معجزة الحياة...مصير لوسي الرائع

معجزة الحياة...مصير لوسي الرائع

في وجه إغراء القتل الرحيم، تشكل حياة هذه الشابة الكندية المصابة بإعاقة خطيرة مثلاً لزماننا.

أليتيا

02.01.2014

DR

روما / أليتيا (aleteia.org/ar). - الحياة هي سر يفوتنا، لكن المحبة تسمح بالترحيب بها حتى النهاية، من الولادة وحتى الموت.

كان لدانيال وليز ولدان عندما أبصرت لوسي النور في 24 يناير 1979. أدخلت إلى المستشفى عندما في عمر ثلاثة أشهر، واكتشفت لديها إعاقات متعددة منها الصَعَل والزَوَر والصمم الجزئي والقصور العقلي البليغ. اجتمع الأهل حول طاولة متعددة الاختصاصات مع طبيب للأمراض العصبية وعالم نفسي وأطباء وعاملة اجتماعية ليقال لهما أن متوسط عمر ابنتهما هو عشر سنوات. حاول الفريق إقناعهما بوضعها في مؤسسة لأنها ستحتاج إلى الكثير من العناية ولأن المرور بهذه المحنة صعب جداً على زوجين. فاتخذا قراراً لا لبس فيه.

"نختار الثقة بالحياة. وإن المحبة التي تجمعنا كبيرة بما يكفي لنعتني بها. لوسي هي ابنتنا، وسنبذل قصارى جهدنا لنسهل لها الحياة فتكون سارة مع أخيها وأختها اللذين يظهران محبة غير مشروطة. في السنوات الأولى، كان التحدي يقوم على الدمج على كافة الصعد أي حمل عائلتينا على قبول خيارنا، وإيجاد الموارد، ودمجها في مدرسة رينيه سان بيار بهدف تنمية قدرتها والسماح لها ببناء الصداقات.

لم تكن لوسي تأكل وتشرب لوحدها. كانت مصابة بسلس البول، لم تكن تمشي وتتكلم، وكانت تحب مشاهدة برامج الأطفال التي تعرض على شاشة التلفزيون. كانت تضحك وتعبر عن فرحها بتحريك ذراعيها وإصدار أصوات. كما أنها ارتادت المدرسة حتى عمر 21 عاماً.

سنة 1998، تسمم أخوها دافيد البالغ 24 عاماً خلال مزج منتج كيميائي. وسرعان ما أتلف نخاعه العظمي. كان العلاج الوحيد يتطلب زرعاً بين الأشقاء وعمليات نقل لإبقائه على قيد الحياة. اقترح الأطباء شقيقة دافيد الكبرى التي تبين أنها غير متطابقة معه. كان هناك أيضاً لوسي التي تبلغ 21 عاماً، لكن الوضع كان أكثر تعقيداً نظراً إلى إعاقاتها.
بعد ثلاثة أيام من الانتظار المستمر، انتقلت العائلة من اليأس إلى الرجاء عندما علمت أن لوسي ملائمة 6/6.

معجزة الحياة

الحياة هي أقوى من كل شيء، وهي تنبثق عندما لا نتوقع ذلك وبطريقة لا نتصورها. هناك ما هو إلهي في زخم الحياة. أعتقد أن كل شخص يولد بهدف أداء مهمة معينة تُكتشف خلال حياته.
بالنسبة إلى لوسي، كانت تقتضي مهمتها بمنح الحياة لأخيها، وبأن تكون مثمرة على طريقتها لأنها امرأة فريدة ومختلفة. أترك الكلام لوالديها اللذين يعتبران ابنتهما "لوسي الحبيبة":

"منحت لوسي الحياة لأخيها بوهب نخاعها العظمي، وهكذا حددت دورها كامرأة في إعطاء الحياة. هذا الأمر حصل بشكل مختلف طبعاً، لكنها أنقذت حياة أخيها. شفي دافيد تماماً. وهو اليوم أب لفتاتين في الخامسة والثالثة، وذلك على الرغم من التوقعات السلبية بسبب العلاجات الكيميائية".

توفيت لوسي بهدوء في 14 نوفمبر 2005 في أوتيل ديو في سان هياسينت في قسم الرعاية الملطفة. كان عمرها يناهز الـ 27 سنة. وصلت إلى نهاية حياتها منهوكة كما لو كانت طاعنة في السن. انطفأت كشمعة بحضور أهلها، كما في يوم ولادتها. فكتبا: "لم يمكن ممكناً تمني نهاية أجمل".

"إن معنى حياة لوسي سمح لنا خاصة بتقديم المساعدة لبعضنا البعض كزوجين، والابتعاد عن الاهتمام بذاتنا. كما سمح حضورها لكثيرين بالتفاعل والتفكير وتخطي ذاتهم. وأثارت حالتها تساؤلات كثيرة".

"لقد منحت لوسي الحياة لأخيها، وحققت ذاتها كإنسان. سمحت لنا بخاصة بإدراك قيمة الروح والحياة".

وعلى ورقة نعيها، وردت العبارة النبوية التالية: "إذ قد صرت كريماً في عيني ومجيداً فإني أحببتك" (اشعيا 43، 4).