ما هو الجمال؟/ الجمال هو واقع دنيوي موضوعي يشير إلى الله

ما هو الجمال؟

الجمال هو واقع دنيوي موضوعي يشير إلى الله

02.01.2014

لكل شخص ذواق مختلف سواء كنا نتحدث عن أحدث قاعة أوركسترا أم عن جاذبية أحد من الجنس الآخر أم عن لوحة على الجدار. لكن الأذواق ليست ما يُحدد الجمال (على الرغم من أننا نستطيع بالتأكيد أن ندرك ونقدر جوانب مختلفة من الأمور الجميلة)، لأن الجمال هو واقع دنيوي موضوعي يدل إلى صلاح الله.

يقول لنا القديس توما الأكويني أن "الجمال هو الذي يُرضي عندما يُدرَك". هذا ليس تعريفاً كاملاً عن الجمال، لكنه يقول لنا بدلاً من ذلك أن الجمال ليس فقط نعتاً وصفياً؛ إنه واقع يمكن إدراكه. كذلك، يعلمنا وصف الأكويني أن الجمال شيء نستطيع أن نلمحه، سواء من خلال النظر أم السمع أم اللمس.

إننا نعلم أن الله هو الذي خلق كل ما هو صالح. من خلال جمال الخليقة، نتعرف أكثر إلى خالقنا الذي هو الجمال بذاته. يكشف لنا تعليم الكنيسة أن الله يتواصل معنا من خلال الجمال: "يتجلى لنا الله من خلال لغة الخلق العامة، عمل كلمته وحكمته: نظام الكون وتناغمه – اللذين يكتشفهما الطفل والعالم على حد سواء – "من عظمة الأمور المخلوقة وجمالها، ينشأ إدراك متماثل لخالقهما... لأن مبدع الجمال هو الذي خلقهما" (2500).

بالطبع، لا يمكن إيجاد الجمال في خلق الله فحسب، وإنما أيضاً في الفن الذي هو من صنع الإنسان. إن الذي يجعل الفن المتنوع الأشكال جميلاً هو أنه ينقل حقيقة عن علاقة الإنسان مع الله، عن الخليقة، أو عن الله بذاته. هذا لا يعني أن كل الفن الجميل هو فن مقدس، ولكنه أداة تنتقل الحقيقة من خلالها. لمعرفة المزيد من المعلومات حول ما يجعل الفن والفن المقدس جميلاً بشكل استثنائي، لا بد من قراءة فقرتي تعليم الكنيسة 2501 و2502.

يستطيع البشر أن يدركوا الحقيقة (الله هو كمالها) من خلال مظاهر الجمال – في الطبيعة وإبداعات الإنسان والفن. لقد كتب الشاعر جون كيتس: "الجمال هو الحقيقة، والحقيقة هي الجمال – هذا كل ما تعرفه على الأرض وكل ما تحتاج إلى معرفته". إن الجمال ليس ربما كل ما نحتاج إلى معرفته، لكنه بالتأكيد علامة تشير إلى جمال خالقنا وحقيقته.