الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/الأربعاء 15 كانون الثاني/يناير 2014

الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ

يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟

(يوحنا 6: 68)

الأربعاء 15 كانون الثاني/يناير 2014

الأربعاء الأوّل من زمن السنة

أنظر إلى التعليق في الأسفل

جوليانّ من نورويتش : فخَرجَ وذهَبَ إِلى مَكانٍ قَفْر، وأَخذَ يُصَلِّي هُناك"

سفر صموئيل الأوّل .20-19.10-1:3
في تلك الأيام: كان صَموئيلُ الصَّبِيُّ يَخدِمُ الرَّبَّ بَينَ يَدَي عالي. وكانَت كَلِمَةُ الرَّبِّ عزيزة في تِلكَ الأَيَّام، ولم تَكُنِ الرُّؤَى تتواتر.
وكانَ في تِلكَ الأَيَّامَ أَنَّ عالِيَ كانَ راقِدًا في موضعه، وكانَت عَيناه قدِ ابتَدَأَتا تَكِلاَّن فلم يَكُنْ يَستَطيعُ أَن يُبصِر.
وكانَ مِصْباحُ اللهِ لم يَنطَفِئْ بَعدُ، وصَموئيلُ راقِدٌ في هَيكَلِ الرَّبِّ حَيثُ تابوتُ الله.
فدَعا الرَّبّ: «صَموئيل». فقال: «لَبَّيك».
ورَكَضَ إِلى عالِيَ وقال: «لبَّيك، إِنَّكَ دَعَوتَني». فقالَ لَه: «لم أَدعُكَ، إِرجعْ فنَم». فرَجَعَ ونام.
فعادَ الرَّبُّ ودَعا صَموئيلَ أيضَا. فقامَ صَموئيلُ وانطلقَ إِلى عالِيَ وقالَ: «لبَّيك، إِنَّكَ دَعَوَتني». فقالَ لَه: «لم أَدعُكَ، يا بُنَيَّ، إِرجعْ فنَم».
ولم يَكُنْ صَموئيلُ يَعرِفُ الرَّبَّ بَعدُ، ولم يَكُنْ بَعدُ قد أُعلِنَ لَه كَلامُ الرَّبّ.
فعادَ الرَّبّ ودَعا صَموئيلَ ثالِثَةً. فقامَ وانطلقَ إِلى عالِيَ
وقالَ: «لبَّيك، إِنَّكَ دَعَوتَني». ففهمَ عالي أَنَّ الرَّبَّ هو الَّذي يَدْعو الصَّبِيّ. فقالَ عالي لِصَموئيل: «إِذهَبْ فنَمْ، وإِن دَعاكَ أَيضًا، فقُلْ: تَكلَمْ، يا رَبّ، فإِنَّ عَبدَكَ يَسمعَ». فانطلقَ صَموئيلُ ونامَ في موضعِه،
فجاءَ الرَّبُّ ووَقَفَ ودَعا كالمرَاتِ الأولى: «صَموئيل، صَموئيل» فقالَ صَموئيل: «تَكلَمْ، فإنَّ عَبدَكَ يَسمَع».
وكبِرَ صَموئيل، وكانَ الرَّبُّ معَه، ولم يَدَعْ شَيئًا مِن جميع كَلامِه يَسقُطُ على الأَرض.
وعَلِمَ كُلُّ إِسْرائيل، مِن دانَ إِلى بِئرَ شَبْع، أَنَّ صَموئيلَ قدِ ائتَمَنه الرَّبُّ نَبِيًّا.

سفر المزامير .10.9-8b.8a-7.5.2:(39)40
رَجَوتُ ٱلمَولى رَجاءَ
فَٱلتَفَتَ إِلَيَّ
وَكانَ لِتَضَرُّعي سَميعا
طوبى لِمَن جَعَلَ ٱلرَّبَّ وَكيلَهُ
وَما ٱنضَمَّ إِلى ٱلمُستَكبِرين
وَمَن إِلى ٱلكَذِبِ يَميلون

لَم تَرضَ بِذَبيحَةٍ أَو قُربان
غَير إِنَّكَ فَتَحتَ ليَ ٱلآذان
ما سَأَلتَ عَن مُحرَقَةٍ عَنِ ٱلخَطيئَة
وَعِندَها قُلتُ: «ها قَد أَتَيتُ»
في دُرجِ ٱلسِّفرِ كُتِبَ عَنّي
أَن أَعمَلَ بِمَشيئَتِكَ، يا إِلَهي

إِنَّ في هذا مُرادي
وَإِنَّ شَريعَتَكَ في صَميمِ فُؤادي»
بَشَّرتُ بِكَرَمِكَ ٱلحَشدَ ٱلعَظيم
وَلَم أُطبِق شَفَتَيَّ،
رَبّي، أَنتَ ٱلعَليم

إنجيل القدّيس مرقس .39-29:1
في ذلكَ الزَّمان: لمَّا خَرَجَ يسوعُ مِنَ المَجمَع، جاءَ إِلى بَيتِ سِمعانَ وأَندَراوس، ومعَهُ يَعقوب ويوحَنَّا.
وكانَت حَماةُ سِمعانَ في الفِراشِ مَحمومة، فأَخَبَروه بأمرِها.
فدنا مِنها فأَخَذَ بِيَدِها وأَنَهَضَها، ففارَقَتْها الحُمَّى، وأَخَذَت تَخدمُهُم.
وعِندَ المَساء بَعدَ غُروبِ الشَّمْس، أَخَذَ النَّاسُ يَحمِلونَ إِلى يسوعَ جَميعَ المَرْضى والمَمْسوسين.
وَاحتَشَدَتِ المَدينةُ بِأَجمَعِها على الباب.
فَشَفى كثيرًا مِنَ المَرْضى المُصابينَ بِمُخَتَلِفِ العِلَل، وطرَدَ كثيرًا مِنَ الشَّياطين، ولَم يَدَعِ الشَّياطينَ تَتَكَلَّم لأَنَّها عَرَفَتهُ.
وقامَ عِندَ الفَجْرِ مُبَكِّرًا، فخَرجَ وذهَبَ إِلى مَكانٍ قَفْر، وأَخذَ يُصَلِّي هُناك.
فَانَطَلَقَ سِمْعانُ وأَصْحابُه يَبحَثونَ عَنه،
فوَجَدوه. وقالوا له: «جَميعُ النَّاسِ يَطلُبونَكَ».
فقالَ لَهم: «لِنَذهَبْ إِلى مَكانٍ آخَر، إِلى القُرى المُجاوِرَة، لِأُبشِّرَ فيها أَيضًا، فَإِنِّي لِهذا خَرَجْت».
وسارَ في الجَليلِ كُلِّه، يُبَشِّرُ في مَجامِعِهم ويَطرُدُ الشَّياطين.

نصوص القراءات الليترجيّة الرسميّة: © المزامير بحسب طبعة القدس الثانية (1982) © وما تبقّى بحسب طبعة دار المشرق بيروت الثامنة (1982)

تعليق على الإنجيل:

جوليانّ من نورويتش (1342 – ما بعد 1416)، ناسكة إنكليزيّة
وحي الحب الإلهي (Révélations de l'amour divin) الفصل 43
فخَرجَ وذهَبَ إِلى مَكانٍ قَفْر، وأَخذَ يُصَلِّي هُناك"

إن الصلاة توحّد النّفس مع الله. إنّ نفسنا، وإن كانت من حيث طبيعتها ومن خلال إصلاحها بالنعمة مماثلة لله، غير أنها من حيث الفعل غالبًا ما تختلف عنه نتيجة للخطيئة. وتشهد الصلاة على أن النّفس يجب أن تريد ما يريده الله، وهي (أي الصلاة) تواسي الضّمير وتؤهّل لاستقبال النعمة. ويعلّمنا الله بذلك أن نصلّي واثقين تمامًا بأننا سنحصل على ما نصلّي لأجله، لأنه ينظر إلينا بكثيرٍ من المحبة ويسعى لإشراكنا في إرادته وعمله الخلاصيين. وهو يحثّنا إذًا على الصلاة لتحقيق ما ينويه... ويبدو لنا وكأنه يقول، "ما الذي يُرضيني أكثر من ابتهالكم إليّ بحرارة وحكمة ودون كلل بهدف تحقيق تصميمي؟" فالنّفس تتماهى مع الله إذًا من خلال الصلاة.
ولكن عندما يكشف الربّ ذاته لنا من خلال نعمته ولُطفه، فإنه يكشف ذاته لنفسنا، ونحصل بذلك على ما نُريد ونطلب. وفي لحظاتٍ كهذه، نعجز عن التفكير في طلب أيّ شيٍئ آخر. فكّل رغبتنا وكلّ قوانا تتركّز كليًا على التأّمل فيه. إن هذا، على ما يبدو لي، هو مستوًى مرتفع من الصلاة نعجز عن فهمه. فالغرض الأول والأخير من صلاتنا هو الإرتباط من خلال الرؤيا ومن خلال التأمّل بذلك اللذي نصلّي له، بفرحٍ عجيب وخشيةٍ مهيبة، في وقت تغمرنا عذوبة وبهجة رائعتين بحيث نعجز عن الصلاة في هذه اللحظات إلا على النحو الذي يُرشدنا علينا. وأنا أعرف أن الله كلّما كشف ذاته أمام النّفس كلّما زاد شوقها إليه وإلى نعمته. ولكننا عندما لا نراه تغمرنا الحاجة الملّحة إلى الصلاة إلى الرّب يسوع، بسبب ضعفنا وعجزنا.