|
| للشعر واللغة أو للنشر والكتابة نازيّوهما أيضاً | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
سمير يوسف مشرف مميز
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 465 تاريخ التسجيل : 01/02/2014 الابراج : الموقع : www.samir58.roo7.biz
| موضوع: للشعر واللغة أو للنشر والكتابة نازيّوهما أيضاً الثلاثاء 11 فبراير 2014 - 6:56 | |
| ليتني أدرك حرية القراءة (2-1) عبدالكريم كاظم للشعر واللغة أو للنشر والكتابة نازيّوهما أيضاً (1) لا وجود للنص في غياب قارئه، في قراءاتي النقدية للشعر أبحث عن كوّة صغيرة، في النص الشعري، شبيهة بتلك التي نفذت من خلالها أليس في بلاد العجائب، وأحياناً تتجلى تلك الكوّة في شكل دلالات ورموز وإشارات وطلاسم ومعاني كامنة في خلايا النص الشعري المتشابكة . القراءة ليست فكرة فحسب بل طريقة حياة وأسلوب يسعفك لابتكار الجمال أيضاً، والقراءة متعة كونية، أحياناً اتعاطى معها كأمراة عاشقة وأشتهي الذهاب بها ومعها إلى ما بعد الخيال، في لحظة ما وجدت نفسي مأخوذاً بأهمية أن تصير طقوس أو طريقة القراءة، بشكلها وإطارها العام، عندي تجلياً ذاتياً وجمالياً . (2) صوت المثقف العراقي يأتي منكسراً، هل صار علينا أن نصدق مزحة الديمقراطية والثقافة الجديدة؟ يالها من مزحة ثقيلة، مضى زمن العبودية وجاء زمن الحرية، ألا يزال شارع الرشيد في مكانه؟ ثمة أغنية عراقية تقول: (يلي اوكعت بالبير/ناوشني أصبعك/لوما حجايا الناس/لأنزل وأطلعك) وحده المثقف الحقيقي بإمكانه أن يرى مثل هذا البئر، صوت المثقف سيأتي، هذه المرة منخفضاً وخجولاً ويائساً، ما الذي يعنيه نصب الحرية لجواد سليم اليوم؟ سيأتي اليوم ويغادر فيه المثقف حريته وكرامته إلى الأبد، أخشى أن اليوم الذي سيردد فيه المثقف هذه الأغنية (جي ما لي والي) قريباً جداً، ثمة سؤال عابر: هل كنا نكتب أم نهذي في عراق اليوم أو عن عراق الأمس؟ (3) أيها الادلاء، ليتني أهدم المعبد المكتظ بكلماتكم ومواقفكم وصلواتكم الزائفة الادلاء، يبدلون جلودهم مثل الافاعي، يبكون ويضحكون، الشعراء أو الشعر بحاجة إلى حواس لقراءته وكتابته، ولكن جميع الادلاء (من الشعراء والنقاد والكّتاب) الذين نعرفهم وسنعرفهم أو الذين لا نعرفهم لا يملكون الحواس . القتل في مفهوم الدليل وعلى شاشات التلفزيون أو المنابر المتنوعة والكرنفالات الزائفة وفي اخطاء المذيعين ونشرات الأخبار اليومية هو أشبه بذلك القتل الذي تتبارى أفلام هوليود الأمريكية في تصويره، لا فرق فالمسافة بين الخيال والواقع لم تعد مرئية . (4) هذه التقاطة للشاعر بدر شاكر السياب توحي بالاستسلام للواقع المتعلق بالموت والحياة بكل حيثياته: (الموت الزائف خاتمة لحياة زائفة مثله/والبعث الزائف عاقبة للموت الزائف مثله) وهذا الأمر ينطبق مع الموت التمثيلي الذي قام به (شخنوب) حيث مثل أنه ميت لفترة قصيرة ثم خاف فقام يجري، وشخنوب هو (عامل السمنت الذي استأجره الفوضويون فتظاهر بالموت وحملوه في النعش تشهيراً بالجيش الذي يقاتل العمال كما قالوا ثم قام ماشيا حين سقط النعش) انظر هامش ديوان السياب ج1 ص440 . يبدو لي، أيضاً، من خلال هذا الشطر الشعري الذي كتبه السياب: (لا شيء سوى العدم العدم/والموت هو الموت الباقي) أنه ينظر في تجربته الحياتية والذاتية والشعرية فيجد الأشياء، المحيطة به، كلها متغيرة إلا شيئاً واحداً له صفة الحقيقة الثابتة أبداً وهو الموت، ولذلك يقر بهذه الحقيقة، من خلال ذلك الشطر الشعري اعلاه، بمنتهى الهدوء والاستسلام. ويكتب الشاعر بدر شاكر السياب: (وسمعت قفقفة الضحايا في القبور) في هذه الجملة الشعرية يمكن أن نتأمل التوظيف الصوتي والسمعي الذي يستغله السياب في بناء هذه الصورة، والتوظيف هنا ليس في التكرار الثنائي لصوتي (القاف) و (الفاء) بما هما مادة صوتية مؤثرة وإنما في صوت القفقفة بما هي رعدة غضب تنبثق من دياجير القبور على يد الضحايا . (5) ثقافة الأمس واليوم .. كل شيء هنا أو هناك جرى بالمقلوب، نبدأ بالعقيدة لننتهي إلى الحداثة، في الثقافة العقائدية، اليساري واليميني يقيمان في النقطة ذاتها، يمتصان رحيق عقيدة مغلقة امعنت أوراقها في الذبول والهذيان والضياع . اقتطع البعثيون جزءاً من زمنهم الاجرامي الدموي، اقتطع الشيوعيون جزءاً من زمنهم الجليدي المنفي، انتهيا إلى المرارة نفسها، ليست ذاكرة الأمس نهراً لتجف وليست ذاكرة اليوم حقلاً ليحرق أو كتاباً ليمزق، لا تزال منك، أيها الأمس، أشياء كثيرة، أدلة وبراهين، ترافقني ولم تنفد بعد، واليوم فقدت الحواس وظائفها الطبيعية، يبدو أن المرآة تكذب ثانية وربما قد تهشمت، كانت تلك المرآة تظهرنا عابثين أو كاذبين. (6) فتنة الغريب الدمشقي .. الشاعر محمد مظلوم إذ يرصد واقع المدينة الحاضر يدرك أيضاً عناصر البقاء الحياتي فيها كما يراها هذا الغريب، فمازالت في هذه المدينة حياة ما جميلة رغم كل اشكال الموت: الشعر والقصص واستذكار حوادث من الماضي ودفء الصداقة، من هنا تفرض القصيدة نفسها فرضاً وكأنها الحقيقة الوحيدة التي تستحق أن تعاش، بما يستخلصه الشاعر من المدينة ومن عناصر الحياة، ويبدو السياق الشعري، في معنى النص، واضحاً في ربط ما يرجوه الشاعر بمرور الخيالات وذكرى الماضي كما يشير إلى ذلك استخدامه لعنوان النص "فتنة الغريب الدمشقي" وما يحمله من دلالات رمزية ولغوية وجمالية، يريد الشاعر أن يرسم لنا صورة مغايرة لمدينة دمشق خصوصاً وهو يقول: (واحاول أن ادفن شاماً شريفاً فلا أجد قبراً لكل هذا الموت من حولي) . (7) محاولة لتلميع الماضي .. نكذب لنُلَمع الصورة، صورتنا القديمة، جزء عظيم من تقنية الكذب وأساليبه يكمن في حكاية التلميع، ما من شاعر، بدءاً بسامي مهدي وليس انتهاء بعدنان الصائغ، عمل في مجلة حراس الوطن أو أسفار أو صحيفة الثورة والجمهورية والقادسية والعراق وبابل ومجلة وألف باء وغيرها إلا واخفى شيئاً من ماضيه وكتاباته التعبوية وحماقاته الشعرية ومواقفه المخجلة تحت لسانه، الكذب حياة مجاورة لكّتاب أو لشعراء الصوت الواحد والثقافة الواحدة والقائد الاوحد ولولا موقفكم من هذا الأخير، أي القائد الأوحد، (لم يأت الفقيه الأوحد كما يقول أحدهم في حوار زائف) ثمة أكاذيب تقع داخل الممكن اللغوي ومع هذا لا ينفع الكذب في استدراج اللغة أو المعنى إلى هاوية الكلام الصريح والحقيقي، هل استعجلوا في الكذب أم كان الكذب سنتهّم التي عليها درجوا ومن أجلها يلمعون الماضي .. لِمَ لا يفكرون بالاعتذار . | |
| | | حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916 مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010 الابراج :
| موضوع: رد: للشعر واللغة أو للنشر والكتابة نازيّوهما أيضاً الثلاثاء 25 مارس 2014 - 23:40 | |
| نشــــكركم للموضوع ! خالص تقديرنـــــــا . | |
| | | | للشعر واللغة أو للنشر والكتابة نازيّوهما أيضاً | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |