الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني السرياني/أحد البيان ليوسف/ اليوم الأوّل من تساعيّة الميلاد/الأحد 15 كانون الأوّل/ديسمبر 2013
كاتب الموضوع
رسالة
siryany عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8408مزاجي : تاريخ التسجيل : 13/09/2012الابراج :
موضوع: الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني السرياني/أحد البيان ليوسف/ اليوم الأوّل من تساعيّة الميلاد/الأحد 15 كانون الأوّل/ديسمبر 2013 السبت 14 ديسمبر 2013 - 20:05
الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)
الأحد 15 كانون الأوّل/ديسمبر 2013
أحد البيان ليوسف
في الكنيسة المارونيّة اليوم : اليوم الأوّل من تساعيّة الميلاد
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
تعليق على الإنجيل:
القدّيس ألريد دو ريلفو (1110 - 1167)، راهب سِستِرسيانيّ
عظة عن البشارة
«يُسمُّونَه عِمَّانوئيل»
«عِمَّانوئيل أَيِ "اللهُ معَنا"». نعم، الله معنا! حتّى ذلك الوقت، كان "الله فوقنا" أو "الله أمامنا"، لكنّه أصبح اليوم «عِمَّانوئيل». إنّه اليوم الله معنا بطبيعتنا البشريّة، معنا بنعمته؛ معنا في ضعفنا، ومعنا بطيبته؛ معنا في بؤسنا، ومعنا برحمته؛ معنا بحبّه، ومعنا من خلال الرباط العائلي؛ معنا بالحنان ومعنا بالتعاطف.
الله معنا! أنتم يا أبناء آدم، لم تتمكّنوا من الصعود إلى السماء لتكونوا مع الله (تث30: 12)؛ لكنّ الله انحدر من السماء ليصير عِمَّانوئيل، أي الله معنا. جاء إلينا ليصير عِمَّانوئيل، أي الله معنا، ونحن نهمل المجيء إليه لنكون معه! "يا بَني البَشَر، حَتَّامَ يَكونُ مَجْدي عارًا وحَتَّامَ الباطلَ تُحِبُّونَ والكَذِبَ تَبتَغون؟" (مز4: 3). ها هي ساعة الحقيقة: "حَتَّامَ الباطلَ تُحِبُّونَ والكَذِبَ تَبتَغون؟". ها هي الكلمة الحقيقيّة غير المتغيّرة: "حَتَّامَ الكَذِبَ تَبتَغون؟". هوذا اللهُ معَنا.
كيف يمكن لله أن يكون معي أكثر من ذلك؟ أنا الصغير والضعيف والعريان والفقير... لقد شابهني بكلّ شيء وأخذ منّي كلّ ما هو لي ووهبني كلّ ما هو له. كنتُ أرقد ميتًا، بدون صوتٍ وبدون حواس؛ حتّى النور في عينيّ لم يعد معي... اليوم، نزل هذا الرجل العظيم، هذا "النَّبِيُّ المُقتَدِرُ على العَمَلِ والقولِ عِندَ اللهِ والشَّعبِ كُلِّه" (لو24: 19). لقد "جَعَلَ فَمَه على فَمِي وعَينَيه على عَينَيَّ وكفَّيه على كَفَّيَّ" (2مل4: 34)، وصار "عِمَّانوئيل"، أي "اللهُ معَنا"!
***************************
أحد البيان ليوسف
مقدِّمة القراءات
هذا الأحد يعود بنا إلى سرّ العذراء، الحامل بابن الله المتأنّس فيها، بقوّة من روح الله القدّوس. لقد بيّن الله هذا السرّ ليوسف خطّيبها، وحمّله مسؤوليّة تبنّي طفلها، ليتحقّق وعد الله في نبوءة آشعيا عن العذراء الوالدة، وفي نبوءة ناتان عن المسيح الآتي من سلالة الملك داود.
1 - الرسالة (اف 3/1-13): يركّز الرسول في كلامه على أمرين: الأوّل هو اعتلان سرّ تدبير نعمة الله في يسوع المسيح، له، كما أُعلِنَ للرسل والأنبياء؛ والثاني هو دور بولس الشخصيّ في التبشير بهذا السرّ وإعلانه بين الأمم. والسرّ هو قصد الله الأزليّ، وتصميمه الخلاصيّ للبشر أجمعين، وقد كان خفيًّا في قلب الله منذ الدهور، حتّى ظهر في شخص يسوع المسيح. وجوهر هذا السرّ إنّما هو دعوة الشعوب الوثنيّة جميعها إلى الخلاص، بالمصالحة مع شعب التوراة، والاتّحاد في جسد سريّ واحد هو الكنيسة. وتقليدنا الليتورجيّ يطبّق كلام الرسول بولس على يوسف البارّ، خطّيب مريم العذراء، الذي بيّن له الله سرّ حبل مريم العذراء، من الروح القدس، وأعطاه دورًا شخصيًّا مميّزًا في تبنّي الطفل المولود منها، وفهمًا فريدًا لسرّه الخلاصيّ، كما ورد في الإنجيل.
أمّا قراءات الأسبوع فقد تمّ انتقاؤها من الرسالة إلى أهل روما (10-12)، إكمالاً لقراءات الأسبوع السابق. فبعد لوح سلبيّ، يصف شقاء إسرائيل رافضًا مسيحه، يطالعنا لوح إيجابيّ، يصف خلاصه تائبًا مؤمنًا. إنّ أمانة الله ستنتصر على خيانة الشعب، في ثلاثة مشاهد واضحة: الأوّل هو أنّ الله لم يرفض شعبه؛ والثاني أنّ الشعب لم يعثُر ليسقط إلى الأبد؛ والثالث يكشف سرًّا مستقبليًّا ينبئ بخلاص جميع إسرائيل. ثمّ ينتقل الرسول إلى الإرشاد والتحريض والتمنّي والدعاء لجماعة المؤمنين، التي صارت جسد المسيح السرّي، وحلّت فيها محلَّ الهيكل العبادةُ الروحيّة الحقيقيّة الجديدة.
2 - الإنجيل (متى 1/18-25): هذا البيان ليوسف في متّى يكمّل البشارة للعذراء في لوقا. كانت مريم المخطوبة ليوسف لا تزال في بيتها الوالديّ، حين بشّرها الملاك بالمولود الإلهيّ. وذهبت مسرعة تزور نسيبتها إليصابات، ومكثت عندها نحو ثلاثة أشهر، ثمّ عادت إلى الناصرة، وقد بان حَمْلُها البتوليّ، ويوسف لا يعلم بسرّها. فلم يشأ أن يظنّ فيها سوءًا، ولا أن يشكوها، وحال أيضًا برُّه دون اتّخاذها إلى بيته زوجة، واتّخاذ ابنها ابنًا، فلم يبقَ له حلّ آخر سوى الطلاق، وأراده طلاقًا في السرّ دون ضجّة وتشهير، مع أنّ الشريعة تقضي أن يتمّ بكتاب رسميّ. ولكن ما إِنْ فكّر في هذا حتّى سارع الله فبيّن له السرّ مُثبتًا له بتولية مريم، وراغبًا إليه أن يكون أبا يسوع الشرعيّ، ويعطيه اسمًا، فينتسب يسوع هكذا بواسطته إلى الملك داود، لأنّ يوسف كان من بيت داود وعشيرته. وفي هذا كلّه يتّفق الإنجيليّان متى ولوقا.
أمّا قراءات الأسبوع فقد تمّ انتقاؤها من يو 7، حيث يتفرّد الإنجيليّ بالكلام على جدال دار حول يسوع وتعليمه وهويّته ونسله، من بيت داود، من بيت لحم، ومن الجليل. وفي هذا كلّه إكمال لإنجيل الأحد.
وهكذا يُطلّ بنا أحد البيان ليوسف على سرّ عمّانوئيل، الله معنا، المتجسّد من العذراء، في تاريخنا البشريّ.
من كتاب الإنجيل الطقسيّ (بكركي-2005)
****************************
الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني السرياني/أحد البيان ليوسف/ اليوم الأوّل من تساعيّة الميلاد/الأحد 15 كانون الأوّل/ديسمبر 2013