لقد تم محوّ الخطيئة؛ "ولَبِسَ هذا الكائِنُ الفاسِدُ ما لَيسَ بِفاسِد" (1كور15: 54)؛ لقد كشف لنا القدّيس يوحنّا المعمدان، سابق الرّب، عن دخولنا في حالة النعمة قائلاً: "هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم"(يو 1: 29). فأظهر صكّ الإبراء للذين كان دَينَهم كبيرًا. ذاك الذي اهتزّ فرحًا منذ أن كان في أحشاء والدته أعلن عن ذلك اليوم وعرّف عن ذاك الذي ظهر لنا وأنار كلّ شيء. لقد أفصح يوحنّا المعمدان عن السرّ؛ فدعا الراعي "حملاً"، وليس فقط "حملاً"، إنّما "الحمل الذي يمحو كلّ خطايانا". قال " هُوَذا حَمَلُ الله!"، ولا حاجة بعد اليوم إلى كبش الفداء (راجع لا 16: 21). ارفعوا أيديكم جميعًا نحوه، معترفين بخطاياكم، لأنّه جاء ليغفر خطايا العالم كلّه. من أعلى السماء، أرسل الآب لنا جميعًا هذه الهديّة: ذاك الذي ظهر وأنار كلّ شيء... لقد بدّد الليل الدامس؛ بفضله، أصبح كلّ شيء نورًا. على العالم كلّه، أشرق نور لا يغيب، مخلّصنا يسوع المسيح. في الوفرة، تشبه "أرض زبولون" الجنّة، لأنّ سيل الملذّات ترويها ومجرى مياه حيّة أبدًا ينبع فيه... في "جليل الأمم"، نتأمّل اليوم ينبوع المياه الحيّة، ذاك الذي ظهر وأنار كلّ شيء (راجع مت 4: 15-16؛ مز36[35]: 9-10).
*********************************************
الأحد 19 كانون الثاني/يناير 2014 الأحد الثاني بعد الدنح: إعتلان سرّ المسيح للرسل
مقدِّمة القراءات
إنّ دعوة التلاميذ الأوائل، ثمّ الرسل الاثني عشر، لَحَدثٌ هامّ جدًّا، في حياة يسوع العلنيّة ورسالته الخلاصيّة، لدى الإنجيليّين الأربعة، لكنّ الإنجيليّ يوحنّا يعطيها طابعًا خاصًّا ومميّزًا، إذ يذكر أنّ تلاميذ يسوع الأوائل كانوا تلاميذ المعمدان، وهكذا يكون المعمدان قد هيَّأ ليسوع بصورة مباشرة، لا بالشهادة والعماد فحسب، بل بدعوة تلاميذه إلى اتّباع يسوع: «عليه هو أن يزيد، وعليّ أنا أن أنقص».
1 - الرسالة (2 قور 4/5-51): شكَّ أناس من كنيسة قورنتس برسوليّة بولس ورسالته، لأنّه لم يتتلمذ ليسوع التاريخيّ كالرسل الاثني عشر. فاضطُرَّ الرسول أن يدافع بكلّ قواه، مُثبتًا رسالته وخدمته ومواظبته على العمل بدون ملل، مؤكّدًا أن لا شيء، حتّى ولا الموت نفسه، يستطيع أن يثنيه عن التجدّد في المسيح، كلّ يوم. ويُعيد فَضْل خدمته الرسوليّة، لا إلى كفاءته البشريّة، بل إلى حضور الله الفاعل فيه، وإشراق نور معرفة مجد الله له في وجه المسيح يسوع. ويصوّر لنا حقيقة واقع الرسول بصفات مترادفة ومتناقضة: فرسالته ضيق وسَحْق، واضطهاد وموت مع المسيح المصلوب المائت، ومجد وحياة أبديّة مع الربّ الحيّ القائم. وهذا يُطبَّق على جميع الرسل الباقين.
أمّا قراءات الأسبوع فقد تمّ انتقاؤها من الرسالة عينها، في قراءة متواصلة (1-2؛12-13): يبدأ الرسول بصلاة بركة ومديح لله، لأنّه نجّاه من ظروف صعبة وخطرة على حياته؛ ثمّ يبدأ يدافع عن نفسه، ضدّ مُتّهميه، مفتخرًا بشهادة ضميره النقيّ، وببساطته وصدقه، ومؤكّدًا أنّه موضوع فخر لمتّهِميه أنفسهم، وشارحًا أنّه اضطُرّ إلى تغيير برنامج سفره، لا بسوء نيّة، بل لأحداث مفاجئة، وبقلبه المُفعم شعورًا وحبًّا واحترامًا، يصرّح، مُشهِدًا الله عليه، أنّه غيَّر خطّة سفره لخير المؤمنين أنفسهم. ثمّ يعود يشكر الله على خدمته الرسوليّة في إعلان كلمة الله بصدق وإخلاص وبلا تحريف. ولا يخشى بولس الذلّ من أحد، بل ذلّه من الربّ وحده، إن رأى الجماعة خاطئة وغير تائبة، لأنّه يغار على وحدتها. ولذلك يحرّض الجميع على امتحان أنفسهم هل هم راسخون في الإيمان بيسوع المسيح. وينتهي بالصلاة لأجلهم وبقبلة السلام.
2 - الإنجيل (يو 1/35-42): شهادة المعمدان ليسوع أمام تلاميذه هي دعوة منه لهم ليتبعوا يسوع. واتّباع يسوع هو اختبار شخصيّ، لا يذوقه إلاّ من يلحق بيسوع إلى حيث هو مُقيم، فيُقيم عنده، ويراه ويسمعه، ويُعلن له يسوعُ سرَّه، وحينئذ يروح بدوره يشهد ليسوع، ويجذب إليه مؤمنين جُدُدًا وتلاميذ. وهكذا فدعوة أندراوس ويوحنّا تبقى مثالاً للدعوة المسيحيّة.
أمّا قراءات الأسبوع فمتنوّعة بتنوّع الدعوات، وفي إطار إنجيل الأحد: دعوة فيلبّس ونتنائيل في يوحنّا (1/43-51)؛ ودعوة التلاميذ الأوائل الأربعة في لوقا (5/1-11)؛ وفي متَّى (4/18-25)؛ ودعوة الرسول متّى العشّار والعشّارين والخطأة معه (متى 9/9-13)؛ ودعوة الفعلة القليلين إلى الحصاد الكثير (متى 9/35-38)؛ ودعوة الرسل الاثني عشر وإعطاؤهم سلطانًا به يصنعون الآيات، ثمّ إرسالهم يبشّرون (متى 10/1-6).
إنّ كنيسة العهد الجديد قائمة على هؤلاء الرسل الاثني عشر، كما قامت جماعة العهد القديم على أولاد يعقوب الاثني عشر
من كتاب الإنجيل الطقسيّ (بكركي-2005)
siryany عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8408مزاجي : تاريخ التسجيل : 13/09/2012الابراج :
موضوع: رد: الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني/الأحد الثاني بعد الدنح: إعتلان سرّ المسيح للرسل/الأحد 19 كانون الثاني/يناير 2014 الأحد 19 يناير 2014 - 7:22