم اكثر الرجال شجاعة ونفوذا بعد ان حقق اكبرانجاز سياسي بالتاريخ.
مات مانديلا اول رئيس اسود ايقونة النضال ضد الفصل العنصري مختتما حياته باعظم انجاز
تاريخي واعظم رمز للتحرر والمقاومه .بعد ان حزن عليه كل احرار العالم ليرقد بسلام مودعا
من شعبه ...هكذا يموت الخالدون .