القدّيس رومانُس المرنِّم (؟ - حوالى 560)، مؤلِّف أناشيد نشيد عن النبيّ إيليّا "إِنَّ إِيلِيَّا قد أَتى، فلَم يَعرِفوه، بَل صَنَعوا بِه كُلَّ ما أَرادوا. وكذلك ابنُ الإِنسانِ سَيُعاني مِنهُمُ الآلام"
أمام فساد البشر، صلّى إيليّا ليكون العقاب أشدّ قساوة. عندما رأى الله الرحيم ذلك، أجابه قائلاً: "أنا أعلم كم هي عظيمة غيرتك للخير (راجع 1مل19: 14)، أعرف إرادتك الطيّبة، لكنني أشفق على الخطأة حين يُعاقَبون بشدّة. أنت تغضب لأنَك إنسان بارّ، ألا تستطيع التراجع؟ فأنا لا أريد "أَن يَهلِكَ واحِدٌ من هَؤلاءِ" (مت 18: 14)، لأنّني صديق البشر الوحيد".
عندئذٍ، وعندما رأى الرّب مزاج النبيّ المفاجئ تجاه البشر، قَلِقَ على جِنسِهم. فأبعَدَ إيليّا عن الأرض الّتي كانوا يسكنونها، قائلاً: "ابتعِد عن موطن البشر، فأنا، برحمتي، سأنزل إلى الإنسان من خلال تجسّدي. فاترُك الأرض واصعَدْ، لأنّك لا تستطيع أن تتحمّل أخطاء البشر. بينما أنا الّذي من السماء، سأعيش بين الخطأة وسأخلّصهم من خطاياهم، أنا، صديق البشر الوحيد.
"إن كنتَ لا تستطيع أن تسكن مع البشر المُذنبين، فتعالَ إلى هنا، أُسكُن ديار أحبّائي، حيث لا خطيئة. فأنا هو مَن سينزل، لأنّي أستطيع أن أحمل فوق كتفيّ نعجتي الضالّة، وأُرجِعها (لو15: 5)، وأهتف للمُتعَبين: أسرعوا جميعكم، أيّها الخطأة، "تَعالَوا إِليَّ جَميعاً أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم." (مت11: 28). لأنّني ما جئتُ لأعاقِب الّذين خلقتُهم، بل لأنتزع الخطأة من الضلال، أنا، صديق البشر الوحيد".
وهكذا، عندما رُفِعَ إيليّا إلى السماوات (2مل2: 11)، ظهر وقتئذٍ كصورة عن المستقبل. هذا التِّشبيّ (1مل17: 1) رفعته مركبة من نار؛ والرّب يسوع المسيح قد رُفِعَ وسط الغمام والقوّات (أع1: 9). الأوّل ترك رداءه يقع من أعلى السماء لأليشاع (2مل2: 13)؛ وأرسل الرّب يسوع إلى رسله الروح القدس، المؤيّد، الّذي نلناه نحن المعمَّدين جميعًا، وبه تَقَدّسنا، كما يُعَلِّمنا صديق البشر الوحيد.
***************************************
السبت 14 كانون الأوّل/ديسمبر 2013
تذكار القدّيس يوحنّا الصليب، الكاهن ومعلّم الكنيسة
تذكار القدّيس يوحنّا الصليب، الكاهن ومعلّم الكنيسة
ولِد في فونتيفِِرُس في اسبانيا نحو عام 1542. وبعد أن قضى مدة في رهبنة الكرمل، شرع عام 1568 في اصلاح الرهبنة والعودة بها الى نقاوة قوانينها الأصلية. وقد أيدته في ذلك القديسة تريزيا الكبيرة من أفيلا. فجاهد وتحمل المشاق
الكبيرة في سبيل ذلك، وكتب مؤلفاته الروحية الشهيرة. توفي عام 1590 في عُبَيْدا وقد اشتهر بحكمته وقداسته.
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/تذكار القدّيس يوحنّا الصليب، الكاهن ومعلّم الكنيسة/السبت 14 كانون الأوّل/ديسمبر 2013