المقام العراقي في دار الأوبرا الملكية بلندن

تحييه الفنانة فريدة بعد جولة لها في عدد من المدن البريطانية
فريدة برفقة مجموعتها الغنائية الموسيقية تختتم جولتها البريطانية في العاشر من الشهر الحالي على مسرح دار الأوبرا («الشرق الأوسط»)
لندن: معد فياض
سيكون الجمهور البريطاني على موعد مع مطربة المقام العراقي فريدة برفقة مجموعتها الغنائية الموسيقية، فرقة المقام العراقي، التي يترأسها الموسيقي محمد كمر، وذلك في دار الأوبرا الملكية بوسط لندن.

كمر، زوج الفنانة فريدة وعازف آلة الجوزة، قال لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة الهولندية أمستردام، إن هذا الحفل يأتي ضمن البرنامج الجديد لسيدة المقام العراقي فريدة وفرقتها الموسيقية لصيف هذا العام، في عدد من المدن البريطانية، في الفترة ما بين 7 وحتى 12 يوليو (تموز) الحالي، مستهلة أول عروضها في حفل ضمن مهرجان الموسيقى العربية في مدينة ليفربول، يوم 8 يوليو، حيث يعتبر هذا المهرجان من أكبر المهرجانات العربية في أوروبا، وسيشترك فيه عدد من نجوم العرب بينهم الفنان المصري محمد منير إلى جانب فرقة النيل للفنون الشعبية. وفي التاسع من الشهر الحالي ستحيي فريدة حفلا ثانيا في مدينة كاردف عاصمة مقاطعة ويلز، منبها إلى أن «حفل اختتام هذه الجولة سيكون يوم السبت، العاشر من الشهر الحالي على مسرح دار الأوبرا الملكي وسط لندن». وتعد الفنانة العراقية فريدة هي أول مطربة عربية تعتلي هذا المسرح لتؤدي ألوانا من المقام العراقي الأصيل.

وأوضح كمر، وهو موسيقي أكاديمي ومن المجددين في العزف على آلة الجوزة التراثية التي يعود تاريخها إلى العصر السومري، وملحن غالبية الأغاني التي تؤديها فريدة، أن «هذه الزيارة تأتي بعد غياب دام أربع سنوات عن الجمهور البريطاني، إذ سبق أن قدمت عدة حفلات في لندن ومدينة باث، وأيضا شاركت في مهرجان «ومد» للموسيقى العالمية في مدينة ريدينغ حين قدمت حفلا كبيرا ضمن برامج المهرجان.

فريدة تتميز بطبقات صوتية عريضة وعالية، وتعد من أبرز من أدين المقام العراقي الذي اقتصر أداؤه ولعشرات السنوات على الأصوات الرجالية، لهذا كانت قد حملت لقب «صوت الرافدين» و«سيدة المقام العراقي». وعبرت فريدة عن سرورها «للعودة إلى مسارح لندن حيث ألتقي جمهورا متعدد الثقافات والانتماءات، بينهم الجمهور الشرقي، العراقي والعربي خاصة، والغربي الذي منحني في حفلات سابقة تشجيعه إعجابا بصوتي».

وأضافت قائلة «كانت أولى وأبرز المفاجآت عندما شاركت في مهرجان للموسيقى العالمية بدعوة من الـ(بي بي سي) في مدينة باث، إذ كان الجمهور إنجليزيا تماما، وقد استمعوا بإعجاب على مدى ما يقرب من ساعة ونصف الساعة وصفقوا لنا كثيرا، وقبلها كنت قد أحييت حفلا في مدينة أكسفورد، ثم جاءت مشاركتي في مهرجان الموسيقى العالمي في مهرجان (ومد) الذي فوجئت بالمئات من الحاضرين فيه وهم يحاولون الغناء باللغة العربية وبالأحرى باللهجة العراقية معي».

وكانت ملكة هولندا قد دعت في العام قبل الماضي فريدة وفرقة المقام العراقي لإحياء حفل عيد ميلادها (الملكة)، حيث تتبع تقليدا بأن يحيي كل عام فنان أو فرقة موسيقية هولندية عيد ميلاد الملكة، ولأن فريدة تحمل الجنسية الهولندية وتعتبر من الأصوات المتميزة في أوروبا فقد تم اختيارها مع عدد من المبدعين الهولنديين والحاصلين على الجنسية الهولندية، أمثال الفنانة التشكيلية عفيفة لعيبي.

فريدة كانت قد درست آلة العود في معهد الدراسات النغمية، وتفوقت بها، وبدأت منذ الثمانينات مشوارها مع الغناء لتتميز في أداء المقام العراقي، مما أدى إلى سجال كبير في الوسطين الفني والثقافي العراقي حول جدوى أن يغنى المقام بصوت نسائي. لكن فريدة استمرت في تألقها في هذا المجال، وهي ترد على التقليديين في أداء المقام قائلة «إن سليمة مراد ومائدة نزهت، ومطربات عراقيات أدين ألوانا معينة من المقام العراقي»، منبهة إلى أن «خشية التقليديين من قراء المقام دفعتهم إلى الوقوف في وجه تقدمها»، مشيدة بدعم وتوجيهات «أستاذ المقام الفنان حسين الأعظمي الذي يعد من أكثر المجددين في هذا الفن، وبجهود الفنان محمد كمر (زوجها) الذي أضاف إلي وإلى المقام العراقي الكثير».

كمر، الذي أسس فرقة المقام العراقي في هولندا، كان أستاذا لآلة الجوزة التراثية في معهد الدراسات النغمية (الموسيقية حاليا)، وقد حصل على شهادته الجامعية من كلية الفنون الجميلة في آلة الكمان، وهو يصر على أن «آلة الجوزة يمكن لها أن تتطور وتعاصر بقية الآلات الموسيقية مثل الكمان وغيرها، لهذا قمت بالعزف مع فرق جاز وفرق سيمفونية غربية متعددة ونجحنا في ذلك».

وعن زيارة فريدة القادمة إلى لندن قال كمر «يأتي ذلك في خطوة جديدة للتعاون بين مؤسسة المقام العراقي في هولندا ومؤسسة (ثيرتي آي بي إس الإنجليزية)، بإدارة مايكل وايتوود، والتي ستنظم جولات وحفلات الفنانة فريدة في المملكة المتحدة وحول العالم»، مشيرا إلى أن «الفنانة فريدة ستشارك بعد جولتها الأوروبية في مهرجان الأردن الدولي 2010 خلال شهر أغسطس (آب) القادم إلى جانب نجوم عرب وعالميين، أمثال كاظم الساهر، وكذلك الفنانة المصرية آمال ماهر، والأردنية مكادي نحاس، إضافة إلى فرق من تركيا والمغرب، لنتوجه بعدها، وفي شهر سبتمبر (أيلول) القادم إلى دمشق حسب دعوة من دار (الأسد) للثقافة والفنون في الجمهورية العربية السورية للمشاركة في مهرجان (لا زالت النساء تغني)، حيث ستحيي فريدة حفلا كبيرا في دار الأوبرا في دمشق».

منقول