رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس .5-1:2 وأَنا أَيضًا، لَمَّا أَتَيْتُكُم، أَيُّها الإِخوَة، لم آتِكُم لأُبَلِّغَكُم سِرَّ اللهِ بِسِحْرِ البَيانِ أَوِ الحِكمَة، فإِنِّي لم أَشَأْ أَن أًَعرِفَ شَيئًا، وأَنا بَينَكُم، غَيرَ يسوعَ المسيح، بل يسوعَ المسيحَ المَصْلوب. وقَد مثلتُ بين أيديكم، وبي ضُعفٌ وخَوفٌ ورِعدَةٌ شَديدة، ولَم يَعتَمِدْ كَلامي وبشارتي على أُسلوبِ الإِقناعِ بِالحِكمَة، بل على ظهور الرُّوحِ والقُوَّة، كَيلا يَستَنِدَ إِيمانُكُم إِلى حِكمَةِ النَّاس، بل إِلى قُدرَةِ الله.
إنجيل القدّيس متّى .16-13:5 في ذلك الزمان، قال يسوع لتلاميذه: أَنتُم مِلحُ الأَرض، فإِذا فَسَدَ المِلْح، فأيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُه؟ إِنَّه لا يَصلُحُ بَعدَ ذلك إِلاَّ لأَنْ يُطرَحَ في خارِجِ الدَّار فَيَدوسَه النَّاس. أَنتُم نورُ العالَم. لا تَخْفى مَدينَةٌ قائِمَةٌ عَلى جَبَل، ولا يُوقَدُ سِراجٌ وَيُوضَعُ تَحْتَ المِكيال، بل عَلى المَنارَة، فَيُضِيءُ لِجَميعِ الَّذينَ في البَيْت. هكذا فَلْيُضِئْ نُورُكُم لِلنَّاس، لِيَرَوْا أَعمالَكُمُ الصَّالحة، فيُمَجِّدوا أَباكُمُ الَّذي في السَّمَوات.
عظة منسوبة إلى القدّيس مكسيمُس الطورينيّ (؟ - نحو 420)، أسقف
"أَنتُم مِلحُ الأَرض، أَنتُم نورُ العالَم"
قال الرّب يسوع للرسل: "أَنتُم نورُ العالَم". كم هي صحيحة تلك التّشابيه التي استخدمها الربّ للإشارة إلى آبائنا في الإيمان! لقد قال عنهم أنّهم "مِلح"، إذ هم الذين علّمونا حكمة الله، وإنهّم "نور"، إذ هم الذين يطردون عمى قلوبنا وظلمة شكّنا. إنّه لعدل إذًا أن يطلق على الرّسل اسم "النور"؛ فهم يعلنون في ظلمة هذا العالم وضوح السّماء وروعة الحياة الأبدية. ألم يصبح بطرس للعالم أجمع وللمؤمنين نورًا عندما قال للربّ: "أَنتَ المسيحُ ابنُ اللهِ الحَيّ" (مت16: 16). وأي وضوح يمكن للجنس البشري أن يحصل عليه، أكثر من معرفته بواسطة بطرس أنّ ابن الله هو خالق نوره؟ كذلك فإنّ نور القدّيس بولس في العالم لا يقلّ شأنًا: ففي حين كانت الأرض كلّها مصابة بالعمى بسبب ظلمات الشّر، "اخْتُطِفَ هذَا (أي القدّيس بولس) إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ" (2كور12: 2)، وعند عودته كشف عن أسرار الرّوعة الأبديّة. ولذلك، لم يكن بإمكانه الاختباء شأنه شأن أيّ "مَدينَةٍ قائِمَةٍ عَلى جَبَل"، أو من السّماح بأن "يُوضَعُ تَحْتَ المِكيال"، لأنّ الرّب يسوع المسيح وبفعل نور عظمته أوقده مثل سراجٍ ممتلئ بزيت الرّوح القدس. ولذلك يا أحبّائي، إن نبذنا أهواء هذا العالم وتملّكت قلوبنا رغبة البحث عن طعم حكمة الله، فلنتذوّق إذًا مِلحّ الرسل.
*******************************
الأحد 09 شباط/فبراير 2014
تذكار القدّيس مارون الناسك
تذكار القدّيس مارون الناسك
كان كاهناً من سورية الثانية تنسَّك على قمة جبل قورش وحوَّل هيكلاً للاصنام معبداً لله. جاهد في الزُهد ليل نهار مُحتملاً حرّ الصيف وبرد الشتاء، فقصده المؤمنون من كل الأصقاع. كان الله قد وهبه نعمةً لشفاء النفس والجسد. فتتلمذ الكثيرون على يده. ومنهم مَن اصبح قديساً. إنتقل الى الحياة الأبدية بين عام 4710 و423.