تزامنا مع فعاليات الاحتفاء الواسعة والمشرفة من قبل العراقيين وابناء امتنا العربية المجيدة وأحرار العالم بالذكرى السابعة لاغتيال القائد الخالد شهيد الحج الاكبر صدام حسين رحمه الله نطرح هذه الرؤية التحليلية الاستنتاجية لان المقاومة العراقية المسلحة وكل تعضيداتها المدنية المختلفة هي أحدى المائر البطولية التي ارتبطت بأسم سيد شهداء العصر استحضارا استباقيا وقيادة وممارسة ولان الغزاة المجرمين قد حاولوا مقايضة حياته مقابل اعلان تخليه عنها ففضل الشهادة على المساومة على البندقية المقاتلة ورجالها الاوفياء من رفاق الوطن والعقيدة . لذلك فان الثبات على خيار المقاومة المسلحة والمدنية هو مظهر من مظاهر الوفاء للشهيد وهي في ذات الوقت انتصار على مؤامرة قذرة نرى انها حيكت ضد المقاومة في لعبة الانسحاب الامريكي من العراق.
من غير الجائز ان تتسطح النظرة الى موضوعي قرار اميركا لغزو العراق والحشد الدولي الذي جرته معها لتحصل على قدر من الشرعية لفعل اجرامي بشع وقرار الجلاء من العراق تحت لافتة منحه السيادة الكاملة وحق ممارسة الحياة الديمقراطية التي انتجتها القوات الغازية – المنسحبه. ونحن نرى ان كلا القرارين لم يدرسا دراسة علمية وموضوعية وافية لاسباب كثيرة من اهمها على الاطلاق غياب المعلومات الحقيقية التي تقف وراء القرارين الامريكيين وبقاء الطافح المعلن اعلاميا من قبل الادارة الامريكية وهو كاذب وملفق وثبت زيفه على ارض الواقع فاضطرت هي وغيرها لتعريته .
قرار الغزو نوقش على انه قد حصل لتدمير اسلحة دمار شامل ثبت عدم وجودها بعد سلسلة من المسرحيات والافلام والتمثيليات الميلودرامية التي تظاهر الامريكان القيام بها في مشاهد البحث عن تلك الاسلحة التي كان العراق يمتلك بعضها لكنه دمر بالكامل قبل الغزو وبدراية امريكية واحاطة شامله بعمليات التدمير.
وقرار الانسحاب او الجلاء نوقش على انه محصلة حاصل لتحقق الاهداف الامريكية التي رسمت للغزو والاحتلال . وظل معظم المحللين والدارسين يحومون حول هذا الاعلان الامريكي المتهافت يقتربون منه كثيرا ثم تحصل درجات مختلفة من النأى عنه دون ان ترمي عليه يمين الطلاق.
وظل منطق خطابنا نحن احرار العراق واقع تحت تهم شتى تنتجها المؤسسات الاعلامية والمخابراتية المعادية تارة ومؤسسات المنتج الاحتلالي في العراق ودول الجوار تارة اخرى فلم ياخذ كامل مديات الاستحقاق التي تقف على مصداقية مطلقة وثبات على يقين من خسر الكثير ولم يعد امامه الا الايمان بالله وبحقوق الوطن فظل يتعلق باية قشة تديم زخم مقاومته المستميتة دفاعا عن الارض والعرض ويرى الافق ينفتح امامه تدريجيا ولو ببطئ شديد . لم يحسب لخطابنا ذاك الحساب الذي يعادل صدقه وشفافيته لانه محاصر ضمن اطار الحصار الاعلامي على حقائق حصول الغزو وحقائق حصول الجلاء من الشارع الى القواعد المحصنه .
ان انسحاب القوات الغازية من العراق سواءا بصيغته المعلنة على انها جلاء للقوة المقاتلة من العراق والذي استخدم دعائيا واعلاميا لاعطاء انطباعات غير واقعية عن اعادة السيادة للعراقيين أو بصيغته الحقيقية التي هي الهرب من الشارع العراق الى معسكرات وقواعد معروفة ومنتشرة في كل ارجاء العراق يهدف الى :
1- الايحاء بانتهاء العمليات العسكرية كدلالة لانتصار اميركا عسكريا .
2- تحويل الانظار والتركيز على العملية السياسية المخابراتية التي هي الوجه المدني للاحتلال والتعاطي معها على انها الصورة المستقرة لحال العراق المطلوب لما بعد الغزو.
3- توكيل ايران لادارة الشارع بدل القوات الامريكية كثمن لتوطينها في العراق دينيا وطائفيا وسياسيا واجتماعيا تحت لوحة التجانس المذهبي .
4- تاجيج الصراعات الطائفية من خلال توكيل ايران بصيغة دولة تحتل العراق مذهبيا بهذف ابقاء العراق يئن تحت رحمة المنتج الاحتلالي وتتحقق اهم اهداف الغزو في انهاء عروبة العراق وتمزيق وحدته الوطنية والهيمنة الكاملة على ثرواته دون ان تخسر اميركا شيئا وهذا ما يريده الامريكان: نتائج اقتصادية وسياسية من غير ثمن يدفعونه.
5- توكيل ايران ومنهجها القومي الفارسي الصفوي التمددي لتكون الذراع المتمم للدور الصهيوني الذي لعبته ومازالت تلعبه الدولة العبرية.
6- تشتيت جهد وتشكيلات المقاومة العراقية المسلحة التي وجدت اغلب فصائلها نفسها امام حالة مربكة حيث تواجه جيشا فيه عراقيون وشرطة فيها عراقيون والتصادم الواسع معهم يعني اعلان الحرب الاهلية وليس كما هي حالة التصادم المشروع بالمطلق مع القوات الغازية.
اذن : اميركا بانسحابها ارادت ان تقول ان الحرب والعمليات العسكرية قد حسمت وانتهت مسوغاتها لتحرج المقاومين العراقيين وتضييق مسارات فعلهم . ارادت ان تقول ان خيار الحل العسكري قد صار خارج الزمن وان العملية السياسية هي اطار الخيارات العراقية الوحيدة !!
وهكذا تكون اميركا قد حققت اهدافها فعلا وميدانيا اذا اسقط المقاومون سلاحهم واتجهوا الى الجدل في جدوى المقاومة المسلحة من عدمها والجدل في متاهات تحويل المقاومة الى وجهة نظر وليس واجبا شرعيا ووطنيا .
ان الانسحاب الامريكي أخطر في ما نراه على العراق كوطن وعلى شعبه كأنسان في بعض ما نراه من الغزو والاحتلال نفسه . انه مؤامرة قذرة على المقاومة العراقية الباسلة وتكريس لمنتجات الاحتلال كأمر واقع وعلى أحرار العراق ان يجدوا سبلهم في ابقاء الموازنة الموضوعية قائمة وفعالة بين خيار السلاح وخيار الفعاليات المدنية للمقاومة عبر التظاهرات والاعتصامات والعصيان المدني وفرز الاهداف لالتقاط الفرس والمليشيات الطائفية وقوات الدمج القذرة كاهداف لا تقل شرا عن قوات المارينز لكي تسقط كذبة الانسحاب ونؤكد اننا نعرف عدونا جيدا في لباسيه العسكري والمدني .