دمشق / أليتيا (aleteia.org/ar).– علقت الولايات المتحدة وبريطانيا إرسال الأسلحة غير الفتاكة – التجهيزات، الآليات المدرعة، ومواد التواصل – إلى الثوار السوريين، لكنهما ستستمران في إرسال المساعدات الإنسانية. فقد قررت لندن وواشنطن قطع العلاقات مع الثوار بسبب النمو المستمر للمجموعات الجهادية التي أزاحت خلال أشهر قليلة قوات الجيش السوري الحر الذي يعتبر الآن المجموعة المعارضة غير الطائفية الوحيدة. خلال الأسبوع الفائت، قام مقاتلو الجبهة الإسلامية، الائتلاف الذي يمثل الحركات الجهادية الرئيسية السبع في الأراضي السورية، بدحر الجيش السوري الحر من باب الهوى، معقل الثوار الكائن على الحدود التركية. وأكد يوم أمس جوش إرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة علقت بعد أحداث باب الهوى "إرسال المواد ووسائل المساعدة غير الفتاكة للثوار المتمركزين في شمال سوريا". بدورها، تشعر لندن بالقلق حيال الاتجاه المتطرف للمعارضة ضد بشار الأسد. وقال هيو روبرتسون، وزير الدولة البريطاني، لبي بي سي أنه وعلى الرغم من أنه "لم تقع أي معدات في الوقت الحاضر بين أيدي المناضلين الإسلاميين إلا أنه من المنطقي تعليق الذخائر طالما أن هناك تساؤلات عما يجري" في صفوف الثورة. حتى الآن، أرسلت حكومة الولايات المتحدة تجهيزات إلى الثوار تصل قيمتها إلى 181 مليون يورو، فيما أرسلت بريطانيا بقيمة 24 مليون يورو. إن الأسلحة غير الفتاكة تتألف من تجهيزات معدّة لتحسين فعالية المشاركين في الحرب وتشمل آليات رباعية الدفع ودروعاً ومولدات وعدة لتطهير المياه وأدوية وأقنعة واقية من الغازات. في ضوء انعقاد مؤتمر السلام في جنيف من 22 ولغاية 24 يناير 2014، بدأت أمم الخليج وإيران وأوروبا والولايات المتحدة بتحديد مواقفها الهادفة إلى إيجاد حل للصراع السوري الذي تسبب على مدى ثلاث سنوات بمقتل أكثر من 120 ألف نسمة وتهجير الملايين. ووفقاً لمصادر مقربة من منظمي الحدث، سيحضر المؤتمر في جنيف ما لا يقل عن 32 بلداً. وإضافة إلى البلدان الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا والصين)، سيشارك أيضاً مبعوثون من إيران والسعودية في المؤتمر من طرفين متعارضين. فإحداهما تدعم نظام بشار الأسد، والأخرى تدعم المجموعات المعارضة وتمولها. سيتألف كل وفد من تسعة أعضاء، وسوف يتعين على كل من المعارضة والنظام تقديم لوائحهما. تنتهي المهلة للمشاركة في 27 ديسمبر، وإنما قد يحصل بعض التمديد للسماح لأكبر عدد من البلدان بالمشاركة. وخلال زيارة إلى طهران، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أهمية مؤتمر السلام قائلاً أنه "ينبغي على جميع البلدان المسؤولة أن تبذل جهداً لإحراز نتيجة إيجابية". أضاف: "إن معارضيه يظهرون عدم التزام بتحقيق مطالب الأسرة الدولية". يشكل التحضير لمؤتمر جنيف 2 وإعادة التأهيل الجزئية لإيران التي يرأسها حسن روحاني ضغطاً على تماسك دول الخليج. ففي 10 ديسمبر، التأم مجلس التعاون الخليجي الذي يضم ستة بلدان في الكويت من دون الممثلين عن عُمان والإمارات العربية المتحدة والسعودية بسبب الخلاف حول الاتحاد المستقبلي للملكيات الذي تريده السعودية، لا بل أيضاً بسبب المواقف المتباينة تجاه العدو التاريخي إيران. ودعا المجتمعون إلى انسحاب جميع "القوات الأجنبية من سوريا" بالإشارة إلى مقاتلي حزب الله الشيعي اللبناني والمستشارين العسكريين الإيرانيين الذين يدعمون الجيش الموالي للرئيس بشار الأسد. كما أدان القادة الإبادة المستمرة المرتكبة من قبل نظام بشار الأسد بحق الشعب السوري.
أمريكا وبريطانيا تتوقفان عن مساعدة الثوار بالأسلحة
من هنا 
من هنا 
من هنا 
الجمعة 13 ديسمبر 2013 - 16:03
