رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس .12-11.6-3:1 تَباركَ اللّهُ أَبو رَبِّنا يسوعَ المسيح، بارَكَنا في المسيح كلَّ بَرَكَةٍ روحِيَّةٍ في السَّمَوات. ذلِك بِأَنَّه اختارَنا فيه قَبلَ إِنشاءِ العالَم لِنَكونَ في نَظَرِه قِدِّيسينَ بِلا عَيبٍ في المَحبَّة وقَدَّرَ لَنا مُنذُ القِدَم أَن يَتَبنَّانا بِيَسوعَ المسيح على ما ارتَضَته مَشيئَتُه لِحَمْدِهِ على نِعمَتِهِ السَّنِيَّة، الَّتي أَنعَمَ بِها علَينا في الحَبيب. وفيه كانَ لنا نصيبٌ وَفقاً لِما قَضاه بِتَدبيرٍ سابق، ذاك الَّذي يَفعَلُ كُلَّ شيء، على ما تُريدُه مَشيئَتُه. فَأَعَدَّنا مُنذُ القِدَم لِنُسَبِّحَ بِمَجدِه، نَحنُ الَّذين سَبَقَ أَن جَعَلوا رَجاءَهم في المسيح.
إنجيل القدّيس لوقا .38-26:1 وفي الشَّهرِ السَّادِس، أَرسَلَ اللهُ الـمَلاكَ جِبرائيلَ إِلى مَدينَةٍ في الجَليلِ اسْمُها الناصِرَة، إِلى عَذْراءَ مَخْطوبَةٍ لِرَجُلٍ مِن بَيتِ داودَ اسمُهُ يوسُف، وَاسمُ الفتاة مَريَم. فدَخَلَ إلَيها فَقال: «السّلامُ عليكِ، أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ». فداخَلَها اضطرابٌ شَديدٌ لِهذا الكَلامِ وسأَلَت نَفسَها ما مَعنى هذا السَّلام. فقالَ لها الـمَلاك: «لا تخافي يا مَريَم، فقد نِلتِ حُظوَةً عِندَ الله. فَستحمِلينَ وتَلِدينَ ابنًا فسَمِّيهِ يَسوع. سَيكونُ عَظيمًا وَابنَ العَلِيِّ يُدعى، وَيُوليه الرَّبُّ الإِلهُ عَرشَ أَبيه داود، ويَملِكُ على بَيتِ يَعقوبَ أَبَدَ الدَّهر، وَلَن يَكونَ لِمُلكِه نِهاية» فَقالَت مَريَمُ لِلمَلاك: «كَيفَ يَكونُ هذا وَلا أَعرِفُ رَجُلاً؟» فأَجابَها الـمَلاك: «إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سَينزِلُ عَليكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلَكِ، لِذلِكَ يَكونُ الـمَولودُ قُدُّوسًا وَابنَ اللهِ يُدعى. وها إِنَّ نَسيبَتَكِ أَليصابات قد حَبِلَت هي أَيضًا بِابنٍ في شَيخوخَتِها، وهذا هو الشَّهرُ السَّادِسُ لِتِلكَ الَّتي كانَت تُدعى عاقِرًا. فما مِن شَيءٍ يُعجِزُ الله». فَقالَت مَريَم: «أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ». وَانصرَفَ الـمَلاكُ مِن عِندِها.
العظة الأولى لعيد ميلاد أم الله «السّلامُ لكِ، أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ»
إنّ انحطاط الخطيئة قد أرخى بظلاله القاتمة على سحر أصلنا النبيل وجماله. ولكن حين وُلِدَت أم الجمال الأسمى، استعادت طبيعتنا نقاءها فوجدت نفسها قد "صُنِعَت على صورة الله كمثاله" (تك 1: 26)... لقد فضّلنا جميعًا العالم السفليّ على العالم العلويّ، ولم يتبقّ لنا أي أمل بالخلاص؛ فطلبت حالة طبيعتنا النجدة من السماء... إلى أن قرّر صانع الكون الإلهيّ أخيرًا، بإرادته الطيّبة، إظهار عالم جديد، عالم آخر، يسوده التناغم والنضارة. ألم يكن مناسبًا لعذراء غايةٍ في النقاء وخاليةٍ من الشوائب أن تكون، بادئ ذي بدء، في خدمة هذه الخطّة الخلاصيّة؟... وهذه العذراء، أين نجدها، إن لم يكن ذلك في هذه المرأة الفريدة من بين النساء، التي اختارها خالق الكون قبل كلّ الأجيال؟ نعم، هذه هي والدة الله، مريم ذات الاسم الإلهي، التي أعطى حشاها الجسد للإله المتجسّد، وقد حضّرها هو نفسه بطريقة تفوق الطبيعة لتكون هيكله... بذلك إذًا، فإنّ مخطّط مُخَلِّص جنسنا كان أن يُحدِث ولادةً أو خلقًا جديداً لاستبدال الماضي. لذلك، وكما كان قد أخذ في جنّة عدن من الأرض العذراء الخالية من العيب القليل من التّراب ليصنع آدم الأوّل (راجع تك 2: 7)، كذلك، في لحظة تجسّده الخاص، استخدم أرضًا أُخرى إذا صحّ القول أي بتعبير آخر هذه العذراء النقية بلا دنس، التي اختارها من بين كلّ خلائقه. وبها صنعنا من جديد من جوهرنا نفسه وأصبح آدم الجديد، (راجع 1 كور 15: 45) هو الذي خلق آدم، حتّى يُخلّص القديم بالجديد والأبديّ.
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/الاحتفال بالحبل الطاهر بسيّدتنا مريم البتول/الاثنين 09 كانون الأوّل/ديسمبر 2013