|
| الانتصار لمزهر الشاوي - كاظم فنجان الحمامي | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370 مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009 الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
| موضوع: الانتصار لمزهر الشاوي - كاظم فنجان الحمامي السبت 11 يناير 2014 - 7:33 | |
| الانتصار لمزهر الشاوي - اقتباس :
الانتصار لمزهر الشاويكاظم فنجان الحمامي
على الرغم من زيارتها المفاجأة للبصرة, وعلى الرغم من ابتعادها عنها لأكثر من أربعة عقود أمضتها في الدراسة والعمل في المملكة المتحدة, وعلى الرغم من خلو مدينتها (المعقل) من أفراد أسرتها, إلا أنها وجدت أهلها كلهم هنا, واستقبلها الناس في البصرة بأفضل ما يستقبلون به كبار القوم. حفاوة ما بعدها حفاوة, وترحيب عفوي انتصر فيه الفقراء لزهرة من أزهار (مزهر), الرجل الذي وفر لآبائهم وأجدادهم فرص العمل, وأسكنهم أجمل البيوت وأحدثها, وارتقى بأوضاعهم المعيشية والاجتماعية إلى المستوى الذي كان يحلم به أمراء الخليج وقتذاك. وصلت الدكتورة انتصار مزهر الشاوي قادمة من لندن, بناءً على دعوة غير رسمية وجهها إليها رئيس المهندسين الأستاذ علي خريبط, الرجل الأصيل الذي كان له الدور الريادي في تحمل تكاليف النصب التذكاري لوالدها, فتزينت به واجهة مدينة المعقل, تعبيراً عن تضامنها معه, وتخليداً لذكرى الإنسان الشريف, الذي كان رمزا من رموزنا الوطنية, وعنواناً من عناوين النهوض والتطوير والعفة والنزاهة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] استقرت الدكتورة انتصار فور وصولها يوم الأحد الماضي (29/ديسمبر) في أجنحة فندق الشيراتون, وكان معها الإعلامي العراقي الأستاذ فريد السبتي, وقامت في الأيام التالية بجولة عامة, زارت فيها مدرستها القديمة (إعدادية المعقل للبنات), ووضعت أكليل من الزهور فوق اللوحة التعريفية لتمثال والدها, فالتف حولها الناس من دون موعد مسبق, وتعالت صيحاتهم في التعبير عن اعتزازهم وامتنانهم لصاحب اليد البيضاء, الذي أشتهر بمشاريعه الهندسية والمينائية والسكانية والتعليمية والتطويرية. زارت المبنى القديم لسلطة الموانئ العراقية, والتقت مديرها العام الكابتن عمران راضي ثاني, الذي منحها درع الموانئ تكريما لها ولوالدها, وتحدث بكلام بليغ عن منجزاته البحرية والملاحية. استقبلها رئيس مجلس محافظة البصرة الأستاذ الدكتور خلف عبد الصمد وأهداها لوحة تذكارية جميلة تعبيراً عن اعتزازه ومحبته لوالدها, ثم زارها مرة أخرى في محل إقامتها بالشيراتون. قامت برحلة بحرية زارت فيها أرصفة ميناء أم قصر برفقة مدير الميناء الكابتن عبد الرضا خالد إدريس, وزارت ميناء خور الزبير برفقة الأستاذ حيدر أبو العيس معاون مدير الميناء, وقامت برحلة نهرية تجولت فيها على ضفاف شط العرب برفقة رئيس مركز علوم البحار الأستاذ الدكتور مالك حسن, وزارها في محل أقامتها المشاور القانوني الأقدم السيد عمار مهدي العطية. لم تستطع الدكتورة انتصار مزهر الشاوي أن تمنع نفسها من البكاء بصوت عال, وهي ترى الناس يلتفون حولها بعفوية مطلقة, ويهتفون لأبيها, ويدعونها للإقامة معهم في بيوتهم ومساكنهم التي بناها لهم الراحل مزهر الشاوي. زارت مستشفى الموانئ, التي بناها والدها في ستينيات القرن الماضي, وكان في استقبالها هناك مدير المستشفى الدكتور أوهانيس ومجموعة من الأطباء. توقفت بالصدفة في سوق (خمسين حوش) بعد عودتها من المستشفى, فتجمع حولها الناس صغارا وكبارا, هذا يطلب منها البقاء في البصرة, وهذا يترحم على والدها, وامرأة عجوز تقبلها وتحتضنها على الطريقة البصراوية النقية. لم يكن مزهر الشاوي سياسيا, ولا من أصحاب الكرامات, ولم يكن زعيما روحياً, ولا شيخا لقبيلة من القبائل, لكنه كان إنساناً واعياً, كرس أربع سنوات من حياته لخدمة أبناء مدينة البصرة. لقد أنجز هذا الرجل مجموعة كبيرة من الأعمال الصالحة فأتقنها, وحقق للموانئ العراقية أفضل الأرقام, وأرفع المراتب, وأعلى النتائج, ثم غادر البصرة بعد أن ترك آخر لمساته الإبداعية فوق بوابة الأندلس في حدائق مدينة المعقل, ذلك الفردوس الجميل, الذي ظلت تتباهى به الأجيال حتى يومنا هذا. أربعة أعوام فقط كانت كافية لنيل احترام الناس واكتساب محبتهم, فتباً لمن أفنوا أعمارهم كلها في مصادرة حرياتنا, وتبذير ثرواتنا, وسرقة مواردنا, وتكدير أيامنا, وتباً لمن جلبوا لنا الهم والغم, وتباً لمن تسيدوا علينا في غفلة من الزمن, ثم رحلوا عنا غير مأسوف عليهم, من دون أن يتركوا خلفهم بصمة طيبة واحدة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
| | | | الانتصار لمزهر الشاوي - كاظم فنجان الحمامي | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |