↓ هل توجد ديمقراطيّة حقيقيّـة الآنْ في العالم اليــوم ؟ ↓
كاتب الموضوع
رسالة
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: ↓ هل توجد ديمقراطيّة حقيقيّـة الآنْ في العالم اليــوم ؟ ↓ الخميس 16 يناير 2014 - 19:13
هل توجد دولة ديمقراطية حقيقية الآن في العالم ؟؟؟ بقلم المحامي/ كمال محي الدين اسعد : ان الديمقراطية بالاصل هي كلمة يونانية تتكون من مقطعين المقطع الأول هو (ديمو)-Demo- ويعني الشعب والمقطع الثاني هو (قراط)- ويعني السلطة أو الحكم، إذاً الديمقراطية هي سلطة الشعب في الترجمة الدقيقة لها ولكن توسع علماء وفلاسفة اليونان في تفسيرها واطلقوا على الديمقراطية بأنها سلطة الشعب بواسطة الشعب ولمصلحة الشعب. اطلقت كلمة الديمقراطية لاول مرة على العملية الانتخابية أو الاستفتاء على القضايا والمسائل والاحكام التي تهم البلاد والمطروحة امام حشد من النبلاء والحكام والاغنياء الذين اجتمعوا في ساحة ( آغورا ) بمدينة اثينا اليونانية وذلك قبل عام 500 للميلاد. الجدير بالذكر ان النبلاء والحكام والاغنياء هم الذين كانت تطلق عليهم كلمة الشعب ولهم حق التصويت في القضايا التي تهم البلاد وان العمال والفلاحين كانوا من المنبوذين والحقراء ظلماً وليس لهم حق التصويت كذلك الرق وان المرأة ليست لها حق التصويت ايضاً، على هذا الاساس كانت عملية الاستفتاء تجري بشكل محدود وغير معقد من الناحية العددية واختلاف المصالح وكانت هذه العملية تسمى استفتاء الشعب لانتخاب سلطةالشعب ولمصلحة الشعب وأطلقت عليها الديمقراطية أي سلطة الشعب ولكن في الحقيقة هي ديمقراطية النبلاء لايجاد سلطة النبلاء والاغنياء ولمصلحتهم وليس سلطة الشعب بالمفهوم العلمي والسياسي والاجتماعي لمعنى كلمة الشعب. فالشعب بالمفهوم العلمي المعاصر هو حشد كبير من الناس يتمتعون بالجنسية الوطنية لدولة من الدول يقيمون داخل الوطن أو خارجه بغض النظر عن قومياتهم ودياناتهم وألوانهم ولغاتهم وجنسيتهم أو حالتهم الاجتماعية والمعيشية وهذا يعني عدم حرمان المرأة أو العمال والفلاحين والارقاء والفقراء من حق التصويت والرأي كما كان سائداً ايام اليونانيين، وحتى في فرنسا بعد ثورة 14 تموز كانت المرأة والأرقاء محرومين من حق التصويت لحين سنة 1945 فاذا كانت الديمقراطية هي سلطة الشعب بمفهومها اللغوي عند اليونان وكان الشعب عندهم يقتصر على النبلاء والاغنياء والحكام فاصبحت السلطة لديهم سلطة النبلاء والاغنياء والحكام فماذا نقول نحن الآن وكيف نتعامل مع كلمة الديمقراطية باعتبارها سلطة الشعب وما هي طريقة انشائها بالشكل المطلوب بالرغم من صعوبة تحقيقها ان لم نقل استحالتها؟ لو نظرنا الى محيطنا السياسي وخاصة بعد انهيار الدكتاتورية الصدامية نرى عدة عشرات من الاحزاب والحركات اطلقت على نفسها اسم ( الديمقراطي ) وهي في أكثر الاحيان ليس فقط لا يمارسون الديمقراطية مع افراد عوائلهم بل لا يعرفون معنى الديمقراطية...! قبل ان يفكروا بتطبيقها داخل المجتمع ولصالحه. كانت الممارسات اليونانية تحت غطاء الديمقراطية ما هي الا ممارسات غير شعبية لايجاد دكتاتوريات النبلاء والحكام والاغنياء وكانت هذه الاساليب استعملت في دول اخرى كثيرة ولحد الآن وباشكال مختلفة اخرى. نحن –العراقيين- اصحاب الحضارات والعلوم والفلسفة وموطن الرسالات السماوية هل من اللائق بنا ان نسمي انفسنا باسماء وصفات لا تتفق مع حقيقتنا وان اسماءنا ليست على مسمياتها؟ فاذا كانت افكارنا وعقليتنا وحبنا للشعب والوطن تصل الى درجة استيعابها للديمقراطية فلنتوكل على الله تعالى ونسمي انفسنا ديمقراطيين والا فلا، ومن الممكن ان نسمي انفسنا برجوازيين أو ليبراليين أو اشتراكيين حسب قربنا من هذه المفاهيم ولا نظلم الديمقراطية الحقيقية لاننا لسنا بديمقراطيين ولا يمكن تطبيقها فلماذا نوهم الاخرين. فالديمقراطية الحقيقية بمفهومها اللغوي ( سلطة الشعب ) والشعب بالمعنى المعاصركما اسلفنا سابقاً لم ولن ترى النور مطلقاً والدليل على ذلك هي العمليات الانتخابية في الدول المتمدنة والعريقة في ديمقراطيتها حسب ادعائهم حيث لم تتمخض هذه الانتخابات عن ايجاد سلطة الشعب ولمصلحة الشعب. فالانتخابات الامريكية والبريطانية والفرنسية والايطالية... الخ بالرغم من نزاهتها والحريات السائدة فيها على ما اعتقد لن تأتي بسلطة الشعب حيث ان هذه الانتخابات في احسن الاحوال لم تعط ليس فقط اصوات كل الشعب ( حتى تصبح سلطة الشعب ) فحسب بل لم تعط لمرشحيها الفائزين اكثر من 30 ثلاثين أو 40 اربعين بالمائة من الاصوات إذاً ليس بامكان الفائز في الانتخابات ان يقول انا أو نحن نمثل سلطة الشعب، وكذلك بالنسبة للعراق عندما جرت الانتخابات العامة لانتخاب المجلس النيابي العراقي ليكون سلطة الشعب ويمارس صلاحياته باسم الشعب ولمصلحة الشعب فاشتركت جماهير غفيرة في هذه الانتخابات وكان عدد الناخبين زهاء ( 12 ) اثني عشر مليون شخص وجرت الانتخابات بكل حرية ونزاهة بالرغم من الظروف الامنية والمعاشية الصعبة فبدأت قوائم الاحزاب والتيارات والشخصيات السياسية والمجموعات الدينية والعشائرية تعلن ترشيحاتها لتنال حق العضوية في المجلس النيابي العراقي وعندما فرزت الاصوات وجدنا هذا العدد الهائل من الناخبين تبعثرت اصواتهم بين هذا الكم الهائل من المرشحين الامر الذي أدى الى عدم حصول أية جهة على جميع الاصوات وبذلك فشلنا في محاولة ايجاد سلطة الشعب كما نراه يومياً في مناقشات المجلس النيابي حيث لم نجد أية جهة تحظى بتأييد نصف اعضاء المجلس في أقل تقدير. هذه هي الحقائق التي تلمسها لمس اليد وأمام انظار العالم بالرغم من مرارتها ولكن علينا ان نتعامل معها بدون خوف أويأس فاذا كانت الديمقراطية افضل اسلوب حكم واحسن طريقة لانتخاب سلطة الشعب ومن الممكن العمل به بعد ان نتخلى عن انانيتنا وحبنا للذات ولا نلغي الاخر فتوكل عليها والله ناصرنا بعكسه دعونا نفتش عن اسماء واساليب حكم من نوع آخر قريبة من مصلحة الشعب وازدهار البلد كأن نختار سلوكاً برجوازياً أو اشتراكياً أو ليبرالياً او حزب الاكثرية أو الحزب القومي.. فالاصرار على ادعائنا بالديمقراطية وكأننا نطرق على الحديدة الباردة!! ولن نسمي انفسنا ديمقراطيين ظلماً وبهتاناً بانفسنا امام الشعب والوطن والتأريخ ونعتدي على النظرية الديمقراطية التي كان من الممكن تطبيقها بين حفنة من النبلاء والاغنياء والحكام والذين تمت تسميتهم بالشعب وهم ليسوا الا اعداء الشعب فاللوم هنا يوجه الى علماء وفلاسفة اليونان الذين كانوا من حاشية السلاطين ومرتزقتهم الذين اعطوا صفة الشعب الى اسيادهم النبلاء والاغنياء. علينا بعد كل ذلك العمل من اجل رفع المستوى الثقافي والعلمي والثقة بالنفس ونبذ الانانية وحب الذات على حساب المقابل وهذا عبء كبير على المثقف وعلى جمهوريتنا الاتحادية الفدرالية وحكومة اقليم كوردستان والجامعات ولن نبقى اسرى للنظريات البالية التي ظهرت في ظروف واماكن بعيدة كل البعد عن عراقنا وعصرنا الحاضر فالذي قاله (جان جاك روسو) أو ( العميد دكي ) أو ( ماركس ) أو الدكتور ( داب ا) ليس صحيحاً في كل مكان وزمان فأهل مكة ادرى بشعابها. والله الموفق بعد الاعتذار. المصدر / منتدى الصّوت الآخـــــر .
↓ هل توجد ديمقراطيّة حقيقيّـة الآنْ في العالم اليــوم ؟ ↓