القدّيس هيرونيمُس (347 - 420)، كاهن ومترجم الكتاب المقدّس وملفان الكنيسة عظات حول إنجيل القدّيس مرقس "تَمَّ الزَّمانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله. فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة"
"وبَعدَ اعتِقالِ يوحَنَّا، جاءَ يسوعُ إِلى الجَليل يُعلِنُ بِشارَةَ الله"... حسب تفسيرنا، يمثّل يوحنّا الشريعة، ويمثّل يسوع الإنجيل. في الواقع، يقول يوحنّا: "يَأتي بَعدي مَن هو أَقوى مِنيِّ..." (مر1: 7)، وفي موضع آخَر: " لا بُدَّ له مِن أَن يَكبُر. ولا بُدَّ لي مِن أن أَصغُر" (يو3: 30): هكذا يقارن الشريعة بالإنجيل. ثمّ يقول: " أَنا – أي الشريعة – عَمَّدتُكم بِالماء، وأَمَّا هُوَ – أي الإنجيل – فيُعَمِّدُكم بِالرُّوحِ القُدُس" (مر1: 8). جاء يسوع إذن لأنّ يوحنّا كان قد سُجِن. في الواقع، الشريعة مغلقة ومسجونة، لم تعد تملك حرّيّتها السابقة؛ لكنّنا انتقلنا من الشريعة إلى الإنجيل. "جاءَ يسوعُ إِلى الجَليل يُعلِنُ بِشارَةَ الله"...عندما أقرأ الشريعة والأنبياء والمزامير، لا أجد فيها مطلقًا كلامًا عن ملكوت السماوات: فقط في الإنجيل. لأنّه عندما جاء ذاك الّذي قيل عنه "ها إِنَّ مَلكوتَ اللهِ بَينَكم" (لو17: 21)، عندئذٍ فقط فُتِح ملكوت الله... في الواقع، قبل مجيء المخلّص ونور الإنجيل، وقبل أن يفتح الرّب يسوع المسيح باب الفردوس عندما قال للمجرم المعلّق عن يمينه: "الحَقَّ أَقولُ لَكَ: سَتكونُ اليَومَ مَعي في الفِردَوس" (لو23: 43)، كانت أرواح القدّيسين تنحدر إلى مثوى الأموات. ويعقوب نفسه قال: "إِنِّي أَنزِلُ حَزينًا... إِلى مَثْوى الأَموات" (تك37: 35) ... في الشريعة، ابراهيم موجود في مثوى الأموات؛ في الإنجيل، "لصّ اليمين" موجود في الفردوس. نحن لا ننقص من أهمّيّة ابراهيم، فكلّنا نريد أن نرتاح في أحضانه (لو16: 23)؛ لكنّنا نفضّل الرّب يسوع المسيح على ابراهيم، نفضّل الإنجيل على الشريعة. نقرأ أنّه بعد قيامة المسيح، "قامَ كثيرٌ مِن أَجسادِ القِدِّيسينَ الرَّاقِدين، وخرَجوا مِنَ القُبورِ، فدَخَلوا المدينةَ المُقَدَّسة وتَراءَوا لأُناسٍ كثيرين" (مت27: 53-54). إنّ ربّنا ومخلّصنا قد بَشّر على الأرض، وبَشّر أيضًا في مثوى الأموات؛ لقد مات، ونزل إلى في مثوى الأموات ليحرّر الأرواح الّتي كانت مقيّدة هناك (راجع 1بط 3: 18 – 22).
تذكار إختياريّ للقدّيس هيلاريوس، الأسقف ومعلّم الكنيسة
تذكار إختياريّ للقدّيس هيلاريوس، الأسقف ومعلّم الكنيسة
ولد في مدينة بواتييه (في فرنسا اليوم) في بداية القرن الرابع. انتُخبَ أسقفاً على مدينته في نحو عام 350. قاوم الأريوسيين مقاومة شديدة، فنفاه الامبراطور كونستانسيوس. له مؤلفات عديدة تعتبر مرجعاً بحكمتها وسدادها، في تفسير الكتاب المقدس، وفي تثبيت إيمان الكنيسة الجامعة. توفي عام 367.
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/تذكار إختياريّ للقدّيس هيلاريوس، الأسقف ومعلّم الكنيسة /الاثنين 13 كانون الثاني/يناير 2014