البحر والصحراء في السعودية مقومات سياحية هائلة أمام عوائق عديدة
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61353مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: البحر والصحراء في السعودية مقومات سياحية هائلة أمام عوائق عديدة السبت 18 يناير 2014 - 23:17
البحر والصحراء في السعودية مقومات سياحية هائلة أمام عوائق عديدة
السياحة الوافدة للسعودية تقتصر على مجموعات ذات أعداد محدودة وضمن برامج سياحية منظمة ولجنسيات مختارة وحسب إجراءات خاصة.
العرب [نُشر في 19/01/2014، العدد: 9443، ص(17)]
السعودية قادرة على المنافسة عالميا في مجال السياحة
الرياض ـ تتمتع المملكة العربية السعودية بمقومات سياحية هائلة يمكن أن تجعلها من أكبر الدول الجاذبة للسياح من مختلف الجنسيات نظرا لسواحلها البحرية الجذابة إضافة إلى الصحراء التي لم تعد عائقا بل مكتسبا سياحيا يجذب الزوار في فصل الشتاء خاصة. كما أن المنطقة الجنوبية تتوفر على آثار تاريخية ومناطق خلابة، لكن رغم هذا تظل السياحة في المملكة في خطواتها الاولى. السعودية قادرة على المنافسة عالميا في مجال السياحة لما لها من مقومات طبيعية وحضارية، فسواحلها الهائلة قد لا تتوفر بهذا الامتداد والتنوع البيئي لكثير من الدول الأكثر استحواذا على عائدات السياحة العالمية، وتتيح لها هذه السواحل فرصا غير مسبوقة للاستثمار السياحي في الرياضات البحرية ومسابقات الصيد مع ما تتيحه من فرص واعدة لإنشاء المنتجعات الساحلية.
كما أن هواة التخييم لن يجدوا في العالم أفضل من الصحراء السعودية الغنية بكل مقومات هذا النمط السياحي، حيث تجمع طبيعتها بين كل أنواع البيئات، ويجعلها اتساعها تعيش أكثر من فصل مناخي في الوقت نفسه. ويتزامن مع ذلك ما لنشاطات سباقات السيارات والدراجات والأشرعة والطيران وغيرها من فرص في مناطق عديدة من المملكة وجاذبية بين الشباب.
وثمة تجارب عديدة نفذتها أندية وفرق محلية لهواة السيارات السريعة والمعدلة ورباعية الدفع باشرت على فترات متباعدة رحلات برية كانت بمنزلة تجارب سياحية غير مسبوقة مع الطبيعة البكر لبعض المناطق الجبلية والساحلية في المملكة. أما على صعيد المناطق الأثرية فالمملكة غنية بآثارها ومناطقها التي قد تكون مثار جذب لملايين السياح. لكن التوجهات الاستراتيجية التي تتحرك في إطارها السياحة تحد من انطلاقتها في الوقت الذي يمكن معالجة السلبيات المصاحبة بكثير من الحلول. وتكشف استراتيجية الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية عن علامتين فارقتين تبحثان عن تفسير، وكلتاهما مرتبطة بالأخرى.
السعودية غنية بآثارها ومناطقها التي قد تجذب ملايين السياح
الأولى أن الهيئة تستهدف السياحة الداخلية كهدف أساسي يجعل جميع نشاطات وبرامج الهيئة في التنمية السياحية معتمدة على توطين السياحة الداخلية وتشجيع نموها وتطويرها لتصبح قطاعا اقتصاديا فعالا ومنتجا في الاقتصاد الوطني. أما الثانية فتتمثل في عدم استهداف السياحة الأجنبية الوافدة للمملكة، حيث لا تشكل للهيئة أولوية ولا يتم التسويق لها على أي مستوى كان. والغريب أن الهيئة تعترف بأنها لا ترى إمكانية استيعاب المملكة في هذا الوقت للسياحة الأجنبية بالشكل المعمول به في الدول الأخرى. وأن السياحة الوافدة للمملكة تقتصر حالياً على مجموعات ذات أعداد محدودة وضمن برامج سياحية منظمة ولجنسيات مختارة وحسب إجراءات خاصة، كما يتم مسح هذه المجموعات أمنياً والتنسيق بشأنها بشكل منظم مع وزارتي الداخلية والخارجية منذ قدومها وحتى مغادرتها. ويذكر التقرير أن الهيئة حددت، بناء على ضوابط أقرتها الدولة، الأنماط السياحية وجنسيات السياح ونوعياتهم والذين يمكن استقبالهم في المملكة، وأصدرت أدلة إرشادية لقواعد السلوك السياحي بالإضافة إلى قواعد السلوك لمقدمي الخدمات السياحية. والواقع أن لا أحد ينكر القيمة الحقيقية لهذه التوجهات التي تعبِّر عن حرص البلاد على منجزاتها وقيمها وتوجهاتها، ولكن ما دمنا نتحدث عن سوق تنافسية تشتد فيها قوى الجذب وتتقدم بعضها على بعض بالعروض والمزايا والبرامج، قد تحرم بعض هذه التوجهات القطاع السياحي في المملكة من مزايا عديدة متاحة وفي المقدور الحصول عليها. وتثير بعض التعبيرات والصياغات في هذه الاستراتيجية قلق السائح الأجنبي، فلا هو يعرف ما هي طبيعة الجنسيات المسموح لها بالسياحة في المملكة، وقد لا يعرف ما المقصود بـ “نوعياتهم” وربما لا يطلع كثيرون على قواعد السلوك التي تحدثت عنها الهيئة. ولذلك حينما توضع أمام السائح الأجنبي خيارات من بينها التوجه إلى المملكة للسياحة، فإن علامات استفهام كثيرة تتعلق بالمسموح والممنوع قد تؤجل قراره بالقدوم، أو ربما تسهل اختياره لوجهة أخرى.
البحر والصحراء في السعودية مقومات سياحية هائلة أمام عوائق عديدة