الكاتب والمحلل السياسي (بهجت الكردي) يشيد بجهود رجال الهيئة لتوحيد العراق وانهاء محنته 26 /09 /2013 م 04:21 مساء
حيا الكتاب والمحلل السياسي العراقي (بهجت سليمان الكردي)، المسؤولين في هيئة علماء المسلمين وعلى رأسهم الشيخ الدكتور حارث الضاري الامين العام للهيئة، واشاد بالجهود الطيبة التي يبذلونها في سبيل توحيد العراق ارضا وشعبا وإنهاء المحنة التي يعيشها منذ ابتلائه بالاحتلال الغاشم وحكوماته المتعاقبة.
واكد (الكردي) في حوار صحفي اجراه معه (جاسم الشمري) مراسل الهيئة نت في العاصمة الاردنية عمان، ان هيئة علماء المسلمين التي تُعد أمل احرار العراق تتحرك بحكمة ونضج سياسي كبيرين، كما ساهمت وما زالت تساهم وبطريقة متمكنة جداً في فضح المشروع الأمريكي ـ الصفوي الخبيث الرامي الى تقسيم العراق على أسس طائفية وعرقية مقيتة.
وأوضح انه بالرغم من امكانياتها المتواضعة فان الهيئة تقود اليوم حملة اعلامية كبيرة تدعو فيها جميع العراقيين الى توحيد كلمتهم وتكثيف جهودهم للخلاص من مخلفات الاحتلال السافر ودستوره الطائفي، ومما جلبته لهم العملية السياسية الحالية الفاشلة من مآس وويلات وكوارث، وإنهاء هذه المرحلة القاسية والعصيبة من تاريخ العراق والأمة والتي دفع ثمنها الشعب العراقي من دماء ابنائه.
ووصف (الكردي) المسؤولين في الحكومة الحالية بالعصابة الطائفية المنظمة التي تمارس عمليات القتل على الهوية والتصفيات، والابادة الجماعية، وثقافة الدريل، والتهجير القسري والسطو على المال العام، وتدمير هذا البلد صاحب القيم والحضارة والتراث الانساني العريق الذي قلّ نظيره بين الامم .. مشددا على ان العراق على مدى تاريخه الطويل لم يشهد مثل سلطة نوري المالكي التي من ابرز انجازاتها جعل العراق يتصدر قائمة الدول الفاشلة في جميع المجالات.
وخلص (هاني الكردي) في حواره الى القول ان الحل الحقيقي لجميع المشكلات والازمات التي يعيشها العراق منذ اكثر من عشر سنوات هو مشاركة جميع العراقيين في حوار صادق وصريح وعميق للوصول إلى رفض كل ما خلّفه الاحتلال المقيت، وكتابة دستور جديد جوهره غلق الطريق أمام ثقافة التخندق والمحاصصة الطائفية، وطرد كل العملاء الذين ينفذون مشروع الاحتلال الكارثي، ومحاسبتهم على الجرائم الوحشية التي اقترفوها ضد ابناء الشعب العراقي الابرياء.
وفي ما يأتي نص الحوار:
*الهيئة نت: بعد عشر سنوات من الاحتلال الغاشم، كيف تنظرون الى العراق الذي تركته امريكا وراءها؟ //الكردي: هنالك حقيقة ينبغي التأكيد عليها وهي ان أمريكا كقوة احتلال هيأت حتى قبل ما يسمى بالانسحاب من العراق مستلزمات تنفيذ مشروعها التدميري بالنيابة، فعمدت إلى تسليم كل ما فوق الأرض العراقية الى إيران التي اصبحت مليشياتها تتحكم في سياسة حكومة الاحتلال الخامسة وتسهم في إشاعة ثقافة القتل ونهب المال العام وسياسة الاستقطاب الطائفي ووضع الجميع في سايكولوجية التشكيك المتبادل. ان ما يسمى بالانسحاب الامريكي من العراق لا ينبغي التعامل معه إلا على أنه نوع مبطن من اعادة الانتشار، فقد أقامت امريكا في بغداد أكبر سفارة لها بالعالم لكي تبقي كل خيوط تدمير العراق بيدها من خلال مرتزقة وعملاء دربتهم بهدف تقليل حجم خسائر قواتها المحتلة، وهي بذلك تطبق النظرية الميكافيلية التي تذهب إلى أن ديمومة مشروع احتلال أي بلد تتوقف على قدرة المحتل في التدمير الشامل عبر دعم مجموعة ضد أخرى لتحقيق أهداف المحتل وهذا ما يحدث في العراق اليوم مع الأسف. لقد خلف الاحتلال السافر عراق تتقاذفه الكوارث في خضم صراع داخلي وفوضى عارمة وطائفية مقيتة وفساد مالي واداري كبير وتخلف عام في جميع المجالات في اقذر مشروع تدميري تشهده المنطقة، وليس غريبا ما توفره الادارة الامريكية من حماية تامة لمرتزقتها في حكومة الاحتلال الخامسة التي اصبح العراق في ظلها مهدد بالتقسيم.
*الهيئة نت: وسط هذا البحر من دماء العراقيين الأبرياء، برأيكم إلى أين يتجه العراق ، وهل تظن أن المشروع الأمريكي في العراق قد نجح أم لا؟ //الكردي: ما جرى ويجري في العراق لا تتحمله الجبال، وما يحدث اليوم من تدمير وقتل وسفك للدماء هو نتيجة مشروع الاحتلال الخبيث، وإذا لم يتدارك الشعب العراقي ما هو فيه وينحاز بقوة الى وحدته وقيمه الاصيلة, اقولها وبصريح العبارة ان المستقبل مظلم ونهاية كارثية ستحل بهذا البلد صاحب القيم والحضارة والتراث الانساني العريق الذي قلّ نظيره بين الامم، وبحكم التركيبة الجديدة ومصالح امراء الحرب والمنتفعين من الاحتلال الامريكي ـ الصفوي سينتهي العراق إلى التقسيم والاقاليم، لا سيما ان هناك ثمة اتفاق بين الفرس والأمريكان على ان ما فوق الارض لايران وما تحتها للأمريكان. وبشأن الشطر الثاني من السؤال اقول: لقد حرث المشروع الامريكي عميقا في الواقع العراقي لكنه لم ينته من الحقل كله، نحن في الساعات الاخيرة من هذا المشروع، ودعوتي لجميع العراقيين أن يتقوا الله فيما يحدث لهذا البلد الجريح ارضا وشعبا وتاريخا، لان العراق كما قالها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه " انه جمجمة العرب وكنز الرجال ومادة الانصار ورمح الله في الارض فاطمئنوا فان رمح الله لا ينكسر".
*الهيئة نت: هل تتوقعون ان تنجح المظاهرات التي تشهدها العديد من المحافظات العراقية في تحقيق أهدافها؟ //الكردي: ان سر نجاح الامم والشعوب هو التنظيم والإدارة، ونحن امة متحضرة وذات تاريخ وقيم ومبادئ، فالنصر حليفنا لا محالة اذا استمرت ونُظمت وأُعيدت الثقة بالنفس، فحتمية النجاح مؤكدة والعراقيون مدعوون اليوم إلى ثقافة المصارحة والتواصل بين جميع الاطياف لتحديد الاهداف والأوليات وكيفية الخروج من نفق الاحتلال المظلم، وهذه مهمة كل عراقي مخلص لوطنه وأمته كما، ينبغي التواصل مع اي بادرة وطنية تفتح طريقا إلى الخلاص، فكما استبشرنا خيرا بحراك المحافظات الست المنتفضة نزداد املا ونحن نشهد اليوم حراك ابناء الوسط والجنوب، فكل المؤشرات تؤكد ان الشعب العراقي كالعنقاء يولد مرة اخرى من رماده للخلاص من ترسبات وتراكمات الاحتلال البغيض ومن عملائه ومطاياه الذين يتصفون بالعمالة واللصوصية والقتل والكذب والفساد والنهب.
*الهيئة نت: برأيكم لماذا يصر المالكي على تجاهل مطالب المتظاهرين في المحافظات الست الثائرة، فيما حاول الاستجابة للمطالب المتعلقة بإلغاء رواتب النواب، والرئاسات الثلاث؟ //الكردي: ان شر البلية ما يضحك, ان المتظاهرين الذين شاركوا في انتفاضة الربيع العراقي في 25 شباط عام 2011 كانوا صادقين في هتافهم المعروف الذي وصفوا فيه نوري المالكي بالكذاب، لان هذا الكذاب وعد العراقيين بايجاد حلول لمشاكلهم خلال مائة يوم، لكن العراق ما زال يسير يوميا من سيء إلى اسوأ حتى, ان وعود المالكي بتنفيذ مطالب المتظاهرين بشأن الغاء رواتب النواب والرئاسات الثلاثة هي محاولة بائسة لامتصاص غضب المتظاهرين وإدامة مشروع فساده وجرائمه وعمالته من جانب، واستغفالهم بوصفهم مادة الانتخابات المقبلة من جانب اخر، على خلفية فشله في انتخابات ما تسمى مجالس المحافظان التي جرت مؤخرا، ولا بد من القول ان هموم الشعب العراقي في الوسط والجنوب اكبر من رواتب النواب والرئاسات فهي مقدمة لعاصفة قادمة ستكنس عملاء الاحتلال البغيض لا سيما بعد ان جرب الشعب العراقي كذب هؤلاء المرتزقة والخونة الذين شاركوا في الحكومات الفاشلة والفاسدة.
*الهيئة نت: بتقديركم من الذي جعل العراق لقمة سائغة للدول الإقليمية، هل هو الشعب العراقي، أم الحكومة أم منْ؟ //الكردي: ان الحكومات اذا حكمت بالحديد والنار ولم تكن عادلة سيحدث غبن وظلم لشرائح معينة من اقليات او قوميات، وبما ان الشعب العراقي عانى الكثير خلال مواجهته للريح الفارسية الصفراء خلال الحرب العراقية ـ الايرانية، ومن آثار الحصار الظالم الذي استمر اكثر من 13 عاما، فان الخونة والعملاء ومطايا الاحتلال الامريكي صوروا له بان قوات الاحتلال ستكون المنقذ والمحرر لهم، وذلك بالتآمر مع المنتفعين والماكنة الاعلامية الغربية التي شوهت الحقائق، ونتيجة لكل ذلك لم يخرج الشعب بأكمله ضد المحتلين الغزاة ومشروعهم الخبيث، حيث انطلت اللعبة والخديعة على البسطاء والضعفاء والموتورين والذين يعانون من خلل في منظومتهم الاخلاقية تحت وطأة التثقيف الاسود المضاد، كما نسى قسم من الشعب العراقي بان الامة العربية ما زالت تعاني الامرين من الاحتلال الصهيوني لفلسطين, وانا هنا احمل الانظمة العربية الحاكمة كل ما يجري للشعوب من اذلال نتيجة تسلط هذه الانظمة على رقاب الناس كما يجري في العراق اليوم.
*الهيئة نت: كيف تقيمون أداء حكومة المالكي الحالية؟ //الكردي: خطأ كبير ان تسمى هذه العصابة حكومة، لأنها سلطة احتلال امريكي ـ فارسي للعراق وينبغي عند التحدث عن هذه الحكومة ان نضع في الاعتبار اننا نتحدث عن اداء عصابة طائفية منظمة للسطو على المال العام, والقتل والتصفيات والابادة الجماعية وثقافة الدريل والاغتصاب والتهجير وكاتم الصوت وبيع العراق بالمفرد والجملة، فالعراق طيلة تاريخه لم يشهد سلطة منحطة مثل سلطة المالكي التي من اهم انجازاتها انها جعلت العراق يتصدر قائمة الدول الفاشلة في جميع المجالات، فالمالكي يعلن انه يخاف على العملية السياسية القذرة التي يقودها، ولا يخاف على الشعب ومصالحه العليا التي اقسم زورا وبهتانا انه سيحافظ عليها.
*الهيئة نت: برأيكم من الذي يسيطر على المشهد العراقي اليوم، الجماعات المسلحة أم الحكومة، أم من؟ //الكردي: لم يعد خافيا على احد بان الهيمنة في العراق لحكومة ملالي طهران لان امريكا سلمت علانية مفتاح العراق الى ايران التي تحكم العراق الان في ظل اشراف امريكي كامل، اما نوري المالكي وبقية العملاء فما هم إلا مطايا لأمريكا وايران وهم ليسوا اكثر من امعات وبيادق تحركهم طهران وقم وأسيادهم في تل ابيب وواشنطن.
*الهيئة نت: برأيكم ما هو الحل لخروج العراق إلى بر الأمان؟ // الكردي: البداية الحقيقية للحل هو دفع العراقيين جميعاً إلى حوار صادق وصريح وعميق للوصول إلى رفض كل ما ترتب جراء الاحتلال المقيت والذهاب إلى دستور جوهره غلق الطريق أمام ثقافة التخندق والمحاصصة الطائفية، وكنس كل العملاء الذين الذين ينفذون مشروع الاحتلال الكارثي، ومحاسبتهم عن جرائمهم وسرقاتهم وفسادهم ومساهمتهم في تدمير الشعب العراقي الاصيل ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه السير على نهجهم.
*الهيئة نت: ماهي تداعيات الازمة السورية على المشهد العراقي؟ //الكردي: من أهم تداعيات الازمة السورية هو اطاله عمر حكومة الاحتلال الخامسة المتحصنة في المنطقة الخضراء، ولهذا نرى الحكومة الحالية تدعم النظام السوري الذي كانت تتهمه بالإرهاب، وبذلك أقول ان تحرير الشعب السوري سيكون بداية تحرير العراق وإنهاء سيطرة الفرس وأسيادهم الامريكان على مقدرات وخيرات هذين البلدين اللذين يُعدان قلب الامة النابض، كما ستكون بداية لتحرير الأمة من جميع الخونة والفاسدين. ولكي لا تختلط الاوراق فان الموقف المبدئي يتمثل في رفض اي عدوان خارجي على سوريا مهما كانت مبرراته، والتأكيد على أن اسقاط نظام الاسد الموغل في الاجرام والإبادة هو مهمة المقاومة الوطنية السورية فقط.
*الهيئة نت: كيف تقيمون الأداء السياسي لهيئة علماء المسلمين في العراق؟ // الكردي: الهيئة أمل أحرار العراق فهي تتحرك بحكمة كبيرة ونضج سياسي كبير وتأثيرها الاعلامي والشعبي كبير جداً بين ابناء الشعب العراقي، وساهمت وما زالت تساهم في فضح المشروع الأمريكي ـ الصفوي بطريقة متمكنة جدا، وأنا من اشد المعجبين بأدائها الآن رغم امكانياتها البسيطة والمتواضعة فهي تقود الحملة الاعلامية بامتياز ومطالبة بالتحرك على شيوخ العشائر والشخصيات الوطنية في كل العراق لتوحيد كلمتهم وتكثيف جهودهم للخروج ببرنامج عراقي يجمع الكل بهدف الخلاص من مخلفات الاحتلال الغاشم ودستوره الطائفي، ومن العملية السياسية الحالية الفاشلة وإنهاء هذه المرحلة القاسية والعصيبة من تاريخ العراق والأمة والتي دفع فيها شعب العراق اكبر ضريبة في تاريخه. تحية لرجال الهيئة داخل العراق وخارجه على جهودهم الطيبة التي تدعو الى توحيد صف وكلمة الشعب العراقي وإنهاء محنته، وتحية لجهود كل العاملين في قناة الرافدين الواجهة الاعلامية الوطنية لايصال صوت الشعب العراقي وبأسلوب حضاري الى العالم، وفضح جرائم الاحتلال السافر وحكوماته المتعاقبة. وأبارك للشيخ الدكتور حارث الضاري هذا الرمز والعلم العراقي الوطني وجهوده الاستثنائية في التواصل مع الجميع من اجل العراق العزيز، وادعوا له ولكل اعضاء الهيئة بالتوفيق وتحقيق الاماني.
يشار الى ان المحلل السياسي العراقي (بهجت سليمان الكردي) حاصل على شهادة الماجستير في الهندسة المعمارية، بدرجة جيد جدا من جامعة (ووج) البولندية، كما عمل باحث في قسم آثار البحر المتوسط بنفس الجامعة لمدة (12) عاما، ويدرس حاليا في جامعة فيينا التكنلوجية لنيل شهادة الدكتوراه. وهو ناشط سياسي مستقل، ومن الرافضين للاحتلال، وعضو مؤسس في جمعية ايقاف الحرب على العراق في بولندا، وقبل اشهر اختاره اهالي الفلوجة ليمثلهم في المحافل الدولية والحقوقية ونقل معاناتهم وفضح جرائم الاحتلال وحكوماته ضد ابناء الشعب العراقي المظلوم.
الهيئة نت ح
الكاتب والمحلل السياسي (بهجت الكردي) يشيد بجهود رجال الهيئة لتوحيد العراق وانهاء محنته