الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني/الأحد الثالث بعد الدنح: إعتلان سرّ المسيح لنيقوديمس وللشعب اليهوديّ/ الأحد 26 كانون الثاني/يناير 2014

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني

يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟

(يوحنا 6: 68)

الأحد 26 كانون الثاني/يناير 2014

الأحد الثالث بعد الدنح: إعتلان سرّ المسيح لنيقوديمس وللشعب اليهوديّ

أنظر إلى التعليق في الأسفل

عظة يونانيّة من القرن الرابع: "وكما رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة فكذلِكَ يَجِبُ أَن يُرفَعَ ابنُ الإِنسان"(يو 3: 14)

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية .29-23:3
يا إِخوَتِي، قَبْلَ أَنْ يَأْتيَ الإِيْمَان، كُنَّا مُحْتَجَزِينَ مَحبُوسِينَ تَحْتَ الشَّرِيعَة، إِلى أَنْ يُعْلَنَ الإِيْمَانُ الـمُنْتَظَر.
إِذًا فَالشَّرِيعَةُ كَانَتْ لَنَا مُؤَدِّبًا يَقُودُنَا إِلى الـمَسِيح، لِكَيْ نُبَرَّرَ بِالإِيْمَان.
فَلَمَّا أَتَى الإِيْمَان، لَمْ نَعُدْ تَحْتَ مُؤَدِّب؛
لأَنَّكُم جَمِيعًا أَبْنَاءُ اللهِ بَالإِيْمَان، في الـمَسِيحِ يَسُوع.
فأَنْتُم جَمِيعَ الَّذِينَ ٱعْتَمَدْتُم في الـمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ ٱلـمَسِيح.
فلا يَهُودِيٌّ بَعْدُ ولا يُونَانِيّ، لا عَبْدٌ ولا حُرّ، لاَ ذَكَرٌ ولا أُنْثَى، فإِنَّكُم جَمِيعًا وَاحِدٌ في الـمَسِيحِ يَسُوع.
فَإِنْ كُنْتُم لِلمَسِيح، فأَنْتُم إِذًا نَسْلُ إِبْراهِيم، ووَارِثُونَ بِحَسَبِ الوَعْد.

إنجيل القدّيس يوحنّا .16-1:3

كانَ إِنْسَانٌ مِنَ الفَرِّيسيِّينَ ٱسْمُهُ نِيقُودِيْمُوس، رَئِيسٌ لِليَهُود.
هذَا جَاءَ لَيْلاً إِلى يَسُوعَ وقَالَ لَهُ: «رَابِّي، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّكَ جِئْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا، لأَنَّهُ لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَصْنَعَ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَصْنَعُهَا مَا لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ مَا لَمْ يُولَدْ مِنْ جَدِيد».
قَالَ لَهُ نِيقُودِيْمُوس: «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يُولَدَ وهُوَ كَبِيرٌ في السِّنّ؟ هَلْ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ ثَانِيَةً حَشَا أُمِّهِ، ويُولَد؟».
أَجَابَ يَسُوع: «أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ، لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ مَا لَمْ يُولَدْ مِنَ المَاءِ والرُّوح.
مَولُودُ الجَسَدِ جَسَد، ومَوْلُودُ الرُّوحِ رُوح.
لا تَعْجَبْ إِنْ قُلْتُ لَكَ: عَلَيْكُمْ أَنْ تُولَدُوا مِنْ جَدِيد.
أَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاء، وأَنْتَ تَسْمَعُ صَوتَهَا، لكِنَّكَ لا تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي ولا إِلى أَيْنَ تَمْضِي: هكَذَا كُلُّ مَوْلُودٍ مِنَ الرُّوح».
أَجَابَ نِيقُودِيْمُوسُ وقَالَ لَهُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَصِير هذَا؟».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «أَنْتَ مُعَلِّمُ إِسْرَائِيلَ وتَجْهَلُ هذَا؟
أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: نَحْنُ نَنْطِقُ بِمَا نَعْلَم، ونَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا، وأَنْتُم لا تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا.
كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ الأَرْضِ ولا تُؤْمِنُون، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِذَا كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ السَّمَاء؟
مَا مِنْ أَحَدٍ صَعِدَ إِلى السَّمَاء، إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء، أَي إِبْنُ الإِنْسَان.
وكَمَا رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة، كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ الإِنْسَان،
لِكَي تَكُونَ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ بِهِ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة.
هكَذَا أَحَبَّ اللهُ العَالَم، حتَّى إِنَّهُ جَادَ بِٱبنِهِ الوَحِيد، لِكَي لا يَهْلِكَ أَيُّ مُؤْمِنٍ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة.

النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)

تعليق على الإنجيل:

عظة يونانيّة من القرن الرابع
عن عيد القيامة المجيدة (مستوحاة من عظة مفقودة للقدّيس هيبوليطُس الرومانيّ (؟ - نحو 235)، كاهن وشهيد)
"وكما رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة فكذلِكَ يَجِبُ أَن يُرفَعَ ابنُ الإِنسان"(يو 3: 14)

إنّ شجرة الصليب بالنسبة إليّ هي شجرةُ الخلاص الأبديّ. فهي تغّذيني ومنها أصنعُ وليمتي. فبجذورها أتأصّل ومن خلال فروعها أمتدُّ؛ نداها يطهّرني ونَفَسُها يُخصبني كنسيمٍ عليلٍ. في ظِلالها نصَبتُ خيمتي، وإليها أهرب من الحَرّ الشديد وأجِدُ ملاذًا منعشًا. ومن أزهارها تزهِر نفسي ومن فاكهتها أَصنع أطيب الملذّات، إذ تستمتع نفسي بدون حدود بهذه الثمار التي كانت محفوظة لي منذ البدء... وعندما أرتعشُ أمام الله، هذه الشجرة تحميني وهي دعمي عندما أتعثّر، فهي جزاءُ كفاحي وكأسُ انتصاراتي. هذه الشجرة هي "البابُ الضيّق والطريقُ الحرج" (مت 7: 14) وسلّم يعقوب الذي "ينتَصِبٌ على الأَرض ورأسُه يُلامِسُ السَّماء، ومَلائِكَةُ اللهِ صاعِدونَ نازِلونَ علَيه" (تك28: 12).
وهذه الشجرة ذات الأبعاد السماويّة قد ارتفعت من الأرض نحو السماوات، نبتة خالِدة معلّقة في الوسط بين السماء والأرض. فهي دعامةُ كلَ شيءٍ وسَنَدُ الكون ودعمُ العالم المأهول، وهي تكتَنفُ الفضاء الخارجيّ وتضمّ العناصر المختلفة للطبيعة البشريّة. وشجرة الصليب نفسها قد جمعتها أوتادُ الروح غير المرئيّة بحيث لا تهتزّ في مطابقتها لِما هو إلهيّ. والشجرة كاملة ومتكاملة في كلّ شيء وفي كلّ مكان، إذ تلمس قمّتها أثير السماوات، وتثبّت أقدامُها الأرض وتغمر من جميع الجهات بذراعيها الهائلتين المساحات اللامتناهية من الفضاء.
كادَ العالمُ يصير دمارًا، وكادَ العالمُ يذوبُ رعبًا أمام الآلام، لو لم ينفخ فيه الرّب يسوعُ الروحَ الإلهيّ قائلاً: "يا أَبَتِ، في يَدَيكَ أَجعَلُ رُوحي!" (لو23: 46)... لقد اهتزّ كلُّ شيء، ولكن عندما ارتفع الروح الإلهيّ، أُعيد إحياء الكون على نحوٍ ما، ونُفِحت فيه روحٌ جديدة وعاد ووجد استقرارًا راسخًا. وامتلأ كلُّ شيء وكلُّ مكان من الله، وتغلّل الصَليبُ في كلّ شيء.

تابعونا على الفيسبوك

ARAMIC HOUSE

https://www.facebook.com/groups/655762934463608/