الأيام الاخيرة من حكم عبد الكريم قاسم في الوثائـــق البريطانية

الأيام الاخيرة من حكم عبد الكريم قاسم في الوثائـــق البريطانية

تاريخ النشر 16/12/2013 05:33 PM

الجيران - وكالات:

عن بيت الحكمة في بغداد صدر حديثا وبطبعته الاولى لهذا العام كتاب ( الايام الاخيرة من حكم عبد الكريم قاسم في الوثائق البريطانية 28كانون الثاني – 15 اذار 1963) تأليف العميد المتقاعد خليل ابراهيم الزوبعي واعداد الدكتور نوري عبد الحميد العاني ويقع في (112) صفحة من القطع المتوسط وتصدر غلاف الكتاب صورة فوتوغرافية تاريخية للفريق الركن الراحل عبد الكريم قاسم.

يتضمن هذا الكتاب معلومات مثيرة وحقائق في غاية الاهمية استمدت من وثائق دائرة السجلات العامة.
وكان الراحل العميد المتقاعد خليل ابراهيم حسين الزوبعي قد صور هذه الوثائق من دائرة السجلات العامة في لندن وترجمها الى اللغة العربية وعلق عليها وفند بعض الاراء الواردة فيها.

ان الوثائق الحاضرة في متن الكتاب كشفت لنا اسرارا خطيرة وخفايا كثيرة تضمنت مراسلات السفارات البريطانية في كل من بغداد وعمان وبيروت وواشنطن وموسكو والبعثة البريطانية في حلف (الناتو) باريس مع وزارة الخارجية البريطانية للمدة من 28 كانون الثاني ولغاية 5 اذار 1963وهي تسع عشرة وثيقة فقط، وقد تطرق الدكتور عبد الحميد العاني في مقدمة الكتاب الى ان هذه الوثائق كانت كل ما كان يسمح بالاطلاع عليه من الارشيف البريطاني انذاك ومن المؤكد وجود وثائق اخرى اذ وردت ارقام بعضها في هذه الوثائق ولم تصور لانها حجبت عن الباحثين او لانها نقلت الى دوائر اخرى.

كشفت هذه الوثائق لدى ترجمتها واظهارها في الوقت الحاضر الشديدة على الفريق الركن الراحل عبد الكريم قاسم ونظام حكمه واشارات واضحة الى مساعي كل من بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية لازاحته من السلطة ودعمها لمعارضيه وتعطي نموذجا لاساليب تدخل الدول العظمى في شؤون الدول الاخرى وخاصة تلك التي لانما شيء سياستها واهدافها والامر الذي يزيد من اهمية هذه الوثائق هو ان الراحل المترجم لهذه الوثائق خليل ابراهيم الزوبعي وقد وضع لها مقدمة وعلق عليها وحلل فيها من معلومات ويستشف من تلك الاراء ميله الواضح لعبد الناصر وللوحدة العربية مع تردده في الكشف الكثير عن المكنون والخزين لديه من المعلومات بسبب الظروف السائدة في العهد السابق للعراق قبل الاحتلال الاميركي الذي لم يكن يسمح بنشر ما يتعارض مع سياسته او اهدافه كذلك ان لهذه الوثائق فائدة كبيرة للباحثين والمهتمين بالتاريخ والمعنيين بشؤون العراق السياسيين خاصة وان الراحل خليل الزوبعي كان سابقا رجل دولة عمل في الاستخبارات العسكرية العامة للجيش العراقي السابق ووزيرا سابقا مما هيأ له فرصة الاطلاع وامتلاك العديد من الوثائق فضلا عن انه عاصر تلك الاحداث وتفاعل معها.

ان القارئ لهذه الوثائق لابد ان يتساءل ان قادة انقلاب 1963 قد جاؤوا على قطار اميركي فلماذا اجبر قادة انقلاب 1968 على المغادرة على القطار نفسه سنة 2003؟ وهما من ايدولوجية واحدة وهذا مستكشف عند ظهور الوثائق في المستقبل ولايخفى على القارئ اللبيب القيمة التاريخية الاكاديمية لهذه الوثائق البريطانية الخطيرة عن الايام الاخيرة للراحل المرحوم عبد الكريم قاسم.