الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 10384تاريخ التسجيل : 07/10/2009
موضوع: كينيا جوهرة الباحثين عن المغامرة الجمعة 20 ديسمبر 2013 - 23:22
كينيا جوهرة الباحثين عن المغامرة
السياح يستمتعون بالإرث التاريخي لكينيا، حيث ترك البرتغاليون الغزاة والتجار الهنود، والمستعمرون البريطانيون بصماتهم وآثارهم في ثقافة الشعب الكيني وحياته.
العرب [نُشر في 15/12/2013، العدد: 9410، ص(17)]
السياحة في حاضنة أسرار أفريقيا
نيروبي ـ كينيا جوهرة القارة السمراء تحتلّ مكانة في عالم السياحة، وتغدو وجهة مفضّلة لدى الباحثين عن المغامرة واكتشاف المجهول، كما عشّاق الطبيعة ومخلوقاتها. وتقع كينيا ذات المناظر الطبيعية الساحرة في قلب القارة السمراء، و تضم غابات استوائية ومروجا وشواطئ وسهوب سافانا وجبالا وبحيرات وأودية، تجري وسطها حيوانات برية من أسود وفهود وفيلة وقردة وزرافات أغرت الكثير من السياح الأجانب. وينتمي مناخ كينيا للطراز الاستوائي، إلا أن الأحوال المناخية تتوقف على درجة العرض أو الارتفاع ، فالمناطق الساحلية والسهول المجاورة لها مرتفعة الحرارة عالية الرطوبة، أما المناطق الجبلية فتنخفض حرارتها وتزداد أمطارها، ويقل المطر في أقصى الشمال، وتتحول المنطقة إلى طراز شبه صحراوي، ويعيش معظم سكان كينيا في النطاق المرتفع، أو بالقرب من السواحل، ونتيجة لتنوع المناخ يتنوع النبات الطبيعي بين الصحراوي والغابي الاستوائي. ويعشق السياح جوهرة أفريقيا حيث يستمتعون بالرحلات من خلال مناظر الشواطئ الرملية البيضاء النقية وأشجار المنجروف والحواجز والشعاب المرجانية والأسماك الملونة، وذاع صيتها في عالم رحلات البراري ومغامرات السفاري بين غاباتها وسهوب السافانا الشاسعة، وقضاء أيام من المتعة بين الأشجار الكثيفة وسفوح الجبال وعلى شواطئ المحيط الهندي، وترجع ذاكرتهم من هذه الرحلة مليئة بمغامرات الحياة البرية. ويتمتع السياح أيضا بالإرث التاريخي لكينيا، حيث ترك الغزاة البرتغاليون والتجار الهنود، والمستعمرون البريطانيون بصماتهم وآثارهم في ثقافة الشعب الكيني وحياته من حيث التصميم العمراني والطعام والأزياء. ويرى البعض، كما تؤكد أقدم سجلات الطبيعيات القديمة للتاريخ البشري التي تم العثور عليها ووجدت في كينيا، أن هذا البلد الإفريقي كان مهد البشرية وذلك طبقاً لما قاله جون ميلتون في كتابه «الفردوس المفقود»، حيث أن الميناء ومركز الحياة البحري «ماليندي» كان موجودا ونابضا بالحركة منذ حوالي عام 4026 قبل الميلاد.
مدينة الماء البار
العاصمة الكينية نيروبي هي بوابة الدخول إلى العالم الساحر والمثير للقارة السمراء، وتعني نيروبي بلغة الماساي الإفريقية «مكان الماء البار»، وهي أهم المدن وأكبرها، وتعتبر مركز التجارة والمال والأعمال، كما أنها المدينة الوحيدة في أفريقيا التي تجاور حديقة ضخمة للحيوانات تمتد على مساحات شاسعة وتبعد عنها ثمانية كيلومترات، وهي «حديقة نيروبي الوطنية» والتي تعد في الوقت ذاته أكبر محمية برية تجتذب أعدادا كبيرة من السياح سنويا. وفي أقل من قرن شهدت العاصمة الكينية تحولا جذريا من منطقة مستنقعات إلى مدينة تعج بأنماط الحضارة، ومن قرية ريفية صغيرة يقطنها عمال السكة الحديد عام 1899 إلى مدينة كبيرة أصبحت عام 1907 عاصمة لأفريقيا البريطانية. واليوم تُعد نيروبي واحدة من أهم وأكبر مدن أفريقيا والعاصمة المحببة داخل القارة. وتزخر بطاقات هائلة وألوان عديدة لا تهدأ ولا تنام، كما أن التمازج الفريد الذي يجمع بين عناصر الجنس والقبلية والأصل يكوّن مظاهر شخصية نيروبي المتفردة. يتميز وسط المدينة بالصغر وسهولة الوصول إليه، أما أكثر الأشياء التي تعلق بالذهن فهو منظر أساطيل سيارات الأجرة وهي تجوب الشوارع، وعلى الرغم من عدم تقيدها بأسعار محددة إلا أنها في متناول الجميع إن أردت ارتيادها. ترتبط نيروبي ارتباطا قويا بماضيها العريق، فهي تضم متحفا تاريخيا يقع داخل منزل الروائي «كارين بلكسن» صاحب قصة «بعيدا عن أفريقيا»، إلى جانب حديقة نيروبي القديمة التي تحتل مساحة 113 كيلومترا مربعا حيث المسطحات المائية الخضراء الزاهية والمنحدرات والغابات التي تجري فيها حمير الوحش والثيتل الأفريقي والغزلان وأفراس النهر والشيتا والأسود، أما هواة الرحلات السياحية فإن نيروبي تهبهم مناظر طبيعية رائعة كمنظر «الشلالات الأربعة عشرة» ومياه نهر تانا.
البلاد الأفريقية تسحرك طبيعتها وتأخذك إلى هدوء نفسي تتأمل فيه الحياة البرية بعيدا عن الصخب والضوضاء والزحام، و " كينيا" تجمع بين عدة تنوعات من جبال وغابات وشواطئ، وبحيرات المياه العذبة والشعب المرجانية، وعاصمتها تجمع بين الكثير من الثقافات والمعالم التاريخية
ويشمخ جبل كيليمنجارو فوق منتزه أمبوسيلي الوطني بينما تجوب الأفيال والفهود والزرافات السهول الساطعة ففي جنوب نيروبي على الحدود مع تنزانيا يوجد واحد من أكثر المنتزهات شعبية في كينيا حي الطرائد تتحرك بحرية في أراضي السافانا المكشوفة وستسعد بزيارتها لمشاهدة الحيوانات الطليقة .
مدينة ممباسا
تعتبر ممباسا ثاني أكبر مدن كينيا وميناءها الرئيسي والكبير وتقع على خط الاستواء، وتحتوي على مدينة قديمة تتكون من حارات متشابكة ومساجد ومنازل قديمة ضيقة تنحدر تدريجيا إلى المرفأ أما المدينة الجديدة فشوارعها واسعة ومريحة وجوها لطيف معتدل. ومن أهم منتجاتها التحف الفنية المصنوعة من عاج أنياب الفيلة، والمشغولات اليدوية، ويعد عاج الفيلة رمزا لهذه المدينة، ففي أحد أهم شوارعها يوجد نصب كبير على شكل أنياب فيل متقاطعة، كما تتميز بأسواقها وشوارعها ومبانيها العصرية وشعابها المرجانية وشواطئها الساحرة المطلة على المحيط الهندي الدافئ تزينها أشجار النخيل وتحميها سلسة صخور مرجانية كأنها جنة في الأرض. وبعيدا عن الشاطئ يوجد عالم المغامرات، إذ يعدّ ساحل كينيا على المحيط الهندي من أفضل الأماكن في العالم للصيد والغطس تحت الماء وفيه أجمل النباتات المرجانية ذات الألوان البديعة وتحفها أفواج من الأسماك مختلفة الأشكال والألوان ويمكن أن يراها الغطاسون والسباحون على حدّ السواء.
حياة برية
مما يميز كينيا ويجعل منها وجهة سياحية جاذبة هو توفر الغابات الاستوائية فيها بمساحات شاسعة، فتتميز بتنوع نباتي وحيواني واسع مما يقتضي توفير رحلات السفاري بأشكالها المتنوعة التي توفر للزوار والسياح فرصا كبيرة وذهبية لقضاء أجمل الأوقات وأكثرها إثارة وسط الغابات بأشجارها المختلفة ومشاهدة الأسود والفهود والفيلة، والحمار الوحشي، والقردة والزرافات وغيرها من الحيوانات، إضافة إلى التمتع بالمناظر الخلابة من سفوح جبال وأودية وجداول وينابيع وشلالات وبحيرات ومروج خضراء. وأهم مناطق رحلات السفاري في كينيا، محمية ماساي مارا للحياة البرية والتي تمتد على مساحة 1672 كيلومتراً مربعاً جنوب غرب كينيا على مقربة من الحدود مع تنزانيا ونيروبي التي تتصل ضواحيها بحديقة نيروبي الوطنية الشاسعة، ومحمية بحيرة نيفاشا شمال غرب العاصمة نيروبي. وتعتبر من أفضل الأماكن لحماية الطرائد وتوجد بجوار سيرينغيتي وتشكلان معا مساحة واسعة من السهول العشبية الواسعة تتنوع فيها الطيور والحيوانات لدرجة لا يمكن تخيلها إلا إذا رأيتها . ومن أفضل ما يقوم به السائح في كينيا رحلة في منطاد الهواء الساخن لاستكشاف جمال الماساي مارا ومشاهدة موطن الحيوانات البرية.