البابا فرنسيس الرّسالة العامّة: "نور الإيمان (Lumen fidei)"، الأعداد 20-21
"إِنَّه سيُعَمِّدُكم في الرُّوحِ القُدُسِ والنَّار"
إنّ منطق الإيمان الجديد يتمحور حول الرّب يسوع المسيح. إن الإيمان بالمسيح يخلّصنا لأنّه في المسيح، تنفتح الحياة جذريًّا على محبّة إلهيّة تسبقنا وتحوّلنا من الدّاخل، وتعمل فينا ومعنا... إن الرّب يسوع المسيح قد نزل إلى الأرض وقام من بين الأموات؛ إنّ ابن الله، ما بين تجسّده وقيامته، قد عاش مسيرة الإنسان بأكملها وبقي في قلوبنا من خلال الرّوح القدس. إنّ الإيمان يعرف أن الله قريبٌ جدًّا منّا، وأنّ الرّب يسوع المسيح هو عطاءٌ كبيرٌ وُهِبَ لنا، عطاءٌ يحوّلنا من الدّاخل، ويسكن فينا ويعطينا النّور الّذي يضيء بداية ونهاية الحياة وكل فترة مسيرة الإنسان. نستطيع بهذا الشّكل أن نفهم الأمر الجديد الّذي يقودنا الإيمان إليه. إن المحبّة الإلهيّة تحوّل المؤمن الّذي انفتح على هذه المحبّة بإيمانه؛ وبانفتاحه على هذه المحبّة الّتي وُهِبت له، فإنّ وجود المؤمن يتمددّ إلى حدودٍ تتخطّى ذاته. في هذا الإطار، يستطيع القدّيس بولس أن يؤكّد قائلاً: "فما أَنا أَحْيا بَعدَ ذلِك، بلِ المسيحُ يَحْيا فِيَّ" (غل 2: 20) ليحثّنا من بعد ذلك بقوله: "لِهذا أَجْثو على رُكبَتَيَّ لِلآب... وأَسأَلُه... أَن يُقيمَ المسيحُ في قُلوبِكم بالإِيمان" (أف 3: 14+16+17). في الإيمان، تكبر "الأنا" الخاصّة بالمؤمن لكي يسكن فيه "آخر" ويحيا في "آخر" وهكذا تتسع حياته في المحبّة الإلهيّة. هنا بالذّات يكمن عمل الرّوح القدس الخاص: حيث يستطيع المسيحي أن يكون لديه عيني الرّب يسوع المسيح، ومشاعره وطاعته البنويّة لأنّه أعطي أن يكون مشاركًا في محبّته الإلهيّة الّتي هي الرّوح القدس. فمن خلال هذه المحبّة الإلهيّة تصلنا رؤية الرّب يسوع الخاصّة. فخارج هذا التّكيّف في المحبّة الإلهيّة، أي خارج حضور الرّوح القدس الّذي "يفيض مَحَبَّةَ اللّه في قُلوبِنا" (رو 5: 5) "لا يَستَطيعُ أَحَدٌ أَن يَقول: يَسوعُ رَبٌّ" (1 كور 12: 3)
*************************************************
الأحد 08 كانون الأوّل/ديسمبر 2013
الاحتفال بالحبل الطاهر بسيّدتنا مريم البتول
الحبل الطاهر بسيّدتنا مريم البتول
أعلن البابا بيّوس التاسع، في الثامن من شهر كانون الأوّل سنة 1854، «أَنّ مريم البتول قد نُزِّهت عن الخطيئة الأصليّة، وأَنّ اللّه وقّى نفسها من الخطيئة الأصليَّة، منذ الدقيقة الأُولى، وذلك منّة خاصّة منه، بفضل استحقاقات ابنه الوحيد سيّدنا يسوع المسيح مخلّص البشر». هذه العقيدة تؤكِّد تعلّق المؤمنين بأمّ الله منذ تكوين الكنيسة. فهم يعترفون بأنّ مريم العذراء، منذ اللَّحظة الأُولى لتكوينها عُصِمَت، بنعمة من اللّه، من الخطيئة الأصليّة. عاشت حياتها دون أن ترتكب خطيئة واحدة تشبّهًا بابنها الذي تشبّه بالإنسان في كلّ شيء ما عدا الخطيئة. فإن عاشت مريم حياتها «ممتلئة نعمة» من اللّه، فلا يمكن للخطيئة أن تتغلغل فيها أو أن تؤثّر على مسيرتها المقدّسة.
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/ الاحتفال بالحبل الطاهر بسيّدتنا مريم البتول /الأحد 08 كانون الأوّل/ديسمبر 2013