عجب عجب عجب عجب
(( القسم الاول ))
( بغداد ) موضوع سبق ان نشرته في احد المنتديات. استغربت من تعليق احد الاخوة ، والذي ينطبق عليه المثل العراقي (( جا يكحلها عماها )) وهاكم نص تعليق الاخ سفيان:
(( بس انت ماذكرت !! صدام والخيانة اللي صايره. لماذا . ليش .هل . كيف . ؟؟؟ لا اعرف ))
بصراحة استغربت من تعليقه المبني على عاطفة ، والخالي من واقع ملموس ، والانكى من هذا ، انك لا تجد رابطا بين موضوعي والتعليق بتاتا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
استنتجت من هذا ، ان المعلق لا يعرف عن ابجديات السياسة ، وجاء مدفوعا بهدف هو نفسه يجهله. لانه خدم بتعليقه عدوه دون ان يشعر !!!!!! مما حداني ولاهمية الامر ان انزله بشكل موضوع ليطلع عليه عدد اكبر من اصحاب الاهتمام
قبل ان اخوض في الاجابة اريد أن اعلمكم بجانب من واقعي والذي له علاقة بهذا الموضوع.
كما تعرفون أني مواطن عراقي مستقل ولا انتمي لاي حزب. وبناء على ذلك اريد ان اعلم القاريء بالحقائق التالية:
1- لم يحدث أن تقلدت منصبا ، مهما كانت درجته في حكومة البعث. مستقل ، ولست منتميا لاي حزب اخر.
2- حرمت من رؤية وطني ولحد هذه الساعة. مع شوقي وحبي له ، وفقدت والدتي ، واختي وبعض اولادها ، قبل ان اراهما ، رحمة الله عليهم جميعا.
3- التقيت باخي مرتين خارج العراق في عهد البعث ، مرة في استنبول وكنت طالبا واعانني ماديا ومرة اخرى في دولة اوربية ولم ار احدا من اولاده لحد كتابة هذه الاسطر. وفي الحرب الايرانية فقدت احد ابناء اختي بعد تخرجه بشهر ، رحمة الله عليه.
4- باعتباري كنت نوعا ما معروفا على الصعيد السياسي في صباي فلا يمكن لاي جهة تاتي للحكم لم يكن لي فيها اصدقاء لذا املك عددا كبيرا من الاصدقاء في حزب البعث من الجيل الذي قبلي ومن جيلي انا وكنت ولازلت اعتز بهم لحد هذه اللحظة. كما اعتز باصدقائي من الاتجاهات الاخرى. الا من خان وطنه منهم ولكن والحمد لله لم اجد فيهم احدا منهم قد وصل الى هذا الدرك المشين.
5- لم يحدث ان اشتريت بيتا ولا ارضا داخل الوطن او خارجه في عهد البعث ولا قبله ولا بعده. ولا املك خارج الوطن سوى دراجتين هوائيتين احداهما قديمة وكنت اتركها خارج البيت وسرقت وبقيت شهرا كاملا حزينا على السارق المسكين اذ لسوء حظه انه سرق دراجة لو رميتها في الطريق فلا احد يتقرب اليها ههههههههههه فكرت كثيرا بهذا السارق السيء الحظ ، وكم تمنيت أن اعرفه لاهديته دراجتي الهوائية الثانية . مسكين سارق دراجتي كم هو سيء الحظ !!!!
6- كنت معتزا جدا بجواز سفري العراقي ، لانه هو الرابط الذي يحدد انتمائي الى وطن علمني وثقفني وكنت ولما ازل والحمد لله اعتز بوطن ابائي واجدادي ، والذي هو جزء من ارض العروبة التي تجمعنا.
كنت اعاني مصاعبا جمة في تجديده ولولا بعض اصدقائي من السفراء لفقدته من وقت بعيد لا لشيء سوى لنقدي الجارح انذاك وليس لاي سبب اخر. والذين تسببوا بسحب جوازي الان هم هم انفسهم يلطموا على الحسين.
ارسلت جواز سفري مع المبلغ المذكور وصور شمسية لانتهاء مدته القانونية ولم يرجعوه لي ولا حتى المبلغ !!! قبل الغزو الامريكي الغاشم على وطني بسنتين استلمت دعوة رسمية من العراق مرفقة برسالة شخصية من السفير يرجوني فيها ان البي الدعوة اعتذرت لصعوبة وقتي وانشغالي وشكرته . التقيت معه اي مع السفير صدفة في دعوة اقامتها منظمة التحرير الفلسطينية واكد علي قائلا: أصدقاؤك مشتاقون لرؤيتك في بغداد يا امان ولم يساعدني الحظ انذاك لظروف خاصة.
لازلت اتذكر يوما وانا ابن اربع سنوات ، كنت العب في بستاننا الجميل ، رميت وبصورة عفوية حجرا وسقط على عصفور صغير وقتلته. والله لا زلت اتذكر الحدث بكل الم. بكيت عليه اياما. وكان ضحيتي الاولى والاخيرة. لذا ارى الحرب جريمة ، ونوع من الوحشية ، وغير اخلاقية ، ولا تتماشى مع أي دين. الحرب تدل على وحشية وسلوكية مشينة تتنافى والضمير الإنساني ، ولا يعذر من يقوم بها ، ولكن علينا ان نتذكر قول الامام علي عليه السلام حينما رأى شخصا قد فقئَت عيناه فقال: تمهلوا ولا تحكموا عليه بعاطفة ، قد يجوز هذا الرجل قد فقأ للاخر عينين.
من هذا المنطلق ساقدم اجابتي ، في وقت ، بلدي محتل ، وخونة الامة يفطروا على جثث الشهداء من ابناء امتي ، واكثر من خمسة ملايين من ابناء شعبي مشرد خارج الوطن ، وخيرة المناضلين والمناضلات من ابنائه منذ سنين قابعة في السجون ، تتلقى اوحش العذاب. في وقت نرى الحكومات العميلة جالسة على التل ، تنتظر موت شعبي الذي من سنوات ينزف دما. في وقت ، تسقط في كل يوم فيه مجموعة من الشهداء في ارض فلسطين ، وتحاصر غزة ، من قبل اهلها !!!!! هنيئا لكم ياحكامنا هنيئا.
الان اود ان اتطرق بصورة خاطفة للتنظيم ، ودوره في الحركة السياسية.
من وجهة نظري: ان جميع الكتب السياسية ، تصبح حبرا على ورق بدون تنظيم ، والحزب يمثل اعلى مراحل التنظيم.
انا لا اتهم الاحزاب الوطنية بالخيانة ، الا انني لا اعتقد انها تخلو من العناصر الانتهازية ، التي لا تعمل الا لمصلحتها ، ومن بعض الخونة المندسين والتي باعت شرفها للعدو وتعمل لمصلحته. ومهما كان الحزب يقظا ، ومتشددا ، فانه لا يسلم من هذه الجراثيم. لذا علينا ان نراقب الترمومتر السياسي لحزب ما ، ودرجة انحرافه عن المبادئ التي تبناها.
لا ننكر ان حزب البعث العربي الاشتراكي ، ما خلا من فئة انتهازية ، او من بعض الخونة الذين اندسوا فيه ، اسوة باي حزب اخر. الا اننا في الوقت نفسه ، سوف لا ننكر ان الفئة الخائنة ، حتى لو وجدت ، ما استطاعت ان تحرفه عن خطه الوطني ، والمبادئ التي تبناها.
من هذه الانطلاقة ، لا يحق لنا ان نطعن بهذا الحزب الوطني الذي تسبب في تطور العراق من كل الجوانب.
نقطة مهمة اخرى ، على كل سياسي نزيه ان لا يحدد موقفه من حزب ما سلبا ، لأسباب شخصية. الحزب واي حزب ممكن ان يخطأ مع افراد مستقلين عن طريق بعض اعضائه الانتهازيين والمندسين فيه. وانما على السياسي الواعي الشريف ان ينظر الى استراجية الحزب ومقدار مصداقيتها في خدمة الشعب. ولكن هذا لا يعني ان الفرد لا اهمية له على الساحة السياسية.
بعد هذه المقدمة وقبل ان اخوض في صلب الموضوع اود ان اقدم للقارئ حدثا جرى معي شخصيا.
ويتجسد فيه جوابي بشكل مفصل في القسم الثاني. والذي ساقدمه لكم غدا او بعد غد بعون الله.
اخوكم : ابن العراق الجريح
يتبع