رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس .6-5.3a-2:3 أَيُّها الإخوَة: سَمِعتُم بِالنِّعمة، الَّتي أَنْعَمَ اللهُ بِها عَليَّ من أَجْلِكُم، لِتَحقيقِ تَدبيرِه، وَكَيْفَ أُطْلِعتُ عَلى السِّرّ: هذا السِّرُّ الَّذي لم يَطَّلِعْ علَيه بَنو البَشَر، في القُرونِ الماضِية، وكُشِفَ الآن في الرُّوح، لرُسُلِه وأَنبِيائِهِ الأَطْهار. وهو أَنَّ الوَثَنِيِّينَ هم، في المسيحِ يسوع، شُرَكاءُ اليَهودِ في مِيراثِه وجَسَدِه وَوَعْدِه؛ وَيَعودُ ذلِك إِلى البشارة.
القدّيس بِرنَردُس (1091 - 1153)، راهب سِستِرسيانيّ وملفان الكنيسة العظة الأولى عن عيد الظهور الإلهي "وَدخَلوا الَبيتَ فرأَوا الطِّفلَ مع أُمِّه مَريم. فجَثَوا له ساجِدين"
لم يكن مشروع الله يتضمّن النزول إلى الأرض فقط، بل التعريف عن نفسه؛ لم يكن مشروعه أن يولد فقط، بل التعريف عن نفسه. في الواقع، إننّا نقيم هذا الاحتفال بالدّنح (الظّهور)، وهو اليوم العظيم لتجلّيه، من أجل هذه المعرفة. اليوم، بالفعل قد أتى المجوس من الشرق بحثًا عن "شَمسِ البِرِّ" (ملا 3: 20) عند إشراقها، هو الذي نقرأ عنه: "هُوَذا الرَّجُلُ الذي اسمُه الشرق" (زك6: 12). لقد عبد المجوس اليوم مولود العذراء الجديد، سالكين الطريق الذي رسمته نجمة جديدة. ألا نجد هنا، أيّها الأخوة، حافزًا كبيرًا للفرح، كما في هذه الكلمة للرسول بولس: "ظَهَرَ لُطْفُ اللهِ مُخَلِّصِنا ومَحَبَّتُه لِلبَشَر" (تيط 3: 4)... ماذا تفعلون، أيّها المجوس؟ أتعبدون طفلاً رضيعًا ملفوفًا بالأقمطة، في إسطبل؟ أيكون هو الله؟ إنّما "الرَّبّ في هَيكَلِ قُدْسِه، الرَّبّ في السَّماءَ عَرشُه" (مز11]10[: 4)، وأنتم تبحثون عنه في إسطبل وضيع، على صدر والدة؟ ماذا تفعلون؟ لماذا تقدّمون هذا الذهب؟ أيكون هو ملكًا؟ ولكن أين بلاطه الملكيّ، أين عرشه، وأين حاشيته؟ هل الإسطبل هو قصر، والمزود عرش؟ وهل مريم ويوسف يشكّلان حاشيته؟ كيف يمكن لأشخاص حكماء أن يصبحوا مجانين لدرجة عبادة طفل صغير جدير بالاحتقار، إن كان لناحية صغر سنّه أم لفقر أهله؟ لقد أصبحوا مجانين، نعم، ليصبحوا حكماء؛ لقد علّمهم الروح القدس مسبقًا ما أعلنه الرسول بولس لاحقًا: "أَلم يَجعَلِ الله حِكمَةَ العالَمِ حَماقة؟ فلَمَّا كانَ العالَمُ بِحِكمَتِه لم يَعرِفِ اللّه في حِكمَةِ اللّه، حَسُنَ لَدى اللّه أَن يُخَلِّصَ ألمُؤمِنينَ بِحَماقةِ التَّبشير؟" (1كور1: 20-21)... إنهم يجثون إذًا أمام هذا الطفل الفقير، ويكرّمونه كملك، ويعبدونه كإله. إنّ ذاك الذي أرشدهم في الخارج من خلال نجمة، نشر نوره في سرّ قلبهم.
عيد الغطاس (6 كانون الثاني) «ولمّا تعمّد الشعب كلّه، تعمّد يسوع أيضًا» (لو 3: 21) عيد الدنح (دنحو في السريانيّة دِنحُا) يعني عيد ظهور الربّ يسوع واعتلانه أمام الجموع، وعيد ظهور الثالوث الأقدس: ظهور الآب يتكلّم، وظهور الابن يتعمّد، وظهور الروح القدس يحلّ بشكل حمامة. لم يكن يسوع بحاجة إلى توبة ولا إلى معموديّة. ولكنّه اعتمد: 1 ـ ليتمّم مشيئة اللّه أبيه الذي دعاه ليكون مثالاً أمامنا نقتدي به: «عليّ أن أتمّم مشيئة أبي». 2 ـ ليعتلن أمام الجموع المحتشدة للمعموديّة، مظهرًا أنّه ابن اللّه من خلال صوت الآب وحلول الروح القدس عليه. 3 ـ ليثبّت أنّ رسالة يوحنّا المعمدان ومعموديّته هما من اللّه. 4 ـ ليطهّر مياه المعموديّة ويقدّسها ويجعلها صالحة لتطهير النفس. 5 ـ ليدشّن الشعب الجديد الذي أراده شعبًا مقدّسًا بدمه المسفوك على الصليب. فالمعموديّة هي استباق لموته وقيامته. باعتمادك يا ابنَ اللّه، فتحتَ لنا السماوات لنعبر إليها بالمعموديّة. إحفَظْنا يا ربُّ في ثوب عمادنا، أطهارًا فنعيش البنوّة ونبلغَ الملكوت. آمين
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/الاحتفال بظهور الربّ / الاثنين 06 كانون الثاني/يناير 2014