النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
تعليق على الإنجيل:
القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة خدمات الأسرار، 1: 84 "إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَراً كثيراً" (يو 24:12)
عندما رأى القدّيس لورنسيوس إنّهم يقودون الأسقف سِكتُس إلى الشّهادة، أجهش بالبكاء. لم ينفطر قلبه لرؤية آلام أسقفه، بل لأنّ هذا الأخير كان ذاهبًا إلى الشّهادة بدونه. لذا، شرع يستجوبه بهذا الكلام: "إلى أين أنت ذاهب بدون ابنك، يا أبتي؟ إلى أين تسرع بدون شمّاسك، أيّها الكاهن القدّيس؟ لطالما اعتدْتَ ألاّ تحتفل بالذبيحة الإلهيّة بدون خادم الكنيسة!... أظهِرْ إذًا أنّك اخترتَ شمّاسًا صالحًا: ذاك الذي أوكلتَه خدمة دم الربّ، ذاك الذي شاركتَه الأسرار، أَترفض أن تتّحدَ معه في تضحية الدمّ؟"
فأجابه البابا سِكستُس قائلاً: "لا أنساك، يا بنيّ، ولا أتخلّى عنك. بل أترك لك معارك أشرس تخوضها. أنا غدوتُ كهلاً ولا يسعني أن أحتمل سوى صراعًا خفيفًا. أمّا أنت، فما زلتَ فتيًّا يافعًا ويبقى لك أن تحقّق انتصارًا أكثر مجدًا في مواجهة الطاغية. ستوافيني عمّا قريب. امسح دموعك. ألقاكَ بعد ثلاثة أيّام..."
بعد ثلاثة أيّام، اعتُقِل لورنسيوس. وطُلِب منه أن يُحضر ممتلكات الكنيسة وكنوزها. فوَعَد بذلك. وفي اليوم التالي، عاد بصحبة الفقراء. سُئل أين هي تلك الكنوز التي عليه جلبها. فأشار إلى الفقراء قائلاً: "هم كنوز الكنيسة. وأيّ كنوز أفضل منهم يمكن أن تُقدَّم للرّب يسوع المسيح الذي قال عنهم: " الحَقَّ أَقولُ لَكم: كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه" (مت25: 40)؟ أظهر لورنسيوس هذه الكنوز وحقّق الانتصار لأنّ المُضطهِد لم يشعر بأيّ رغبة في انتزاعهم منه. لكن في فورة غضبه، أمرَ بحرق لورنسيوس حيًّا.
أبو الكنيسة المارونيّة. ولد في بلاد قورش. دعاه تيودوريطس القورشيّ: «مارون الإلهيّ». رُقّي إلى درجة الكهنوت المقدّسة. ترك الحياة الاجتماعيّة ليتنسّك على إحدى تلال قورش في شمالي سورية. كرَّس معبدًا وثنيٌّا لعبادة اللّه الحقيقيّ. عاش في العراء. أمضى لياليه في الصلاة والسجود والتأمّل، وأيّامه في الصوم والتقشُّف والتجرُّد. ذاع صيته، فتقاطر الناس إليه، للشفاء وسماع إرشاداته والتتلمذ على يديه، فامتلأ الجبل نُسَّاكًا وناسكات. إمتاز بالشفاء من الأمراض الجسديّة والنفسيّة والروحيّة، ودواؤه الوحيد هو الصلاة. كتب القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفمّ رسالةً له يطلب فيها الصلاة من أجله. رقد بالربّ سنة 410م.
الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني/عيد مار مارون المعترف/الأحد 09 شباط/فبراير 2014