أوريجينُس (نحو 185 - 253)، كاهن ولاهوتيّ تعليق على نشيد الأناشيد، الجزء الثالث "الله الغائب الحاضرٌ والحاضر الغائب"
"صَوتُ حَبيبي. هُوَذا مقبِل وهو يَطفِرُ على الجبالِ ويَقفِزُ على التِّلال" (نش2: 8). في البدء، لم يُعطِ الرّب يسوع المسيح كنيسته أن تعرفه إلاّ عبر صوته. لقد بدأ بإطلاق صوته عبرَ الأنبياء؛ فمن دون أن يظهر، أسمعَهم صوته فقط. حملَت الرسائل التي بشّروا فيها صوته هو، والكنيسة العروس تلك الّتي جمعها منذ بدايات العالم ما كانت تسمع في تلك الفترة إلاّ صوته. ولكن ذات يوم، رأته بأمّ عينيها وقالت: " هُوَذا مقبِل وهو يَطفِرُ على الجبالِ ويَقفِزُ على التِّلال"... فكلّ نفس تغمرها محبّةُ كلمةِ الله تكون سعيدة ومرتاحة حين تشعر بحضور العريس بالرّغم من كونها تواجه الكلام الصعب للشريعة وللأنبياء. فكلّما اقترب من أفكارها لينيرها بإيمانه، تراه يطفر على الجبال ويقفز على التلال... فيصبح بإمكانها أن تقول: "هوذا مقبل!"... لقد وعدَ العريسُ عروستَه، أي تلاميذه: " هاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم" (مت 28: 20). ولكن ذلك لم يمنعه من أن يقول لهم أيضًا إنّه ذاهبٌ " لِيَحصُلَ على المُلْكِ" (لو19: 12)؛ فانطلقَت صرخة في منتصف الليل: " هُوذا العَريس!" (مت 25: 6). فتارةً يكون العريس حاضرًا ليعلّم، وطورًا يغيبُ فنرغب فيه... هكذا، حين تحاول النفس أن تفهم وتعجز عن ذلك، يكون كلمة الله غائبًا بالنسبة إليها. لكن حين تجد ما تبحث عنه، يصبح حاضرًا من دون أدنى شكّ ليضيئها بنوره... إذًا، إن أردنا نحن أيضًا أن نرى كلمة الله، عريس النفس "يَقفِزُ على التِّلال"، فلنسمع صوته أوّلاً وسنتمكّن من رؤيته.
**************
السبت 21 كانون الأوّل/ديسمبر 2013
تذكار إختياريّ للقدّيس بطرس كنيسيوس، الكاهن ومعلّم الكنيسة
تذكار إختياريّ للقدّيس بطرس كنيسيوس، الكاهن ومعلّم الكنيسة
ولد في نيميج في هولندا عام 1521. درس في مدينة كولونيا في ألمانيا، ثم انضم الى الرهبنة اليسوعية. وبدأ الدراسة للكهنوت عام 1546. أرسِلَ الى ألمانيا، حيث عمل بالوعظ والكتابة في سبيل تأييد الايمان الكاثوليكي وحمايته. وضع مؤلفات كثيرة أشهرها الكتاب المسمى "بالتعليم المسيحي". توفي في مدينة فريبورغ في سويسرا عام 1597.
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/ تذكار إختياريّ للقدّيس بطرس كنيسيوس، الكاهن ومعلّم الكنيسة/السبت 21 كانون الأوّل/ديسمبر 2013